أقلام حرة

هل الله رحمة وجمال أم أنتقام وسادية؟ / فراس الوائلي

..ولم نجد إلهاً حاقداً وسادياً ومريض نفسياً يحتاج الى تعاطي عشرات المهدءات النفسيه يوميا بل لاتكفيه حتى شرب المخدرات بجميع أصنافها حتى يسكن غضبه إلا في بعض الاساطير القديمة وليس كلها ففي الماثلوجيا الأغريقية مثلا يسبح الجمال في بحور لا حدود لها وفي الوقت ذاته حكايات لايصدقها الا المجانين لكي يصحو من جنونهم..والسؤال الاهم لماذا يسقط بعض المتخلفين والحمقى ورجال الشيطان ومشايخ السوء هذه الامراض والعاهات النفسية على الله الحقيقي الذي هو مطلق الجمال والحب لنصوره تصويراً يشابه كثيراً افلام الكارتون لمداعبة مشاعر الاطفال فنراه يرسل الاعاصير والسيول ويفجر البراكين ويرسل التنين لقبور الموتى ينفخ عليهم النيران؟ هل هو عاجز؟ أم هو وجود خرافي يحقن الفاشلون أنفسهم بالاتكاء عليه ويبررون حسدهم وتخلفهم عن الالتحاق بركب الحضارة بخرافات لايصدقها الا الابله المتكاسل لصناعة اي فكرة متحضرة!!

الله كما عرفناه وفق منظمومة الاديان العريقة هو خالق للكون بأسره ويحب عالمه ومملكته جميعا ومن ضمن سلطانه الأعاصير والسيول والبراكين والشهب والنيازك والعواصف الشمسيه التي تضرب الكره الارضيه كل دقيقة، واصطدام الكواكب والانفجارات الكونية الهائله في مجرة درب التبانه وغيرها من ملايين المجرات التي تحدث في الكون اللا متناهي  وهو قانون طبيعي وسنة من سنن خلق الله وفق المنظور الديني  ،وهذه الطبيعه الكونية لن تختلف أو تتخلف في يوم من الايام والى الابد، وإذا نريد أ نسند كلامنا هذا فعلينا ان نستشهد بالقرآن الكريم الذي هو كتاب المسلمين الاوحد في العالم وهو كلام الله ولايشك به اثنان من المسلمين حيث يقول الله في  القرآن " ولن تجد لسنة الله تحويلا" ويقول أيضاً "ولن تجد لسنة الله تبديلا" وإذا كان الله لن يغير قوانين الطبيعة التي هي جمال قدرته وروعته فلماذا نجد مشايخ الحقد والتخلف يفتروون على الله الكذب ويقولون إن الاعاصير وغيرها غضب الله على الكافرين؟ أليس هذا تجاوز على سنة الله وعلى عليائه وعدم أحترام واضح لحكمته المطلقة؟ وماذا نقول وكيف نفسر الاعاصير التي تضرب شواطئ الدول الاسلامية مثل أندونسيا والزلازل التي تضرب ايران والسيول المدمره التي تحدث بجده في السعوديه وغيرها من الدول الاسلامية هل هو انتقام الله من هذه الدول المسلمه لاسلامها أم ماذا؟ وهل المد والجزر الذي يغرق المئات من الناس من مسلمين وغيرهم هو غضب الهي وإنتقام أم هي ظواهر طبيعيه؟

والسؤال الاهم لماذا لايرسل الله اعاصير الايمان للقلوب والعقول لكي تؤمن وتسلم به بدلاً من كل هذا الخراب؟ أم أن الله قادرُ على تغير خارطة الجغرافيا والمناخ وغير قادر على تغيير قلب صغير كقلب الانسان!!

فنجد بعض من مشايخ السوء وعبدة الدرهم والدينار ولسان السلاطين يشوهون ويسيئون لله ولجماله ورحمته ويهائه ومايفسروه من أن هذه الاعاصير التي تضرب الدول هي إنتقام الله من الكافرين..فهذه كذبة كبرى..وهو اسقاط نفسي لما يجول في نفوس هؤلاء الحمقى لينسبوه الى الله تعالى ظلماً وأفتراءاً بعدما أفلسوا وفاتهم قطار التمدن والحضارة والانسانية والحداثة وليشعروا بالتوازن النفسي بعد عجزهم عن تقديم اي شيئ للبشرية سوى التكفير والقتل والغاء الآخر..والعجب كل العجب من إنسان يفرح بمصاب إنسان آخر وبموت أطفال يموتون تحت الانقاض فهل في قلب هؤلاء ذرة من الايمان والانسانية؟ وهل هؤولاء يمثلون الله؟ وأي إله يقصدون؟ فحتى السباع والضواري تفزع لفصيلتها ساعة المحن والكوارث الطبيعية؟ فأين وصل امثال هؤولاء  بهذه الاحقاد التي ينسبونها الى الرب العظيم ظلماً وزوراً؟ وهناك تساؤل آخر هل درس هؤلاء المتخلفون أسرار الكون والفضاء ونظام حركة الاعاصير والزالزل والبراكين وهل فهموا كيف يسير الكون وبأي منظمومة كهربائية او مغناطيسية او كهرومغناطسية  حتى يستطيعون أن يعلقوا على هذه الظواهر إن استطاعو لذلك سبيلا..الغيب وتفسير كل ظاهرة طبيعية بالغيب اسلوب ليس علمي ولا حضاري ولا ديني لانه اساءة الى رب العالمين جميعا لان الله لم يعطيهم غيبه ولن يسمح لهم بالاطلاع عليه فهو من مختصاته فقط وهذا كلام الله نفسه حيث قال"عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا".. فالله هو رب الصينين واليابانيين والامريكيين والعرب والمسلمين والبوذين ورب الكون بأسرة فأله العالم ليس إله عنصري كما يتوهم المتوهمون وكما يصور المعتاشون على الدين ، بل هو رب الجميع بلا استثناء ، وهو صانع الاعاصير والنجوم والمجرات والاقمار والبحار والمحيطات وهو أعظم من أن ينتقم من شي هو صنعه بيده وبقدرته والانتقام لابد ان يكون من المساوي والكفؤ والنظير  فكيف ينتقم صانع من مصنوعه؟! وخالق من مخلوقه؟ وسؤال اخر ألا يوجد في بلاد الكفر اعداد هائلة من المسلمين تصل الى الملايين ففي الولايات المتحدة الامريكية وحدها اكثر من خمس وعشرون مليون مسلم ..فهل غضب الله عليهم لاسلامهم أم ماذا؟وهناك تساؤل آخر لماذا لم ينتقم الله ويرسل اعصار ساندي مثلا لجيش يزيد بن معاوية حين هدم الكعبة المشرفة ورماها بالمنجنيق؟ او لماذا لم يرسل عواصف وبراكين وزلازل لجيش الحجاج بن يوسف الثقفي حين رمى الكعبة بالمنجنيق أيام حكم عبد الملك بن مروان مثلا؟ ولماذا لم يرسل هزة ارضيه او شهاب او نيزك او  تسونامي حتى ولو كان من الرمل وليس من امواج المحيطات  حين سرق واختطف القرامطة الحجر الاسود من الكعبة المشرفه لفتره عشرين عاما او يزيد؟ وهذه دعوة لفلترة العقل العربي مماعلق به من تراهات وأوهام  ودعوة لحب الانسانية وفهم نظام الكون البديع

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2263 الجمعة 02 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم