أقلام حرة

لن تقتلوا روح نصر أكتوبر

يعيش في بلاد المهجر مثلي أو من ينعم بدفأ الوطن في حضن مصر، نتبادل الاتصال واسترجاع الذكريات الخالدة فقد عشنا فترة انتصارات اكتوبر، وانتشينا في هواها عزة وفخرا بأغاني النصر مثل أغنية التار نده علينا جبنا السلاح وجينا لشطنا الجريح ورملنا الحزينة، بالأحضان بالأحضان يا سينا،وأغنية رايحين رايحين شايلين فى إيدنا سلاح راجعين راجعين رافعين رايات النصر حالفين حالفين بعهد الله ندرين واقفين واهبين حياتنا لمصر، وأغنية يا مصر يا عظيمة عبرنا الهزيمة باسمك يا بلادى عدينا القناة باسمك يا بلادى عدينا المحال وغيرها من ذكريات النصر في مثل هذا الشهر .

ومن بين هؤلاء الاصدقاء والزملاء الذين تبادلت الاتصال معهم بمناسبة اعياد اكتوبر المجيد كان الزميل الباحث و الكاتب الاعلامي محي الدين ابراهيم، وهو ذو حس وطني مرهف وقد تغني بحب مصر وحصلت أغانية الوطنية علي جوائز، وعندما اطلع علي مقالي المنشور بعنوان "في ذكري نصر اكتوبر .. هل انتهي الصراع ؟؟ "أحس بقيمة هذا المقال وإنة افضل ما يمكن التعبير من خلالة عن ايام اكتوبر وأيام النصر حسب قولة، فما كان منة إلا ان قام بنشر المقال في مساحتة الخاصة بجريدة صوت بلادي التي يرأس ويشارك في تحريرها .

غير انة وقبل ان يمضي شهر النصر وصلتني انباء من القاهرة عن ادعائات و افترائات اطلقها وزير الخارجية البريطاني الأسبق 'ديفيد أوين' يتجني فيها علي الحقيقة والتاريخ، حيث قال أمام جمع من الصحفيين: 'إن مصر هزمت هزيمة منكرة في حرب أكتوبر ????'. واستمر الوزير البرايطاني الأسبق في الهرطقة قائلا 'إن كل ما استطيع أن أقوله انه لو كان ما حدث في ?? انتصارًا فهو انتصار غريب الشأن لأن الدبابات الإسرائيلية كادت تصل إلي القاهرة'. وذلك خلال محاضرة له ضمن دورة المحاضرات التي تعدها مؤسسة هيكل للصحافة العربية

في مقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعندما انتقدة جمع غفير من كبار الصحفيين الوطنيين الحاضريين ردا أوين قائلا : ' أنا مازلت متمسكًا برأيي، ان مصر انهزمت في حرب ????، وانها نجحت فقط في استرداد أرضها بالوسائل الدبلوماسية'.

وهذة المحاولات من اعداء مصر و العرب لقتل روح اكتوبر في داخلنا لازالت ولم تزل منذ ان حققت القوات المسلحة المصرية نصرها العظيم لمصر وللأمة العربية في شهر النصر اكتوبر من عام ????، ولن ارد في مقالي هذا علي تلك الهرطقات من الناحية العسكرية، فالعسكرية المصرية قد اثبتت تفوقها وقدرتها علي الاخذ بزمام المعارك وأحداث المفاجأة والترويع بأعتراف العدو قبل الصديق، وأيضا لإنها لاتحتاج من أوين ولا من غيرة اعتراف بتفوقها وباسالتها، كما وانني لن ارد علي هذة الهرطقات من الناحية السياسية، فالمؤسسة السياسية في مصر لها تاريخها المشرف علي المستوي المصري والإقليمي بل والعالمي ايضا، ولازالت امريكا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم تنظر الي مصر بعين الاكبار .

غير أني سوف أذكر في عجالة للوزير البريطاني الأسبق أوين ولكل من هم علي مذهبة من اتباع مدرسة التشكيك واستراتيجية فرق تسد، بعض التصريحات والاقوال والشهادات التي جاءت علي لسان قادة ومسؤلين من اسرائيل وليسوا من العرب ولا من اصدقائهم قبيل وبعد الحرب، وسوف أقدم ذلك بطريقة علمية وموضوعية لاظهار الحقائق لا النظريات ولإثبات الوقائع لا القراءات و التحليلات، وأضع تلك التصريحات والشهادات امام القارئ الكريم والباحث الامين وأترك لة الاستنتاج والتقيم، ثقة مني في رجاحة عقلة ونزاهة فكرة، وايضا كي يدرك الجيل الجديد من المصريين حجم الجريمة التي يسعي الاعداء الي ارتكابها بحق شعبنا ألأبي وبحق تاريخ جنودنا البواسل .

فقد قال هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا قبل الحرب "إن القتال أمر غير محتمل إلى درجة أنه ليس هناك فرصة تسمح به " وأقول ( لاكن المقاتل المصري بدأ القتال و انتصر فية )

وقال حاييم بارليف صاحب فكرة خط بارليف "لقد كلفنا خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات، ووضعنا فيه خبرة ثلاثين خبيراً عسكرياً من إسرائيل وأمريكا وألمانيا، وصنعناه ليكون حاجز أمن وخطاً دفاعياً دائماً ورادعاً لمصر " وأقول ( لاكن هذا الخط وبغض النظر عن من ساهم فية تهاوي تحت أقدام المقاتل المصري في أقل من ست ساعات بأعتراف المؤسسات العسكرية العالمية )

وهذه بعض تصريحات وأقوال لموشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي :

- يلزم مصر كى تحقق عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف، يلزمها سلاح المهندسين الأمريكى والروسى معاً. وأقول (لاحظ قولة كي تحقق عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف، وقد حقق ذلك سلاح المهندسين المصري و الجندي المصري الباسل في اقل من ست ساعات بما لايدع مجال لشك).

- إن خط بارليف سيكون الصخرة التى تتحطم عليها عظام المصريين، وسيكون مقبرة الجيش المصرى .وأقول

(وهذا لم يكن ولن يكون بعد ان نسف المقاتل المصري الباسل خط بارليف من خريطة الوجود)

- القناة أفضل خندق مضاد للدبابات فى العالم .. هى الفيصل الاستراتيجى الذى سيتحول إلى قناة من الدماء إذا حاول المصريون عبورها .وأقول ( وقد عبرها المقاتل المصري ليس بنفسة فقط بل بدباباتة ومدرعاتة ايضا)

- الوجود الإسرائيلى على الضفة الشرقية للقناة يمثل تطبيقا عملياً لنظرية الحدود الآمنة لإسرائيل فهى تشكل التزاماً عسكرياً محدداً على الجيش الإسرائيلى .. وهو رفض أى نجاح للقوات المصرية لعبور القناة أو حتى الحصول على موطئ قدم فى سيناء . وأقول (وقد سطر التاريخ في جميع الاكاديميات العسكرية ان المقاتل المصري قد عبر القناة وتوغل في ارض سيناء الحبيبة)

وقبيل عبور القوات المصرية الباسلة أكبر مانع مائي في العالم في السادس من أكتوبر 3791 م بساعات كانت " جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل " فى مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكى " نيكسون " فقال لها : الجيش المصرى فى حالة مناورات على خط قناة السويس، فقالت : " سوف نساهم فى حل المشكلة السكانية وأزمة المرور فى مصر " والمعني واضح حيث غرور وصلف العنجهية الاسرائيلية لاحدود لها، ولاكن اتعلم عزيزي القارئ وزميلي الباحث ماذا قالت جولدا مائير بعد الهجوم المصري الجرئ و المباغت بساعات ؟؟

"إنقذونا .. الزلزال، إنقذونا .. إنها القيامة، إن خسائر إسرائيل تفوق الولايات المتحدة فى حروب الهند والصين التى استمرت عشر سنوات"

كما شهد موشي ديان بعد بدأ المعارك للمقاتل المصري بطريق غير مباشر قائلا "خط بارليف أصبح مثل قطعة الجبن المليئة بالثقوب، إنى أشعر بهم ثقيل على قلبى لأن المصريين حققوا مكاسب قوية فى حين إننا عانينا ضربة ثقيلة، لقد عبروا قناة السويس وأنشأوا كبارى للعبور حركوا عليها المدرعات والمشاة والأسلحة المضادة للدبابات، ونحن فشلنا فى منعهم من ذلك ولم نستطع أن نلحق بهم إلا خسائر قليلة"

وأختم هذة الباقة من التصريحات و الاقوال والشهادات بما جاء في صحيفة الديلي تلجراف البريطانية (بلد أوين)

"لقد غيرت الساعات الست الأولى للمعارك مجرى التاريخ بالنسبة للشرق الأوسط" . وأكتفي بهذا القدر من التصريحات والاقوال والشهادات والتي وردت علي لسان القادة و المسؤلين في اسرائيل، وكما يقول الشاعر العربي وشمائلٌ شهدَ العدوُّ بفضلها ... والفضلُ ما شهدت به الأعداء، وذلك عملا بمبدأ الحياد في المنهج البحثي و العلمي .

و أخيرا أقول ان المشككين في نصر اكتوبر يعلمون قبل غيرهم بطلان وزيف ادعائهم، لاكنهم يحاولون الان قتل روح اكتوبر في قلوبنا بعد ان فشلو في قتل أجسادنا في ميادين القتال، وبعد ان فشلو في سلب ونهب حقوقنا في المحاكم الدولية وطابا خير دليل علي ما أقول، وبعد ان فشلو في سرقة الاعضاء البشرية من داخلنا عن طريق العصابات الاجرامية، وبعد أن فشلو في إحلال وإبدال افكارنا المصرية العربية بأخري انهزامية واستسلامية .

ولاكن نقول لهم لن تقتلوا روح نصر أكتوبر في قلوبنا ولا في ذاكرة أبنائنا .

وإنني كواحد من أبناء مصر قد تشرفت بالخدمة في صفوف قواتها المسلحة الباسلة وعاصرت نصر اكتوبر المجيد، أقدم تحية اعزاز واكبار لقواتنا المسلحة .. درع الوطن وحصن السلام .. ورمز عزته وقوته، تحية لقادته ولضباطه ولجنوده، وتحية لكل من ساهم في الدفاع عن أمن مصر القومى وأمان شعبها، وتحية لوطن عزيز .. نحمله فى قلوبنا وضمائرنا أينما كنا ونفديه بأرواحنا .. صنع التاريخ والحضارة .. وينشد الخير والسلام، ولة منا العز والحب كلة .

نبيل عواد المزيني

باحث وكاتب - الولايات المتحدة

www.elmozainy.com  

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1209 الاثنين 26/10/2009)

 

في المثقف اليوم