أقلام حرة

الغالبية السياسية .. طوق نجاة ام مصلحة وطن؟ / باقر العراقي

ليبدأ بعدها مناورات وسخونة جديدة في المشهد السياسي العراقي وذلك بعد المبادرة الجديدة التي أطلقها السيد عمار الحكيم الذي أعلن صراحة في احد ملتقياته الثقافية والتي زاد عددها على الثلاثمائة ملتقى وكثيرا ما أزعجت الخصوم السياسيين، أعلن بأنه يؤيد حكومة الأغلبية السياسية مشترطا تمثيلا واضحا لمكونات الشعب العراقي .

 

بعد حكومة الشراكة الوطنية التي فشلت في إدارة البلد ذاهبة بنا من سيء إلى أسوء وعلى كل المستويات الأمنية والخدمية وغيرها، علا صوت الحكومة نفسها، لتعلق أخطاؤها على شماعة حكومة الشراكة الوطنية،وبعد أن تستفز من قبل الآخرين الملوحين بملفات كثيرة قد تغرق الحكومة،هنا ترفع الحكومة صوتها بأن الأغلبية السياسية ستكون الخيار الأخر والأخير الذي لم يؤيده فيه احد من خارج الحكومة ولا حتى من داخلها من الكتل المؤتلفة معها .

 

جاءت المبادرة المفاجئة للبعض لتشكل تأييدا قويا  لرأي الحكومة في التشكيلة الوزارية المرتقبة، فأي أمر يريده عمار الحكيم بتأييد منافسيه السياسيين والذين ربما أساءوا إليه في وقت سابق، والكل يعلم انه أنقذهم سابقا في معركة سحب الثقة، وقال بان مصلحة الشعب أولا وهذا ما جعلنا نؤيد الحكومة رغم سلبياتها، لأن سحب الثقة عن الحكومة قد تأتي بعده انهيار لمؤسسات الدولة، وهذا لا يصب في مصلحتنا جميعا، وكان موقفه هذا طوق نجاة أنقذ حكومة المالكي بعد أن استحكمت حلقات سحب الثقة إلا واحدة فقط .

 

فهل ان حكومة الغالبية السياسية تأتي كطوق نجاة آخر للحكومة الغارقة ام مصلحة بلد ؟ علما أن الحكيم قالها صراحة لا نريد ان نشارك في حكومة الغالبية السياسية ان شكلت، وهل جاءنا الوقت الذي نقول فيه إننا ابتعدنا (كبلد ديمقراطي جديد) عن انتهاز الفرص للإيقاع بالمنافسين حفاظا على المصلحة العامة لكل للوطن؟ وهل من جاء بهذه المبادرة التي تؤيد الخصوم يعتبر رائدا يحتذى به من كل أطراف العملية السياسية في العراق الجديد؟ تساؤلات قد أكون أجبت عنها ولكنها بحاجة إلى إجابات.  

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2253 الثلاثاء 23 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم