أقلام حرة

الشاعر"علي الشباني" .. مقاليا ً / ثامر الحاج امين

فقد كتب التحقيق الصحفي من خلال عمله في مجلة ألف باء في مطلع سبيعينيات القرن الماضي بوساطة صديقه الشاعر فاضل العزاوي الذي شاركه سجن الحلة في منتصف الستينيات، وكتب العمود الصحفي ايضا ً، ولكنه كان بارعا في كتابة المقالة الصحفية والأدبية حيث نشر العديد منها في صحافة السبعينيات تناول فيها هموم ثقافية متعددة، وكان أبرزها دفاعه عن اللهجة الشعبية كأداة شعرية قادرة على تقديم نتاجات ادبية وشعرية ذات مستوى عال، حيث يرى ان العلاقة تزهر بين الشاعر وارادته الشعرية ـ اللغة ـ بالقدر الذي يمتلك هو ذلك الحس الخاص باللغة واسرارها .. واستخدامه السحري للمفردة، كما يرى ان اللغة بالنسبة للشاعر خاصة، مسألة تأتي خطورتها وثوريتها من طاقتها الهائلة لامتلاك الاشياء وتنسيقها مجددا ً، بفعل الشاعر ويصف اللهجة الشعبية على انها (نهر صغير، منفعل، خرج من منبعه الكبير، واتجه صوب الناس مثقلا بكل مايأتي به دربه الجديد)، وعن امكانية استخدام اللهجة فنيا لاستشراف افق الانسان والذهاب معه حيث يحزن، ويموت، ويبكي ويسقط، وقد يكون فرحا، يرى الشباني (لو تجردنا قليلا ووضعنا المسألة الوحيدة الجديرة بالنقاش، الفن .. الشعر جزء منه . وعلمنا ان الانسان في لحظة خوفه البدائي واجه العالم بقبضة من الطين او برموز جدارية مرتعشة، كان فنا هذا الذي نحس خلوده اليوم .. ونعيش اسقاطا زمنيا مرعبا أزاءه، ونمتلىء نحن بخوف انسانه الأول، وكان ذلك الانسان بعيدا عن صياغة التبريرات، وايجاد مرتكزات معينة لدعمه، سوى الحس ومن ثم المواجهة .. ولو اقتربنا قليلا لكانت الملاحم والاساطير شموخا حضاريا آخر) ويرى الشباني ان العالم الاوربي يمتلك الشواهد العديدة للدلالة على عبقرية وأصالة عدد من شعرائه، كتبوا بلغة انسانهم وبحرية تامة شعرا خالدا ً مستشهدا بالشاعر لوركا كواحد من هؤلاء الشعراء وكذلك دراسة ـ مكليش ـ في كتابه الشهير (الشعر والتجربة) الذي تحدث فيه باعجاب وعمق عن قصيدة صينية قديمة قبل الميلاد 4000 سنة كتبها شاعر صيني وبلغة ـ شعبية ـ  وعن مبررات استخدام الشاعر للهجة الشعبية كأداة فنية يؤكد (ان اللهجة الشعبية عندنا، ونتيجة لاستعمالها اليومي الواسع دخلت اعماق الناس وحملت كل هذياناتهم، وابعادهم النفسية واتسعت لتشكل ظاهرة شاملة، ليست للتفاهم اليومي والعابر فقط، وانما لمختلف الممارسات الانسانية) وعن القصيدة الشعبية العراقية يقول (تمتلك تراثا قصير الامتداد في التاريخ وشحيح النوعية، ولكنها بالتالي تلتصق بالانسان الذي يحزن ويبتهج ويعشق بحسية هائلة، وثراء روحي خصب، اما الجودة والشعر النقي .. ومعاصرة القصيدة الشعبية وازدهارها فمرتبطة بما يطرحه الشاعر الشعبي) .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2269 الخميس 08 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم