أقلام حرة

ايقظ عمار الحكيم حلمنا فليقتديه الآخرون / منير حداد

في بادرة تمنينا قادة العراق ان يذهبوا اليها منذ يوم الاربعاء 9 نيسان 2003، لكن تأتي متاخرة خير من الا تأتي.

الدبابات تتقدم، سرفاتها تطوي المسافات.. تقضم سيادة العراق، ونحن نتألم فرحين، وفق المثل العراقي الشهير: "آه.. حيل" لأن تقدمها يعيد الضوء الى حلم آفل، في خواطر الفقراء، ليلة 8 / 9 نيسان 2003.

ولما انقضى ما بيننا سكن الدهر...

ظل العراقيون، طيلة خمسة وثلاثين عاما، يرددون.. سرا وعلنا.. فليأت الشيطان الازرق، يحررنا من الطاغية صدام حسين، وجاءت قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، طهرت العراق وحررت العراقيين.

لكن الخيبة اكبر من الفرح، اذ طاش الجياع يسفحون كرامة البلد، تركتهم قوات الائتلاف يعيثون فسادا باموالهم.. حواسما.. وتناهش الساسة الجدد، القادمون على جناح السرعة، يسابقون السرفات، تهافتا على السلطة.

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

                                   ولا سراة اذا جهالهم سادوا

فوضى، ارادوها خلاقة، فكانت عقيما، وجهلة سادوا فبادت البلاد.. اسياد جدد، تمنينا ان يضعوا اصابعهم على الجرح النازف يشخب دما راعفا، لكنهم ابوا ان يخطوا باتجاه الناس، انما ارتكسوا في ذواتهم، انانية وانانية وانانية، لا شهامة بعدها.. ثلاثا.

من الشهامة، ان يتوجه القادة الجدد الى تطمين احتياجات الشعب، كنوع من تطمين واثبات حسن نية، ومغايرة لنهج صدام وولديه وازلامه، الذين سخروا اقتصاد العراق لنزواتهم الشخصية وغرائزهم الشاذة في السلوك المنحرف.. والحروب جزء من الشذوذ الغرائزي المهين للفرد والمجتمع والتاريخ والجيوش...

... ما علينة...

... كان الاحرى بمن تسلموا العراق من الامريكان وهو من دون ميزانية.. معتمدا على معونات الدول المانحة اول الامر، ان يتكفل واحد منهم بكهرباء (البياع) وآخر بماء (الفلوجة) وثالث بمجاري (الثورة) وسواهم بمستشفى (الموصل) ومدارس (الناصرية) وهكذا تحسم مشاكل العراق على نفقة القادة الجدد.

لكن شيئا من هذا لم يحصل، اتجهوا للتدافع على مغانم السلطة، بل صار معظمهم مشكلة للشعب العراقي، يجبره على مقاتلة الامريكان الذين استعان بهم للخلاص من صدام تحت شعارات جوفاء يفندها الواقع.

عنوا بالسلطة واهملوا العراق الذي ادمن الاهمال عندما عني صدام بنفسه واهمل الدولة، تلك الدولة التي اسستها بريطانيا في العام 1921 وسلمتها سيادة نفسها في العام 1932 وادخلتها الامم المتحدة العام 1945، تحت هاجس (التضاد مع الشعب) فالعراق دولة ضد شعبها، الحكومة قائمة على قمع الشعب، منذ وجد شعب على ارض الرافدين وتنصبت حكومة على رأسه.

امر السيد الحكيم باعادة اعمار محافظة ميسان، ما يعيد الى ذواتنا الامل من جديد في ان يقتدي قادة العراق.. شعبيا ورسميا.. به، ويتبنى معظمهم رفع الحمل عن كاهل الدولة التي انقض ظهرها الارهاب والفساد المالي و... ظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من... طعن الرماح النواهل.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2261 الاربعاء 31 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم