أقلام حرة

الإعلام الحكومي بين مطرقة الأحزاب وسندان الإعلام الحر / حيدر صبي

من قبل بعض وسائل الإعلام  المرئي منها والمسموع ومن محللي بعض القنوات الفضائية الموجه والتابعة لهذا الحزب او ذاك والذي يراد منه صناعة ديكتاتورية جديدة بلباس "حرية التعبير" ووفق مقاسات وأهواء تلك الأحزاب مما ولد الخوف لدى الشارع العراقي من خلال خلق المتاهات المتعمدة بتظليل الرأي العام العراقي بنشر الكثير من الأكاذيب في تلك الفضائيات ناهيك عن الحملات المحمومة من قبل بعض الصحفيين حتى وصل الحال لبعض مثقفينا من ان يبدي امتعاضه وانزعاجه وحال سماعه لمديح لشخصية قيادية وحتى من القنوات الحكومية. من هنا كان حقيقا علينا ان نميز بين الاعلام الحر والإعلام الحكومي فالثاني يجب عليه ان يكون المعضد والمرآة العاكسة لكل نشاطات المسؤول ولزاما عليه ان يظهرها للمواطنين لكي يطلعوا على انجازاته وعمله وكافة نشاطاته ناهيك عن الاشارة الى كل السلبيات التي رافقت عمله ان وجدت لكي يتسنى للمسؤول ان يقف عليها ويحاول الوقوف على مسبباتها ليأخذ على عاتقه فيما بعد محاسبة المقصرين وتغيير واقعها .. اما الأول فهو المرآة العاكسة لكل ما يحدث في المجتمع من سلبيات كانت ام ايجابيات وعليه نقل الواقع الحقيقي بمهنية بحته ناهيك عن التصويب الدقيق لعمل المسؤول ومن دون زخرفة او تعظيم وتبجيل فيما اذا كان ذلك المسؤول لا يستحق كل الثناء والإطراء لمقامه. من هنا كان من الواجب عليه ان ينقل الحقيقة بحذافيرها للجمهور ..هناك ثقافة تكونت لدى اعلاميي وصحفي العراق نتيجة الخوف والهلع من ممارسات النظام السابق في قمع الحريات الصحفية  فصار الاعلام موجها ومطبلا للحزب الاوحد والقائد الاوحد. وللأسف الشديد رمت تلك الثقافة بظلالها على الواقع الحالي على الرغم من اننا ننعم بمساحة من الديمقراطية التي تتيح لنا حرية التعبير ونقل الحقيقة بمجملها. بيد إنه يوجد اختلاف واحد فقط عن المرحلة السابقة وهو التعددية الحزبية لذا كان لكل حزب اعلام موجها خاصا به ومنظرون ومحللون يتماهون مع أهدافه ولكون الاحزاب العامله في العراق حاليا تختلف في اديلوجياتها  وبرامجها فيما بينها وإن بعضا من تلك الاحزاب هي امتداد للنظام السابق عدا "كونها غيرت من المسمى فقط " فتباينت الرؤى واشتدت الصراعات وبات كل حزب ينظر لحزبه ويبحث عن تغيير قناعات الناس من خلال التصريحات الاعلامية سواء من قبل قياداتهم الكبار أو من قبل بعض الصحفيين والإعلاميين الذين تحوزبوا على الرغم من تشدقهم بالحرفنة والمهنية والحيادية الصحفية   فصار الشعب بخبط وشماس وتلون واعتراض واختلطت عليهم المفاهيم باختلاط الحق مع الباطل لذا كان من الواجب على الاعلام الحر المهني الشريف والمحايد من ان يقوم بدوره ويشذب تلك الصورة ويزيل الراسخ المعوج من شوائب الفهم السيئ لدى المواطن العراقي ويغير من القناعات الخاطئة التي تولدت لديه. عليه أيضا ان يقف لها بالمرصاد ويفضح الشعارات الزائفة لتلك الأحزاب وبذا سيكون حائلا دون صنع ديكتاتوريات جديدة والتي باتت الهاجس الذي يقض مضاجع بعض المثقفين بيد اننا لا حظنا عكس ذلك في احايين كثيرة فبدلا من ان يحارب الاعلامي هذه الموجة العاتية من الاكاذيب والشائعات السياسية التي تصل حد التسقيط لبعض الشخصيات الوطنية نجده يسلط الضوء على بعض الهفوات  لبعض المسئولين العاملين لخدمة العراق ويجعل منها المثلبة الكبيرة ويكيل الاتهامات التي يراد منها الحط من مكانته ومحو ما قدم من إنجازات غيرت من واقع حال الى حال أفضل .. اننا حينما نشير الى منجز لمسؤول ما قد نجح في مهامه الملقاة عليه وادى عمله بكل حرفية ومهنية ليس معناه ان نجعل من ذلك المسؤول دكتاتورا مهيبا بقدر ما ندفعه الى فعل المزيد من الانجازات وعلينا أيضا أن نذكره بالسلبيات التي رافقت عمله ليتسنى له النظر فيها وبالتالي القضاء عليها وبذا يكون الإعلام وقت إذ إعلاما مهنيا يراد منه الخير للعراق والعراقيين

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2246 الثلاثاء 16 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم