أقلام حرة

ابو قتادة .. الاسلام المتطرف نظيرا للايمان المعتدل / عمار طلال

يحمل في الداخل ضده"

مقطع جامع ومانع من من قصيدة (الوتريات) للشاعر الكبير مظفر النواب، لخصت العمق النفسي لبناء الانسان المسلم، الذي يحمل اسفار الاسلام من دون ان يفيد منها، انما يتقاطع اجرائيا مع الدستور المسطور في كتاب الله وسنية نبيه وخلفائه وآل بيت محمد.

فـ (ابو قتادة) الامير الذي يشغل محورا مفصليا مهما في تنظيم القاعدة، وله فتاوى بتكفير كل من لا يدين بالاسلام ولا ينتهج سبيل ابن لادن.

والتكفير عنده يعني استباحة الدم والعرض والمال، فلا حياد، من لا يخضع لمسطرة ابي قتادة في الاسلام، وفق مذهبه وسوقه الاجرائي، يجب ان يقتل وتمتهن نساؤه وتسلب امواله.

خطط وقاد ونفذ عمليات تفجير اجرامية في اماكن انسانية تربأ رجولة اي محترم عن المساس بها، بل حرم الاسلام وكل الشرائع الايمانية التعرض لها، لكن ابا قتادة يبيح اتخاذها عدوة واجب الاحتراب، من قبل اي مسلم بالمواصفات التي يقرها تنظيم القاعدة الارهابي.

كل هذه الفظائع ليست مشكلة، المشكلة في الالتماسات والتوسلات والتشفع بالمنظمات الانسانية كي يلغى امر ابعاده من لندن الى الاردن.

طيب اذا كانت لندن المسيحية، كافرة، فلماذا يتمسك بها ابو قتادة، رافضا الامتثال لامر ابعاد من بلاد (الكافرون) الى الاردن.. بلاد اسلامية تتعاطى مع الاسلام بمعقولية ايمانية متزنة.

انه يتمسك بلندن مفضلا سياقات الحياة الانكليزية المتسقة مع الحضارة الاوربية، من جهة ولكي لا يضطر للتعاطي مع دولة عربية مسلمة، تعيش الايمان بشكل معتدل يخدم الحية، فأبو قتادة وامثاله ممن طواهم ارهاب القاعدة، لا يرون اسلاما الا في التطرف.

وتلك هي شخصيات (الاسلامجية) المهووسين بالعدم، ساعين الى اماتة الناس في ما يدعون من اجل الله، بدل الحياة في سبيل الله، يحرمون على الناس ما يحللونه لانفسهم.

من حقهم هم العيش في رفاه الغرب، ويحرمون على سواهم دخول بلاد (الكفر) من دون تفخيخ وتفجير يعكر صفو الحياة الحضارية الراقية في اوربا.

وهكذا يرتد الانسان المسلم معترضا على ذاته انقسام ازدواجيا مهيضا.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2266 الأثنين 05 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم