أقلام حرة

سوفَ نَجُن من الفرح / امين يونس

سوفَ أفقدُ عقلي وأجُن!. قالتْ: ألنْ تتزوج من بعدي؟ قال: ياحبيبتي .. المجنون يفعل أي شئ!" .

وعلى نفس المنوال ..فأن الأحزاب الحاكمة في العراق من أقصاه الى أقصاه .. إذا لا قّدرَ الله، رحلتْ عن هذه الدُنيا الفانية .. وتركتْ السُلطة .. فأننا سوف نَجُن ونفقد ما تبقى من عقولنا ! .. ومن الطبيعي، ان المجنون ليس عليهِ من حَرج .. ومن المتوقع ان يُصّفِق لحكومةٍ اُخرى وأحزابٍ غير التي تُسيطر الآن .

في النكتة أعلاه .. مازَح الرجُل زوجتهُ .. وإدعى انه سوف يجُن من الحُزن إذا ماتَتْ، ويفقد عقلهُ من القهر واللوعة عليها .. اما نحنُ عامة الشعب .. فأننا سوف نتخبل من شدة الفرح، إذا إبتعدتْ أحزاب الاسلام السياسي عن السُلطة .. وسوف نحتفل لو تخّلتْ الاحزاب القومية والعشائرية عن الحُكم . مثلما رقصنا طرباً عندما سقط صدام، وتخلينا عن كياستنا لّما تهاوتْ مقرات حزب البعث الفاشي .. ولجأ العديد مِنّا مِمَنْ فقدوا عقولهم وإتزانهم، الى نهب و " حوسمة " قصور الطُغاة وحتى المؤسسات العامة والدوائر الحكومية !.

واليوم .. وبعد ان شبعنا من الوعود الكاذبة والشعارات المنافقة .. بعد ان مللنا من الزيف والخداع .. بعد أن سئمنا من الأوهام ودغدغة المشاعر ومخاطبة العواطف الساذجة .. فأن يوم المُنى هو أن ترحل هذه الطبقة السياسية التي أذاقَتْنا المُر خلال الاعوام التسعة الماضية .. بقّضها وقضيضها .. لن نأسف على ذلك .. بل من المُؤكَد بأننا سوف نرميهم بالأحجار رمياً .. ليسَ مثل الحُجاج عندما يرمون الجمرات على إبليس .. لأنني أعتقد ان إبليسَ أفضل كثيراً من طبقتنا السياسية الحاكمة في العراق ! .. فهو أي إبليس واضحٌ وصريح ولا يخفي مراميه وأهدافه .. أما قادة العملية السياسية الرديئة .. فأن بعضهم يُخفي حقيقته الوسخة ونفاقه، تحتَ رداء الدين واللحية والجُبة .. وآخرين يُدارون قذارتهم وفسادهم، بيافطات قومية ووطنية ! .. وكُلهم متشاركون في النهب والفساد المُنّظَم ومتورطون في التأزيم المُتعمد للأوضاع وعدم إفساح المجال للإستقرار والإزدهار .

لا يَمُرُ يومٌ واحد، من غير ان يسقط عدة ضحايا بكواتم الصوت .. في بغداد والمحافظات الاخرى .. لا يمُر يومٌ بلا إنفجارات مُروعة وأشلاء المواطنين العُزَل، بوجود مئات الآلاف من الشرطة والجيش والسيطرات والإستخبارات وكاميرات المراقبة وصرف مليارات الدولارات .. لايمر يومٌ بدون ان يُهرَب عُتاة المُجرمين المحكومين بالإعدام من السجون والمُعتقلات التي " يحرسها " آلاف الضُباط والأفراد المُدججين بالسلاح الحديث .. والمالكي الرئيس والقائد العام للقوات المُسلحة .. قابعٌ في مكانه، مُرتاح الضمير .. وكأن شيئاً لم يكُن ! .

نعم .. إذا رحَلتْ " الزوجة الحكومة السُلطة " الفاشلة الجائرة .. فأننا سوف نجُن ورُبما نفقد عقولنا .. ولكن ليسَ من الحُزن .. بل من الغبطة والإنشراح! .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2253 الثلاثاء 23 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم