أقلام حرة

يوم حزين في بغداد

لها كان محكما لكثرة المتفجرات التي استخدمت فيها وعدم تمكن القوات الأمنية من اكتشافها أو التعرف عليها مما يدلل على إن هناك أكثر من احتمال يدور في هذا الاتجاه ...

 

أما أن يكون هناك تورط لقسم من الأجهزة الأمنية في العملية مما يعني إن هناك اختراق واضح ومكشوف وبمستوى عال من المسئولية..

 أو أن هناك تلكأ واضح في عمل تلك القوات

ليقودنا إلى تساؤل آخر قد يكون أكثر إثارة......

 

 لماذا هذا الصمت والتهاون مع تلك الأجهزة طالما إن  أكثر من  خرق قد حدث وبنفس المستوى إن لم يكن أكثر ولازالت أحداث الأربعاء الدامي شاخصة أمامنا وتداعياتها المتواصلة والتي أحدثت كثير من اللغط والنقاش حول وجود أطراف مجاورة لها أياد في تلك العملية مما أدى إلى إثارة ضجة دبلوماسية مع بعض الدول لازالت تتفاعل لهذه اللحظة .

 

لقد أكدنا وقلنا بان الملف الأمني هو الحلقة الأكثر ضعفا في الدولة العراقية الجديدة وذلك لأنه بني على أفكار مستعجلة وانية وغير مدروسة بالشكل الصحيح مما خلق نوع من الفوضى والارتباك بعمله ليجعله غير قادر على التعامل مع الوقائع والمعطيات التي تحدث على الأرض بشكل فعال وجدي وذلك لوجود كثير   من العناصر التي تفتقد إلى الكفاءة والمهنية وان قسم منها  تسللت إلى مراكزه القيادة لتكون الحلقة الواهنة والتي من خلالها تعبر المعلومات لجماعات التخريب والعنف لتقوم بدورها الإجرامي وفق خطط أعدت لهذا الغرض مما يسهل لها عمليات التنفيذ وهذا ما يبدو واضحا من خلال العمليات التي تجري في وسط بغداد وبوضح النهار وكان تلك العصابات في حالة نزهة في متنزه الزوراء .

 

لقد أثبتت تلك التفجيرات بان هناك ثغرة في الجدار الأمني لا يمكن ملئها إلا من خلال غربلة هذا الجهاز وبناءه وفق معايير وطنية وحرفية وأكاديمية بعيدا عن الحزبية والمحاصصة لأنها هي الداء الذي استفحل كثيرا بعد التغيير مما مكن  الكثير من العناصر ان  تتبوأ بعض المناصب الحساسة في الأجهزة الأمنية لثبت عجزها عن القيام بواجباتها بالشكل الصحيح لارتباطها بهذا الطرف او ذاك حيث لوحظ تورط كثير من تلك  العناصر بعمليات اغتيال او سرقة او تفجيرات ناهيك عن ارتباطها مع جماعات مسلحة مما يعني ان تلك الحالات قد أثرت سلبا على تطور تلك الأجهزة وقيامها بعملها الوطني بشكل صحيح وسليم ليجعلها عرضة للاختراق والانحراف والاستغلال من قبل عناصر تحركها بالطريقة التي تريد والوقت المناسب .

 

إن ما تعرضت له بغداد في  الفترة الأخيرة يدلل على ان هناك نوايا مبيته وخطط مرسومة مسبقا الهدف منها عرقلة العملية السياسية والتأثير على الحكومة من اجل ثنيها عن القيام بمهامها التي أوكلت إليها وذلك لغرض الإيحاء بان تلك الحكومة عاجزة عن القيام بدورها وبالتالي يجب إفشالها وعدم تقديم الدعم والعون لها وهذا هو المخطط الذي من اجله يسعى أعداء العراق ومن اجله قاموا بتجنيد الكثير الشخصيات و الأحزاب والحركات وقد صرفو مبالغ كثيرة من الأموال لغرض التمويل والتدريب تلك العناصر  لكلي يصلوا إلى غاياتهم الدنيئة حيث أثبتت الوقائع أن هؤلاء الإرهابيين ومن يحركهم ويوصل لهم المعلومات باستطاعتهم أن يحركوا الوضع بالطريقة التي يشاءون وعدم استطاعة احد من رصد تحركاتهم إذا لم يكن قد قدم المساعدة لهم لان الكثير من دول الجوار قد راق لها هذا المشهد مما جعلها تراهن عليه وتعمل على ديمومته وجعله مستعرا مما يتيح لها حرية التحرك وسط هذا الجو المشحون والتوترات السياسية التي أخذت تستفحل مع اقتراب موعد الانتخابات حيث تم عرقلة القانون الخاص بها وإحالته إلى المجلس السياسي للأمن الوطني ليدلل على فشل ممثلي الشعب في اتخاذ القرار مما يتطلب استدعاء جهات سياسية أخرى للتحدث نيابة عنهم مما يعني أن مجلس النواب قد أعلن مونه بانتظار شهادة الوفاة التي يؤكد ذلك بعد أن عجز عن اتخاذ الكثير من القرار المهمة التي تصب  في خدمة المواطن وتعطل دوره الرقابي مما أدى إلى ضياع ملايين الدولارات وتحويلها إلى البنوك الأجنبية بدلا من إقامة مشاريع لخدمة الشعب .

 

إن دماء العراقيين غالية وبجب الحفاظ عليها مهما كان الثمن وعدم المجاملة والمهادنة على حساب الأبرياء الذين بقوا مدة السنوات الستة يعيشوا تحت رحمة المساومات السياسية سواء المحلية او الإقليمية أو الدولية مما جعل هذا الشعب المسكين يكون ضحية لتصفية الحسابات على أرضة ومرتعا لمخابرات كثير من الدول لتنفيذ أجنداتها الخاصة وفق ما تريد مما يتطلب من الجميع الوقوف بوجه هذه الحيل الألاعيب وإعلام للمواطنين وعدم الانتظار إلى أن يكتمل التحقيق بعد كل عملية إرهابية تحدث  مما يعني أن هناك تسويف على الموضوع حيث أثبتت الأحداث بان هناك كثير من العناصر التي تورطت في الأحداث وان كشقها قد يثير ضجة سياسية أو مشكلة ويعري كثير من الوجوه الكبير المحسوبة على العملية السياسية لكن أياديها ملطخة بالدماء .

لكن هل الدم العراقي رخيص إلى هذه الدرجة التي تجعل من كشف الحقائق اغلي منه

سؤال متروك للجميع ........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

[email protected]

 

 

 

 

في المثقف اليوم