أقلام حرة

رجال .. حول الوزير / وسام سامي

مهما كانت درجته، ولو كان وزيراً، فهم مجموعة من الرجال يحيطون به وهم حاشيته وبطانته المقربين منه ..الكثير منهم كانت لفترة الأحتلال 2003 الفرصة المواتية لقفزتهم تلك ليصبحوا في المراتب العالية والدرجات الوظيفية الكبيرة .. لا علم ولا فهم ولا شهادة أو، مزورة، تمكنوا من الوزارات بأبشع صورة .. فقربوا من قربوا وابعدوا من ابعدوا .. قربوا المتخلف مع تخلفهم والمتزلف اليهم بكل الطرق فهم يمتلكون قوة الوزير ونفوذه في الوزارة وهو ذاته، الوزير، من ساعد على نموهم بذلك الشكل الغير متجانس . وقربوا السارق والمختلس ليتقاسموا الغنيمة وقربوا القواد الذي يتمكن من أن يجلب لهم النساء وقربوا الذي يفضح موظفي الوزارة وموظفاتها وقربوا من يمتلك بيت مال الوزارة  فهم ليسو سوى ورم سرطاني في قلب كل وزارة ومؤسسة من مؤسسات الحكومة .

 أبعدوا الأمين على وظيفته المواضب عليها خدمةً لوطنه .. أبعدوا ذو العلم والدراية والتبصر بعمله الذي لا يدخر وسعاً في تطويره، أبعدوا من هو ليس من طائفتهم ويأبى أن يضع صورة على حائطه غير صورة لخارطة العراق وعلمه ولاشعار إلا حب الوطن.. ابعدوا من عفت يده ولسانه عن التقطيع بلحم الناس والوشاية الكاذبة عنهم .. أبعدوا من عافت نفسه المال الحرام وأبتعد عن السرقة والرشوة .. أبعدوا المثقف التي لا يؤمن إلا بوطنه ـ ابعدوا المتعصب لعمله ولايقبل بالأخطاء مهما كانت صغيرة، أبعدوا اصحاب الشهادات العلمية العالية بعد ان حرموهم من امتيازات لهم ليبتلعوها ويتقاسموا غنيمتها .

وزارات كثيرة دأبت على هذا الحال حتى كبرت تلك النماذج من الرجال وتوسعت دائرة نفوذهم وسيطرتهم ليصبحون يوما ما هماً كبيراً على تلك الوزارات وبعدها الحكومة فدائرة السيطرة تتوسع ويزيد تأثيرها ويشيع فسادها .

 على الوزارات اليوم ان تعيد النظر بفريق عمل كل وزير على حدة وأن تفصل بين عمل الرجال، السرطان، حول الوزير وبقية موظفي الدائرة وأن يحسنوا إختيار أولئك الرجال حولهم .. فليس ببعيد أن تتعارض مصالحه مع الوزير فيردية بطلقة في لحظة ما تتقاطع فيها المصالح والشهوات .. أو حتى قد يبيع الوزير للمجاميع الإرهابية .. فمثل أولئك الرجال لا أمان لهم يميلوا حيث يميل هواهم ومصالحهم ويندفعون حيث تدفعهم الرغبات  ..

على تلك الدائرة الضيقة من رجال الوزير ان تتمتع بالأمانة والإيمان وحدة التفكير وعفة النفس عن كل المحارم وان تتصف بالعلمية الكاملة، وبنفس منزوعة منها ادران الطائفية وعوالقها البغيضة .. نفس نظيفة تتمتع بالحصافة وبرقة بالتعامل وان لا تكون فوقية في التعامل مع الآخرين .. ولكن من اين لنا بتلك النماذج التي تفرد فيها زمن قديم ؟، في سبعينات القرن الماضي وستيناته .. وأنقرض اخر الرجال وضاع نسلهم النبيل، فكم نفتقد لرجال بنيت على اكتافهم أقوى جمهوريات العرب واعتلت مجد الحضارة، شاخصة رموزهم حتى يومنا هذا ، لا أثر لهم إلا تلك اللمحة القوية التي تستطع في ذاكرتنا، لتكون عنوان، موقوفاً عن العمل، في عناوين ذكرياتنا وسنيننا القديمة .


وسام سامي

  

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2245 الأثنين 15 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم