أقلام حرة

مع هكذا أنفجارات نهنئ الحكومة على التحسن ألأمني !

كم سيكون عدد القتلى والجرحى في ذالك اليوم ولكن جميعنا يعرف ماذا سيكون تصريح الحكومة او من هو المتهم فهم اما القاعدة او التكفيريون الارهابيون او بعثيون .

والغريب ان تصبح هذه الانفجارات نوع من الروتين بالنسبة للحكومة الموقرة فبعد كل انفجار يخرج علينا احد شخصيات الحكومة الحالية وبالتاكيد سيكون في الحكومة المقبلة لانهم فقط يغيرون اسماء التكتلات والائتلافات وهم باقون كالفقر الذي يطارد شرفاء العراق عموما يخرج علينا هذا السياسي المحنك بجبهته العريضة التي تقطر دماً وببدلته الباريسية ويعيد نفس التصريح للانفجار السابق اقصد انفجار الاربعاء الدامي لدرجة اننا حفظنا هذه التصريحات عن ظهر قلب ونصيحتي هنا للحكومة بأن تسجل هذه التصريحات على شريط وتقوم بتوزيعه على القنوات الفضائية لكي تبثه عند حدوث اي انفجار ولكي لا تتحمل الحكومة مشقة رؤية الاجساد الطاهرة وهي ممدة على تراب العراق الذي يعرفهم ويعرفوه .

وأنا اسمع احاديث التحسن الامني والحالة الايجابية التي وصلنا اليها بعد ان كنا نسمع عن انفجار كل يوم تقريبا في منطقة هنا او هناك ولكن وبعد التحسن الامني المزعوم اصبحت الانفجارات تستهدف مناطق حساسة من بغداد وهي موجهة للحكومة مباشرة صحيح انها تقتل الفقراء فقط اذ لم نسمع ان احد السياسيين قد استشهد على تراب العراق هو الموت المجاني المبعوث لفقراء العراق! ... الغريب ان مع هذا التحسن الامني اصبحت القوة التدميرية لهذه الانفجارات اكبر واشد صحيح انها ليست مستمرة بمعنى ان هناك فارق زمني بين انفجار وأخر لكنها تاخذ اكثر بكثير من تلك الانفجارات البسيطة التي ارادوا من خلالها ان تكون حرب اهلية في العراق لكنهم فشلوا وفشلت كل مخططاتهم مع هذا شعب اصيل .

أعلان الحكومة عن فشلها في مواجهة الارهاب ليست مثلبة على الحكومة بقدر ما هو اعتراف باننا غير مؤهلين لقيادة العراق واننا لا نستطيع ان نواجه الارهاب بهذه النقاط العسكرية البليدة (كنت قد طرحت سؤال على احد سياسيينا عن جدوى هذه النقاط العسكرية فقال هو موطئ القدم في المفهوم العسكري بمعنى انك محتل الارض ولا تسمح للعدو بالتحرك بسهولة) نعم بهذه المفاهيم القديمة والبالية لا نستطيع ان نواجه الارهاب ناهيك عن ان هناك نقطة غاية في الاهمية وهي ان اغلب ضباط الجيش ووزارة الداخلية هم أناس لا دخل لهم بالعمل العسكري او الشرطّي فهم في هذه الوزارات بناء اما على المحاصصة البغيظة او لانهم رفاق الدرب ايام المعارضة وعليه فهم لا يستطيعون بناء قاعدة عمل عسكرية او وضع آلية بوليسية تحمي المواطن والوطن من هولاء القتلة .

الجميع يتحمل المسؤولية والجميع يجب ان يعترف باننا غير مؤهلين لحماية الوطن والمواطن لاننا بأعترافنا هذا نقول يجب ان نعيد حساباتنا واننا يجب ان نقف بوجه هولاء السفلة واننا يجب ان نعيد حساباتنا مع انفسنا ومع بعضنا البعض اما ان يخرج علينا احدهم ويقول باننا نملك زمام الامور واننا نفرض سيطرتنا على الارهاب واننا الطرف القوي في المعادلة السياسية العراقية  والارهابيون في الطرف الاضعف فهذا هراء في هراء بدليل شهداء العراق يزدادون ونحن فقط نهدد ونتوعد !.

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1209 الاثنين 26/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم