أقلام حرة

كل شيء من أجل الوطن / موسى غافل الشطري

أمام تكتل من النفعيين اللاوطنيين، الذين يقفون في مواجهة الشعب، ويستميتون لاحتواء كل خيرات الوطن، كمكونات أثرتها الاختلاسات والاستحواذ على أمواله . في هذا الوقت بالذات، يكون من الضروري جداً، أن تسعى دون هوادة، ودون تردد كل القوى اليسارية أولاً لكي توحد صفوفها ولكي تعطي المثل الأعلى في التسامح والتنازل عن الأهداف البعيدة وتتوحد مع كل القوى الراغبة في الحفاظ على العراق ضد المخاطر والمزالق التي تهدد مصيره .

من المؤسف أن هناك بعض القوى المحسوبة على اليسار، لا ترغب في مصافحة قوى يسارية أخرى . هذه القوى ما زالت لم تع الخطر الكامن في هذه الفرقة وهذا التشتت . قوى ما زالت لم تفكر بما يقع في خارج العراق وما يلوح في الأفق مما يتهيأ وتعد له العدة .

و هذا ما ينبغي أن تدركه القوى اليسارية والقوى الخيرة . فاليوم كل ما هو مطلوب من اليسار أن يحافظ على منطلقه الوطني هو : كل شيء من أجل الوطن . فالوطن اليوم في خطر . وإن على كل الخيرين أن يتلاحموا من كل الطبقات على اختلاف انتماءاتهم الطبقية والدينية والمذهبية .

من المؤسف جداً إن السعي من أجل هذا الهدف لم ينسجم مع حجم الخطر الكارثي الذي يتهددنا . لم تستجب بعض القوى من المثقفين (الأنتلجنسيا) حيث تقف في منتصف الطريق مترددة متلكئة في حسم موقفها وفي انحيازها لتكريس كل شيء للوطن، هذا المكون العريض الذي يحتوي على قوى مؤثرة، لو التحمت لكان لها الفعل الحاسم. ففي هذا اليوم ينبغي أن تسعى مكونات هذه الفئات، وبالأخص المتمسكين بقوة بقضية الشعب والوطن، هؤلاء عليهم أن يستثمروا ما يحدث في بلداننا العربية حيث يجري حشد عاملي الفكر واليد في تونس ومصر وغيرها . وكما جرى في إضراب الصحفيين التونسيين وحققوا مطلبهم . فأن علينا أن نوظف ذلك لإرغام القوى المتنفذة المندفعة بالكامل، لا للشعب وإنما لمصالحها الضيقة وتعريض الوطن للخطر الماحق .

إن احتواء كل الشرفاء، الحريصين على وطنهم هي المهمة الأسمى في هذا الظرف . مهمة (كل شيء من أجل الوطن) هو الهدف الملح لكبح جماح أعدائه الطبقيين، والمترددين وانتزاع قصب السبق من الأيادي المناوئة والمترددة .

صحيح هناك نشاط تقوم به القوى اليسارية للم شعث القوى الديمقراطية، لكن هناك قوى ما زالت مترددة لأسباب طبقية وفكرية تنأى بنفسها عن هذه المسيرة تعتقد أن من مصلحتها أن تبقى على موقف وسطي لضمان مصالحها . لكن على هؤلاء أن يدركوا أن الوقت لم يكن بصالحنا . وإننا أمام خطر حقيقي . يذكرنا بما قبل انقلاب 8 شباط الأسود . لكن هذه المرة المسألة تهدد بخطر كارثي ليس له مثيل . هذا الخطر سيكون من نصيب الشعب . في حين تعد القوى المنتفعة عدتها ممن أثروا على حساب الشعب، وهربوا المليارات للخارج . وكذلك القوى العميلة التي ارتبطت بالدول المجاورة . وكل القوى اللا وطنية التي لا يهمها مصير الوطن . تعد العدة للّحاق بما هربته، ولكي لا تكتوي بالنار أججتها والتي ستحرق كل شيء في العراق .

إننا كمثقفين وطنيين والذين نقف في صفوف الأمامية للشعب، ونتحسس ما يحدث على الأرض،وهو أقل بكثير مما ينبغي، علينا قبل غيرنا أن نوجه نداءنا لكل المثقفين الشرفاء، وقبل فوات الأوان: أن يسعوا وبأسرع وقت إلى مؤتمر وطني عاجل من أجل التوحد في لحمة شعبية متراصة هدفها (كل شيء من أجل الوطن) .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2251 الأحد 21 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم