أقلام حرة

رسالة مفتوحة الى الساسة العراقيين .. إين الضمائر وشعبنا يذبح كل يوم

......

كانت الفتاة العراقية بتول حمزة الساعدي التي تزوجت قبل شهرين تنتظر زوجها رسول الشاب العراقي المسكين الذي أجل زواجه مرارا  بسبب بطالته فقد ودعته صباحا  ليذهب الى  مجلس محافظة بغداد بعد ان وعد بالتعيين مقابل حفنة اوراق نقدية من فئة المئة دولار وفرها اثر بيع أثاث غرفة عرسه ! وقد عاد اليها ولكن كيف عاد ؟! عاد عبارة عن اشلاء متفحمة وسط تابوت عتيق فما كان من الزوجة الشابة المفجوعة الا ان تصرخ بصوت تخنقه الصدمه (كلهه بركبة الحكومة .. همه الكتلوه..همه الكتلوه)

 

نعم انتم قتلتموه ايها الساسة الاكارم لانكم تجاهلتم معاناة الناس العزل وانكببتم تتصارعون من اجل قوائم مفتوحة وأخرى مغلقة وكأن السنوات التي تصرمت لم تكن كافية لحسم مثل هذه الامور العجيبه فلم تجدوا سوى الربع ساعة الاخير من ولايتكم الانتخابية !! ليمعن القتلة من الصداميين والتكفيريين في جرائمهم الشائنة فهل ترون كم رسول ذبح وكم بتول ترملت وكم بيت هدته الفاجعة وكم وكم !!

ماذا بوسعي ان اقول لكم

 وليت شعري هل يجدي الكلام معكم يا من جعلتم من مجلس النواب العراقي ساحة لعراك الديكة .. وتجاهلتم جراحات شعبكم المظلوم ..شعبكم الذي انتخبكم واوصلكم الى ما انتم فيه من امتيازات باذخة حيث لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على ذهن بشر

أما الحكومة فهي منهمكة بل غارقة حتى إذنيها في مؤتمراتها العشائرية الفاقعة بغية الحصول على مكاسب انتخابية  فقد جيرت امكانات الدولة الى عوامل تأثير حزبية ضيقة ومجلس النواب العراقي  مجلس ميت  لم يعد له وجود بعد ان خنقته الاحزاب القابضة على أزمة السلطة .. كل ذلك يجري وسط  خلاف علني بين القائد العام للقوات المسلحة الذي هو رئيس الحكومة ووزير داخليته المسؤول الاول عن حفظ الامن في العراق لان الاخير هو زعيم حزب ..تصوروا وزير داخلية هو زعيم حزب؟! فأي مهزلة هذه في عراقنا الجديد

ثم.. من اطلق سراح عتاة المجرمين في ما يسمى بقانون العفو العام من حثالة البعث المجرم واجلاف القاعدة التكفيريه .. الم تطلق سراحهم الاحزاب القابضة على السلطة بغية تمرير طبخات وصفقات سياسية .. وهو الامر الذي اعترف به المالكي بعد مذبحة الاربعاء الدامي حين قال : كان المفروض ان لا يطلق سراح المجرمين من القتله

ماذا قدمتم للشعب العراقي غير المزيد من المآسي والويلات وكان ما تجرعه شعبنا العراقي المظلوم من تقتيل وأجرام في الحقبة الصدامية السوداء غير كاف بحق هذا الشعب المسكين ليصبح لقمة سائغة في حلق الارهاب الاعمى

تفجرت مذبحة يوم الاربعاء الدامي واعقبه يوم الاحد الدامي وستكون كل ايامنا دامية ( فكرت عيونكم ) يا ساستنا الاكارم يا سادة الوعود البرتقالية في عراق يذبح كل يوم

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1209 الاثنين 26/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم