أقلام حرة

خرجت السكاكين لتقتل المؤتمر الوطني المرتقب / جمعة عبد الله

ويستمر الجرح العراقي النازف دون علاج او اسعاف . ويستمر الانزلاق الى الهاوية دون توقف وتشتد الانعكاسات السلبية على الاوضاع العامة وكذلك على المسيرة السياسية، التي توقفت عند حدود الخصام والتنازع على السلطة والنفوذ، واقفلت الابواب في مواصلة السير نحو افاق الحرية والكرامة وانصاف المظلومين، وحتى فشلت هذه الاطراف السياسية في تحقيق الحد الادنى من التوافق السياسي، الذي يمنع تهشيم ،اوفشل المسار السياسي الذي اتفق عليه بما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية، بسبب اختيار طريق المصالح الذاتية والمنافع الضيقة وسياسة التفرد بالسلطة وفي مركزية القرار السياسي، والابتعاد عن طريق الحوار الذي يقرب وجهات النظر او التشاور في حل المشاكل والمعوقات، بدلا من التخندق الطائفي، وتطبيق المفاهيم الخاطئة والمضرة في العمل السياسي بما يخص مصالح الوطن والمسؤولية الوطنية، التي تصب في الشراكة الحقيقية لا بشكلها المزيف والمخادع . والتي ادت هذه السياسية الى ابعاد او حرمان شرائح واسعة من اصحاب الكفاءات والخبرة والنزاهة الوطنية،  واستخدام عناصر انتهازية تتلون بالف لون، واستنجاد باصحاب الشهادات المزورة والسماسرة وحفنة من المنافقين والمتملقين مذهبهم المال فقط، وتجنيد عناصر من ايتام النظام السابق في مواقع حيوية وحساسة . وبهذا الشكل المريب تفاقمت المحسوبية والرشوة والفساد والابتزاز والاحتيال، والسطو على اموال الدولة بشتى الطرق . وتناست هذه الاطراف السياسية المتنفذة برامجها ومبادئها السياسية التي تنص على قيم العدل والمساواة وصيانة كرامة المواطن وخدمة الشعب، والعمل الحثيث لبناء الوطن الذي خربته الدكتاتورية .. بل سارت هذه النخب السياسية في طريق وعر واعوج بالضد من تطلعات الشعب، وقعت في احضان دول الجوار، وصارت هذه البلدان تتحكم في الشأن العراقي وتحركه وفق اطماعها ومصالحها، وبدت هذه الاطراف السياسية ادوات تتحرك وفق التعليمات الخارجية، وبهذا ضاع استقلالية القرار السياسي العراقي، وساد الابتزاز السياسي في الواجهة السياسية بشكل بارز وفعال . ضمن هذا التردي الخطير، والمأزق الذي غلف هذه الاطراف السياسية، والذي انعكس بشكل سلبي على الاوضاع الحياتية وخاصة الوضع الامني، ومن اجل تفادي العواقب الوخيمة، وللخروج من عنق الزجاجة، وانقاذ الشعب من كوارث جديدة،واستجابة الى حالة الغليان والتذمر الشعبي الواسع، دعت الاطراف السياسية الى الحاجة الملحة الى انعقاد مؤتمر وطني عام تحت اشراف رئيس الجمهورية، باعتباره حامي الدستور ويحضى باحترام وتقدير من الاطراف السياسية بما يملك من خبرة وحكمة ونزاهة وثقة الجميع،، بان يسهم بجهده الكبير في انقاذ المسار السياسي من خطر الفشل وخشية تحول التخندق السياسي الى ماهو اخطر فيجلب مصاعب واهوال وبلاء على الوطن والمواطن، لذا فان الحاجة الملحة يتمثل بايجاد حلول انفراجية تحلحل الازمة من اورامها السرطانية، وتوفير الاجواء المناسبة للحوار الشامل، ووضع هم الوطن فوق اي اعتبار اخر وبهذا صار مطلب انعقاد المؤتمر الوطني مطلب الشارع السياسي الاول، إلا ان بعض الاطراف السياسية بدأت تبحث عن ثغرات للهروب والتملص وتشكك في النوايا، وتتحجج بانه لاقيمة له،ولن يحل المشاكل والمعضلات، والبعض يحاول ان يرسل وفود تشترك ليس لها صلاحيات او تخويل بالموافقة على النتائج، والبعض راح يروغ، والبعض اخرج سكاكينه ليقتل المؤتمر قبل الانعقاد

 

جمعة عبدالله

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2268 الاربعاء 07 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم