أقلام حرة

الاستقالة والاعتراف بالذنب والرحيل المشرف / واثق الجابري

يتسم بالوضوح والشفافية بطرق  واضحة  ونبيلة والتي تنتهي دوما بحسن النتائج وان جاءت متأخرة لكنها تصل به الى قمة النجاح وترتفع به الى سماء العز والاباء اما الفريق الاخر فوسائله دنيئة وغاياته شريرة وطرقه تؤدي الى التيه والعمى ومن ثم الوصول لحتمية النتيجة المخزية والوقوع في الهاوية والخسران المبين، معادلة ظالمة حينما يقف المواطن حائراّ بين الشعارات والوعود وبين الواقع حينما يسمع الكلمات الرنانة للوحدة والشراكة والمصالحة الوطنية وقمم الاجتماعات المكوكية  وهذا يقارنه مع المساعي الحقيقية لما يخفى لتحويل مشروع البناء  الى القهر والانحدار بشكل مخيف والاستسلام لاّفة  الفساد والمحاصصة بالركون لمفاهيم مقيته تسلب  الدولة هيبتها وهيبة مواطنيها  من خلال تكافوء الفرص والمساواة  والعدالة  وقلع جذور التسلق والتصفيق والمسح على الاكتاف، فلا احد يستطيع ايقاف نزف الدماء واستنزاف بنية وعقلية  المجتمع في غياب مفاهيم دولة الانسان المواطن وهذا يتحمله قادة الاحزاب والطوائف والمسؤولين الحكوميين بردع  سياسة تخبط القرار والعشوائية   التي تكشف للمواطن إنه الضحية  بصراع انتهاز الفرص لجرف المواطن  عن دوره في ممارسة مشاركة صنع القرار والضغط بالاعتراض والاحتجاج واخذ الدور المناسب في داخل البلاد  لتوجيه الافكار نحو الاختيارات التي تخدم مصالحه من ممثلين يلامسون الواقع بعد ان تبددت الاّمال  على صخرة التزمت بالمواقف والاحادية  البعيدة عن تطلعات مجتمع نحو الرقي والمستقبل  وتحول العراق  ضحية المراهنة على التفكك والانقسام من قوى خارجية نفذت بأيادي رؤوساء عصابات يقودون مفاصل الدولة لتهد البنية التحتية للمجتمع وتحول عمل المؤوسسات  الى التعطيل والارباك، والكل ادرك ان الحكومة لا يمكنها الاستمرار بوضعها الحالي وقدر اقر الجميع بما فيهم رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية  بوجود شركاء لا يؤمنون بشرعيتها  وشرعية المرتكزات التي تشكلت على اساسها او انها وصلت لحالة من الشلل والعمل  السياسي يصب في الحصول على امتيازات وصلاحيات تسقط الاخر وتوْهمْ الجماهير وتحركهم للانقسام  وكيف يمكن لشركاء الاستمرار  في حكومة لا يؤمنون بشرعيتها سواء من بداية اتفاقاتها المبطنة  التي تكشف توجهات فئوية وقطع لجسور الثقة، الشارع العراقي يترقب  وينتظر إذا كان الشركاء اقروا بالفشل وعرقلة احدهم للأخر  في خنادق الامتيازات وهالة النفوذ والمشاريع الربحية وعدم امتلاك  الشجاعة ومصارحة المواطن  بأسباب واسماء مسببات الفساد والتلكوء بغياب وجود القوى المنسجمة التي  تستطيع ان  تتحمل مسؤولياتها وتنتشل البلاد والمؤوسسات من هاوية  السقوط والتفكك وتشكيل المعسكرات المتصارعة ولا شجاعة من ثقافة الاستقالة بوجود ازواجية المواقف والجنسيات او التنازل للاخر  او الرحيل  الوطني من واجهة السلطة  بالاستئثار بالجلوس على الكراسي وتأجيج خلافات السلطات وتقاطع اعمالها وتحويل القوانين ذات الطابع الخدمي والاقتصادي  الى اجندات سياسية بعيدة  عن المهنية والحرفية  رغم قناعتها  بأهمية تلك المشاريع او قرائتها  او اقرارها دون تنفيذ  لتقف عند عقدة الصراعات والحسابات السياسية  كقانون النفط والغاز او قانون المحكمة الاتحادية والاحزاب والبصرة عاصمة اقتصادية، القضايا يراد لملمتها  لان اغلب المفسدين من كبار المشاركين بالحكومة بأزدواجية وغلو في الانتماءات الحزبية  لذلك غابت ثقافة الاستقالة والاعتراف بالذنب والرحيل المشرف والمواقف التي يسجلها التاريخ  وإن الاهداف الاسمى هي تحقيق خدمة المواطن بمسؤولية عالية  وان الكراسي متحركة بفعل الجماهير وان المواطن سأم الشعارات ويريد المبادرات الواقعية كي تتحول الى دراسات ومشاريع واجراءات وتنفيذ يغير من واقعه   ..

 

واثق الجابري

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2275 الخميس 15 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم