أقلام حرة

مؤتمر الأستثمار في واشنطن، استثمار أم استجمام

من يبحث عن فرص استثمارية للبلاد ولكن هذه الخطوة يجب ان تأخذ مسارها الصحيح، ويجب ان تكون مبرمجة بما يخدم العراق وليس بالشكل الذي يستنزف أمواله ويبعثر بها هنا وهناك، فحين ذلك سيصبح هذا المؤتمر " كلمة حق يراد بها باطل " وحينها ستصرف مئات الألوف من الدولارات بشكل غير مبرمج وغير منظم، ما استفزني على الكتابة حول هذا الموضوع ما أعلنته هيئة استثمار كربلاء من أن وفود من كل محافظات البلاد ستشارك في هذا المؤتمر ومن بينها كربلاء التي شاركت بوفد يتألف من محافظها وأثنين من أعضاء مجلس النواب ورئيس هيئة الأستثمار فيها فضلا عن اشخاص آخرين لم يتم الأعلان عنهم، ولو أخذنا هذه النسبة من جميع محافظات البلاد لكان مجرد عدد هذه الوفود سيصل الى حدود التسعين شخص على أقل تقدير، هذا بالأضافة الى الوفد الذي رافق رئيس الوزراء من مرافقين ومستشارين ووزراء ومتحدث رسمي ومن ومن وووو... لوجدنا ان هذا الوفد سيتجاوز المائة والخمسون شخص، كل واحد من هؤلاء سيعطى ما لايقل عن عشرة آلاف دولار (مصرف جيب) لشراء الهدايا الى أهله ’ بالأضافة الى تذاكر الذهاب والأياب . اذن هنالك ملايين الدولارات ستهدر تحت مسميات الأيفادات ومخصصات السفر وغيرها مما يتم رصده من المبالغ، اليس هذا اهدار بالمال العام ؟ لماذا هم يهدرون بالأموال تحت المسميات الوطنية وحينما يتم تخصيص مبلغ لأحد الموظفين الصغار في دورة صغيرة وبمحافظة اخرى من محافظات البلاد يقال ان هذا هدر في المال العام، لماذا حينما يراد اعطاء مواطن بسيط لحق يسير هو جزء من استحقاقه يقال ان هذا هدر بالمال العام ؟ وعود على بدء فمنذ تأسيس الحكومة العراقية الجديدة عقدت العشرات من مؤتمرات الأستثمار في المانية والولايات المتحدة والأمارات ومصر والأردن ومالم يحضرني من الدول كل هذه المؤتمرات ولحد الآن لم يحقق على ارض الواقع مشروع استثماري واحد، وكل ما تحقق من مؤتمراتكم أيها السادة هو حبر على ورق . واريد ان اسألكم ايها السادة اليس من الأجدر بالمستثمر ان يدعى الى العراق لا ان نذهب نحن له كي يرى المشاريع التي يراد له ان يدخل مضمارها؟ ربما ستقولون اننا ذاهبون لطمئنة المستثمر حول استتباب الوضع الأمني، ولكن ايها السادة عليكم قبل ان تطمئنو المتثمرين ان تحلوا مشاكلكم فيما بينكم فانتم حكومة اضداد أحدكم يبحث الثغرة على الآخر، وزير البلديات لا يقبل بتخصيص الأراضي للأغراض الأستثمارية ـ لغاية في نفس يعقوب ـ  وغيره من بعض الوزراء ممن لا يروقهم اي نجاح للحكومة حتى ولو كان ذلك على حساب الشعب فهم يقفون حائلا ضد مشروع اسثماري لأنهم يحسبونه للحكومة لا لفائدة الشعب العراقي، ولهذا أيها السادة الأفاضل لا داعي للمؤتمرات الأستثمارية، فالشعب سأم كثرة الوعود وكثرة الأبراج ومدن العاب ديزني والمدن السياحية والأسواق التجارية وغيرها من المشاريع التي بنيتموها في مخيلاتكم وبوعود المستثمرين التي تذهب ادراج الرياح، فاقول لكم حصنوا بيوتكم ورصوّا صفوفكم قبل ان تفتحوا ابوابكم لأصحاب رؤوس الأموال .

                                                                       [email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1209 الاثنين 26/10/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم