أقلام حرة

حجب قنوات ايران الفضائية / محمد الشفيع

وهو مسمار آخر يدق في نعش أدعياء حرية التعبير والكذابين على حقوق الإنسان في الغرب المتلون.

كان يزعجهم أن يكون هناك إعلام مشرقي مقاوم متحرر مستقل بعيد عن كل معايير العمالة والحياد الأعمى والارتزاق على حساب القيم والوطن ومن الطبيعي أن حلفاء محور التصهين في بلاد العرب فرحون بذلك جدا جدا ويعدونه إنجازا ضخما لأجل تحقيق طموحهم في تركيع فكر المقاومة والتعتيم على كل صوت يتقن قول لا للخطأ والزور

الأمر الذي يهم ملوك العروش الظالمة مثلما يهمها ترك المجال حرا لإطلاق قنوات فضائية فاسدة مخصصة للفتن المذهبية والرقص الشرقي والرقية

والموضات والخلطات والأبراج ومسابقات الهراء الهاتفي

وحين تم إغلاق قناة الأسير الفلسطينية مثلا

وهذا لأن استذكار تاريخ الأسرى بالتفصيل مفيد لقضية القدس

ويساعد على إحياء الضمائر من غفلتها عن أرض المسرى

لم نسمع يومها قزما يحتج على ذلك

ما دام إغلاقها في مصلحة إسرائيل راعية مصالح رعاة الأبقار

والتي يتناغم مخططها مع أهواء أغنام القصور

والأعداء يدركون أهمية الإعلام الذي يقدس الحقيقة

لذلك حاربوا قنوات إيران وقطعوا بثها عن الملايين

وحرضوا صبيانهم لتشويه صورتها

وصورة كل قناة تؤيد الكرامة والشهامة

والنضال ضد الاحتلال وضد الخيانة وضد الجهل

القرار كان كفيلا بفضح مدى تخوف الغرب على كذبه وزيفه

ولا يستغرب أن يكون الأمر بتوجيه من خدام أمريكا في الشرق الأوسط

وهذا مرتبط تماما بنفس الخطة الدنيئة

التي طالت القنوات السورية الوطنية الخاصة والعامة

وكان ذلك الأمر مدبرا من طرف أعداء سوريا من الداعمين للجزيرة والعربية

والسؤال لكل مؤيد لهذا الإجراء الجائر :

لو كنت على حق فلماذا تخشى من صوت مخالف ومعارض

ما دامت الكلمة هي سيدة الموقف ؟

لكن الباطل باطل وزائف وزائل

لذلك يعمل الظلاميون ليل نهار على إطالة عمره

وإدامة الفتن والمصائب كي لا تتقدم الأمة وتسترجع أجزاء وعيها المنهوب

 

محمد الشفيع - شاعر وكاتب من الجزائر

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2274 الثلاثاء 13 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم