أقلام حرة

صرخة في وجه مستحمري "الربيع" وحكوماتهم / الطيب بيتي العلوي

 

المخزون الكمي العربي المهول من الأميين والإنتفاعيين، ومن أدعياء المستنضلين والمرتعبين، ومن الوصوليين ومنافقي"التدينيين"من التكفيريين والطائفيين الغافلين عن  مصائرهم ومصائر شعوبهم؟

وما جدوى إصطخابات المعوقين العرب في زمن "الأنا الأمريكية" بشمولية فظاعاتها التي تهدد البشرية بالزوال في كل لحظة، وأمام تسارع ضمان إنجاز مشروع الأمبراطورية اليهودية القادمة بكل خفايا إستسراراتها المتوارية وراء النظام الماسوني الذي"يقولب" كل الحضارات الكونية وثقافاتها ودياناتها ويستنعج أعراقها، ومثقفيهاو ساستها ويستكبش الحكومات العربية "البخورية"والربيعية على السواء ويركعها من أجل الخضوع والإنخراط في المشروع (اليهودي- الأممي) الجديد المسمى ب"حكومة العالم الجديدة"؟ (ونتحدى هنا  أية حكومة ربيعية أن تواجه الكيان الصهيوني الذي يتسلطن و"يتقيؤ"عليهم بهجمته ومشروع إبادته الجديدة على أشقائنا الفلسطينيين بغزة بماركة اوباما "التلمودي" ومجموعة بروكسيل "الماسونية "التي صرف الإخوان المسلمون ف"حملة الدعوة (الإسلاموية-الأوبامية) "في شتى الولايات الأمريكية التي رجحت كفة اوباما في الحفاظ على كرسيه، وليطلعنا "الشيخ مرسي" عن نتائج مكالمته الهاتفية مع أوباما بشان إغتيال قادة المقاومة والحملة الإبادية على غزة، وما شأن "أصدقاء سوريا" المغاوير وذؤابتهم القرشية الصناديد الذين لاتحتل إسرائيل في أجندتهم أية اولوية لا من حيث النفير او النقير سوى الركوع والإقرار بتفوقها التلمودي وسطوتها "الروحية")

وبماذا سنصف شعوبا مستحمرة، أطلق أرباب الغرب من عليائهم على هيجاناتهم بالربيع العربي وما هي بالثورات خليقة؟

وكيف سنقيم"ثورات عربية"تزعمتها نخب مشبوهة، وقادتها شبيبة موتورة، لاتفرق في مجالات الإصلاحات الإجتماعية الجذرية ما بين اللوغوسLogos بمعنى العقل والإشراق والعرفان والحكمة، أوالباطوسPathosبمعنى السفاهة والصفاقة والبلاهة والحماقة ؟

وكيف سنحكم على حكومات"ربيعية"فاقت سابقاتها في ضخ الشعارات الكاذبة، والتمادي في الإخصاء العقلي والروحي والأخلاقي، والمغالاة في الإسترزاق، والتردي في الإستنقاع حتى النخاع ؟تبشرالعرب بمصير متوحش مظلم، وبمزيد من الفوضى الشمولية، والفتن التوطاليتارية الكاسحة، والصراعات المذهبية والعرقية، ليتم-بموجبها- تفكيك العرب فتاتا، فيصبحوا لقمة سائغة في فم الإمبراطورية اليهودية القادمة ولتلوكها أشداق الكواسرالغربية الجائعة ؟

وكيف يتحدث المستحمرون العرب عن قردانيات الربيع العربي، والغرب يتحدث في زمنهم العربي عن "حكومة العالم الجديدة"التي ستكون عاصمتها"أورشاليم"–أي مدينة القدس العربية-

وكيف يتغافل مهابيل  النخب العربية ويتناومون عن قدرات الغرب الهائلة على ردود الافعال الفورية، وعلى ملكيته للمؤهلات والإمكانيات الجبارة على الإلتفاف على الأحداث العربية والدولية التي تجري لغير صالحه؟

وكيف سنفسرتلك الظاهرة العربية الجديدة المتفردة من دون سائرالشعوب، بقبول المستحمرين العرب ،  التطبيع الذهني والنفسي والوجداني"لمرأى الصليبيين الجدد، يصولون ويجولون في عواصمنا العربية، والإيمان بانه من حسن الفطن-ان يقرروا مصائرشعوبنا وينتقون لنا حكامنا ويغيرون انظمتنا ويعيدون رسم خرائطنا وحدودنا، ويتمخترورزراء خارجياتهم وقناصلتهم وسفرائهم وجنرالاتهم ومستشاري حكوماتهم في عواصمنا مما يجعل اشراف هذه الامة–من كل الطوائف–يتساءلون:

 ماذا عسى القول اليوم–في الربيع العربي-بعد ما ازداد الزمن العربي تعاسة؟

وماذا سيقال في محننا العربية الكبرى السالفة والحالية والقادمة في الأرض والأوطان والضمائر والرجال؟

وماذا سيقال عن عصابات القتلة"المتأسلمين"الجدد الذين هبوا"للجهاد المقدس"ضد اخوتهم في العرق والملة والدين ، ؟

وماذا ستقول أجيالنا اللاحقة عن تواطئ الحكام العرب القدامى والجدد، مع أبالسة بني صهيون ورعاة البقرالمطرودين من رحمة الله الذين يدنسون ارضنا ويهينون كرامتنا ويضبعون أبناءنا ويستحيون نسائنا ويلوثون تاريخنا ومقدساتنا ونبينا وديننا ؟

وماذاسيقال اليوم–في الربيع العربي-عن طوفان الكذب والضجيج والتنغيص والزعيق والإحباط والنفاق العربي الذي يحاصرنا من كل مكان؟

وماذا عن كرامةالعربي الشريف المستباحة للهوام والخفافيش، والكلاب العربية والذئاب الداخلية ، والنسوروالصقوروأكلة لحوم البشرومصاصي الدماء الغربية ؟

وماذا عن بيروقرطيات عربية متزايدة ، وخيانات سياسية مستطيرة،  تخنق الأنفاس وتقتل الأرواح  وتزورالتاريخ وتستبيح الأعراض وتبيع الأوطان؟

وماذا سنقول عن مثقفين ومبدعين مزيفين فارغين مثل البالوعات، ونخب وساسة وفقهاء ومفتين وعلاَمات مشوهي الخلقة والسمات ، ومتورمي الأعضاء والأوداج والإشداق مثل الدنافيل، ومنتفخي الريش مثل الطواويس؟

 وبورجوازيات عربية مريضة متصاعدة تعاني من آفة الشعور بالعظمة الزائفة والإستعلاء الأجوف تواصل جنايتها على ملا يين الفقراء المقهورين؟

وشبيبة مخنثة"عولمية""إنسانوية"تتحرش بالنبالة وتدعي التمرد، وتكذب على التاريخ  وتعبث بالثورة وتتباهى بالمغامرة والمقامرة؟

وشعوب ربيعية معوقة تستحم في مستنقع الجشع والجهل والتفاهة والغلاظة والتظاهروالغروروالثرثرة والبلادة وعشق"الجلدة"، ومعاقرة"الطاسة"وإدمان الحشيش والنرجيلة و"التموسق"بالمغنى العاطفي الهابط المقززالرخيص  ؟

فهل ستحتاج الجغرافيةالعربية إلى ألف ثورة وثورة في سبيل انقاذ الرجولة والبطولة والكبرياء والطهروالبراءة في نفوس الشعوب العربية المستحمرة  ونفوس ابنائها ؟

وكيف سنخفف من وطأة التعاسة ما دامت السعادة ابعد من الآمال والأحلام؟

ماذا لو سألنا العرافين الملهمين والمنجمين والعارفين بالله او شعراء هذا الزمن الضنين، فقد نجد عندهم الجواب اليقين .سيقولون لنا اجمعين:لا بد ان تصل الشعوب العربية الى قاع الهاوية وقرارالمحنة،  قبل ان تمتد اليهم يد المنقذ بالخلاص من النوازل المقبلة والواقعةوسوء الخاتمة،

ونعود فنسال هؤلاء الملهمين:

ألم تصل الشعوب العربية بعد الى قاع الهاوية وقرارالمحنة؟مع كل ما قاسته في الماضي وتقاسيه اليوم ويقاسيه العالم من مخاوف الرعب والقلق والإضطراب وإنتصارالوحشية والقرصنة واللصوصية الغربية،  وتغرطس الأعراب وتكاثر المنافقين والأحزاب،  وزحف جحافل برابرة الصليبيين الجدد،  وطغيان الجهل الفقر في كل بقعة و مكان على الدعقاء،  سواء في الجنوب الثالثي المعسر اوفي الشمال المخملي الموسر؟

وربما سينتفض احد العارفين من الصلاح الملهمين فيصيح:من يدري؟فلرب ضارة نافعة !فلعل المحنة ان تشتد عما هي عليه"فاشتدي ازمة انفرجي"ولربما ستنجو الشعوب العربية حتما ما بقيت لديها القدرة على الغضب المقدس على نفسها-قبل غيرها- بمحاسبتها وتزكيتها والتمرد على أعدائها بمواجهتهم بالعزة والكرامة والندية ..والعاقبة للذين يعقلون ويتفكرون ويتذكرون

!ولعل العزاء والأمل في جواب العارفين بالله-إن يروا بنورالله-،  والملهمين والصادقين والشرفاء الأصيلين –ان صدقوا-!

نعم ! 

فما هوعزاء أشراف هذه الامة القلائل عندما يستشعرون ريقهم يغص في حلوقهم، ويفورالدم الحار في عروقهم،  عندما يرون تزايد البربرية الصهيونية وإستقوائها على العزل من المستضفعين الفلسطينيين، والصمت عن عودة المستعمرين القدامي الذين اختفواوراء الكواليس في زمن مهزلة الإستقلال،  ليسيروا من وراء الأستارالدمى العربية الجديدة المنصوبة، ولسان حال حثالة هؤلاء الأفاقين الجدد:"هانحن قدعدنا هذه المرة من الأبواب الواسعة بعد ان غادرنا المنطقة مكرهين من النوافذ الخلفيةالضيقة"، ليبقى العالم العربي مثل حمارالرحى يدورحول نفسه الى ما لانهاية

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2277 السبت 17 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم