أقلام حرة

البرنامج القرآني الكريم للسلطة / منير حداد

حربا وسلما.. نظريا وعمليا.

تتكامل اركان البرنامج بحيث تقود خطوات المسلم الواعي، بل وحتى الثائر غير المسلم، اذا ما شاء ان يتبع خطوات الرحمن في بناء دولة حق وعدل.. سواء أأرادها اسلامية صريحة، ام دولة حق، والحق هو الاسلام.. حتى لو لم تكن الدولة اسلامية بالتسمية.

"يا ايها الناس ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين"

الآية 209 سورة البقرة

فالحرب بعد انتفاء اسبابها تتحول الى رجس من عمل الشيطان، حين يتوجب ان نترك السيف والبندقية جنبا، متجهين للبناء والاعمار وترصين دعائم اركان الدولة التي استخلصناها من براثن الطاغية، علينا ان نعيد النظر بمنهج العمل، اعتمادا على الآيات القرآنية والاحاديث النبوية وحكمة آل البيت واجتهاد أولي العلم، في اقناع المجتمع ليتشبع بروح الايمان التي تقضي بالتحول من الحرب ضد الحاكم الجائر الى بناء الدولة من خلال البدء بالانسان على اعتباره البذرة الاولى للحضارة المثلى.

"قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين"

192 البقرة

فما ان حط المجتمع سلاح الاحتراب بالضد من عهد الكفر، تهيأ نفسيا للاعمار والبناء، حينها تصبح اية بادرة تسلح ايقاظ لروح الفتنة، فينقلب المجتمع على منجزاته بالاقتتال من داخل تجربة الثورة، وفق المصطلح السياسي الشائع (الثورات تأكل ابناءها).

الامر الذي يلزم قادة الثورات بمحو كل اثار الحرب، كي لا تبقى روح العنف وثابة تنبض امام المقاتلين الذين يتوجب عليهم الانخراط في تجربة البناء المادي لدولة الروح.

وهذا سر النجاح المديني الذي تحقق في التجربة العراقية لقوات كانت تتجيش معارضة لنظام الطاغية المقبور صدام حسين.. تقاتله.. من داخل العراق وخارجه، ما ان سقط حتى تحولت الى منظومة بناء تسهم في ادارة الدولة داخليا وسياستها خارجيا بموجب ما تقتضي متطلبات المسؤولية الوطنية.

وهذا ما يؤكد نجاح تجربة البرنامج القرآني للسلطة في عراق ما بعد التحرر من الطاغية في 9 نيسان 2003، على الرغم من الارهاب والفساد المالي وانحرافات بعض المسؤولين وهم يتساقطون تباعا، ، كالورق والاغصان البابسة التي جف نسغ الحياة في لحائها، مع كل هبة ريح تنسم من ربيع الامل والتفاؤل.

"اما الزبد فيذهب جفاءً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض".

 

القاضي منير حداد

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2247 الاربعاء 17 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم