أقلام حرة

يختلفان بقدر محبتهما للعراق .. تبادل التصريحات المتشنجة صعود نحو الهاوية / منير حداد

 وهي حال تنطبق على واقع العراقيين.. الآن.. في ظل التداعيات التي لا ظِلال لها سوى الضَلال تيها بين افاق السياسة، حين لا يجد القائمون على الامر في العدو هدفاً قدر ما يستهدفون بعضهم البعض، متبادلين لوي الاذرع بالشعب نفسه، حتى بلغ عدد الذين حرروهم من صدام ثم قتلوهم اعدادا تفوق الاحصاء.. والقتلى منهم احياء تسحقهم الفاقة والعوز واليأس والاحباط؛ جراء اللاهدف.

يتبادل الساسة العراقيون، تصريحات متشنجة، لن تخدم سوى اعداء العراق؛ لانها تشغلنا عن الاعداء وتشمتهم بنا.

التصريحات المتشنجة.. تبادلا.. بين رئيس الجمهورية جلال الطالباني والنائب ياسين مجيد، تعني انهيارا يئد العملية السياسية تحت انقاض اللاجدوى التي نكصت فيها فرحة العراقيين بسقوط الطاغية المقبور صدام حسين.

تصريحات لن يحصد منها العراقيون سوى تسارع الانهيار في صرح العملية السياسية، الذي شيده نفس الساسة المتخاصمين بدمائهم.

فالسياسة العراقية تبعث على السخرية مما آل اليه واقع الشعب في ظل الحرية والديمقراطية، اللتين افسدهما الساسة تطبيقا، انتهزه الارهاب والبعث المنحل والصداميون في تدمير العراق، وما الخلافات بين الساسة الا زيتا يصب على النار، فهل ترتضي مروءة عراقي بحجم رئيس الجمهورية وعضو في مجلس النواب، ان ييسروا على المخربين مهمتهم في الذهاب بالعراق الى جحيم جهنم يسجرونه تنورا بسعة الخريطة.

فالطالباني رئيس جمهورية العراق، وشخصية ذات تاريخ سياسي وثقافي مشرف، وهو فضلا عن قتاله في جبال كردستان ذراعا يمنى للمجاهد العظيم الملا مصطفى البارزاني، ومؤسس للبارتي، كان الذراع اليسرى لشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري في تأسيس نقابة الصحفيين العراقيين العام 1959.

بالمقابل.. الثنين إعزاز.. فياسين مجيد يمثل نضج شباب العملية السياسية العراقية، الذي يترسم مستقبلا رصينا لبناء صرح شامخ دك لبناته التأسيسية جيل من الساسة لن يأفل ذكرهم، ومنهم الطالباني.

حسنة ما يقع بين الرجلين، هو تباين وجهات النظر اجتهادا في خدمة العراق، وهما يبحثان عن سبيل امثل لتفريج الازمة وتهدئة الاحتقانات وتفتيت العقد، في مساع عامة لا خصوصية شخصية او فئوية فيها، ما يجعلنا نراه خلافا ايجابيا (اذا سمحت اللغة بنحت مصطلح بهذا التناقض).

فلنختلف بقدر محبتنا للعراق، على الا ننسى الاسباب مندفعين في النتائج، حين تشغلنا اعراض المشكلة عن جوهرها، منسحبين الى تبادل العناد المتشنج تناوئا، في حين المراد من وجهتي النظر، هو البحث عن اقصر الطرق الى بلورة الاهداف في نماذج ماثلة امام الشهود.. على شكل خدمات وامان ونزاهة مالية وادارية ومنعة ازاء الدول الاخرى.

 

القاضي منير حداد

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2251 الأحد 21 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم