أقلام حرة

هيثم المناع يكشف الخلفية الدولية للأزمة السورية / فخري مشكور

تحدث المناع مع غسان بن جدو الذي التقاه في تونس عن جملة أمور هامة حول سورية وعلاقة أميركا وقطر بالمعارضة السورية.

المقابلة تكشف الوجه الآخر من الحراك في سورية خصوصاً ما يدور في الكواليس مما تحجبه جميع الفضائيات العربية التي تفردت بالمشهد الإعلامي بعد أن قطعت بث القنوات السورية ولم تبقَ خارج المخطط الإعلامي للمحور الخليجي الأمريكي إلا قناة الميادين وقناة المنار

تصريحات المناع تلقي الضوء على دور البترودولار في المخطط الأمريكي للشرق الأوسط الجديد، وحقيقة الربيع العربي الذي يرعاه المحور الغربي الخليجي مستخدماً سلاح الناتو أو سلاح العقوبات.

ولأن هذه الحقائق ضرورية للمثقف العربي الذي يريد تكوين صورة خالية من التزوير الذي برعت فيه قنوات معروفة، ولأن هذه المقابلة جرى التشويش على القناة أثناء بثها، فقد رأيت أن أقدم للمثقف العربي فيما يلي خلاصة لأهم ما ورد فيها، ويمكن لمن أراد الاطلاع عليها كاملة أن يراها مسجلة على الرابط الموجود بعد الخلاصة.

ملاحظة: العبارات الموضوعة بين حاصرتين [...] اضطررت لوضعها لتوضيح المقصود المفهوم من خلال السياق والجمل المتكررة التي لابد من اقتطاعها أثناء الاقتباس.

 

تصريحات خطيرة لهيثم المناع

 

ما يجري في سورية

- إن الذي يحصل في سورية هو عملية اغتيال الثورة وذلك بالانتقال من ثورة إلى حرب

- سمّيناها حرب تحرير فأصبح السوري محتلاً! وسميناها حرباً ضد الإرهاب فأصبح السوري إرهابياً!

- النقلة إلى الحرب هي التي اغتالت قيم الثورة، والآن ترتكب جرائم حرب من قبل الطرفين، ولم يعد السؤال مَن يرتكب الجريمة؟ إنما السؤال ما هو الثمن؟ الآن نحن ننظر إلى شبه إنسان؛ في شبه وطن؛ في شبه مستقبل؛ إذا كان ثمة مكان للمستقبل

- نحن اليوم نعيش في مأساة تريد أن تلغي سورية .. التحول المطلوب من سورية اليوم ليس تحولاً سياسياً أو جيوسياسياً، وإنما هو تحول تدميري يدمر البلد فيصبح الجميع مجتمعاً ودولة متسولة، من الدولة الفاشلة إلى الدولة المتسولة، والدولة المتسولة تابعة بالضرورة. إذن فليحكم من يحكم، إسلامي أو علماني لا يهم، في الغد السوري سيكون الحاكم تابعاً لنا [نحن التحالف الغربي].

- أي تحول سوري - باتجاه التوحيد [الدكتاتورية] أو باتجاه ديمقراطي- سيغير في كل المعادلات الدولية، خاصة وأن لدينا شرّين: الأول هو الطاقة (النفط والغاز) والشر الثاني هو إسرائيل. لهذين الشرّين نحن منطقة استراتيجية هامة جداً في العالم. لذا كل ما يحدث، وعندما يحدث أي اهتزاز، لابد أن تتدخل كل الأطراف لتحوّل البلد الطرف إلى بلد مصاب بنقص المناعة الذاتية كما حدث في العراق

 

دور المحور الخليجي الغربي

- المثل العراقي لابد من تكراره لكل الدول العربية اليوم. نريد [نحن التحالف الغربي] ان نجزئ المجزأ ونلغي فكرة المواطنة

- اليوم يوجد تحالف غربي خليجي يظن أن المعركة الأساسية اليوم هي مع العدو الإيراني. وكما حدث للتعبئة من أجل المعركة الأساسية ضد العدو السوفييتي في أفغانستان يتم الشحن بنفس الطريقة

- مبادئ الثورة هي الحرية والمواطنة والكرامة والمساواة، وعندما تكون في بلد لا توجد فيه هذه المبادئ [قطر التي يجتمع فيها المعارضون السوريون].... هذه المبادئ لا توجد اليوم عند الأطراف التي تدفع للصراع العسكري وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه. كيف يتمكن بلد لا توجد فيه أحزاب سياسية [يقصد قطر] أن يقنع المعارضة بأن عليها أن تحوي كل الأطراف السياسية بدون استثناء؟

- هناك تحالف لمواجهة إيران ونحن ندفع ثمنه.

- شعَر الروس والصينيون أنهم خدعوا في ليبيا فتوجهوا لكسر فكرة أن أمريكا يمكنها أن تفعل ما تريد

- التغيير في سورية إذا تم بالضربة القاضية من أحد الطرفين فستكون هناك انتقامات ومجازر ومآسي أكثر مما رأينا، من هنا لابد أن يكون التغيير بالنقاط، وأن يكون عقلانياً، وسورياً، وبالتوافق

 

دول الخليج

- هناك طرف آخر، أقصد دول الخليج، شعر أنه خسر الحرب بين العراق وإيران حيث دفعت مليارات، وقتل مليون ونصف مليون إنسان، شعرَتْ [دول الخليج] أنها اليوم بسعر أرخص وبدون تكاليف تستطيع أن تكسر من تسميه بالهلال الشيعي

- من يحكم الخليج لا يملك القرار السياسي بشكل كامل وبالتالي لديه حالة رهاب وخوف من إيران

- نحن [دول الخليج] عاجزون عن بناء بلدنا، وعندنا أكبر ثروة لم نستثمرها، نخاف من إيران فنستقوي بالأمريكي ونخوض معه معركة نتصور أنها تبعد عنا الخطر الإيراني.

 

مؤتمر الدوحة والمجلس الوطني السوري

- لإعطاء فكرة عن سبب عدم مشاركتنا في مؤتمر الدوحة أنقل لك آراء ثلاثة معارضين سوريين.الدكتور منذر ماخوس يقول: "هذا المجلس صورة من نظام الأسد، المجلس الوطني يختزل المعارض والشعب السوري". عمار القربي يقول: "هذا المجلس إعادة لأحزاب جبهة السلطة، هذا مجلس قطر ومشروع كرزاي سوري، أقنعوني كيف يحتاج معارض إلى مكتب في مبنى التجارة العالمي في اسطنبول". كمال لبواني يقول: " توسيع الخطأ لا يعطي مجلساً صح، شيء مقرف ومضيع للوقت، هذا المجلس انتهى، مجلس مأجور ومستأجر لصالح جهة معينة لتنفيذ أجندة معينة، من الخطأ الرهان على حصان خاسر، توجد دول تخاف من تصدير الحرية لها فصدرت لنا الاستبداد"

- نحن نعتقد أن هذا المجلس ولد لوظيفة ما, وهذه الوظيفة ليست ذاتية بل هي وظيفة خارجية.

- الأساس أن تمتلك الاستقلال في قرارك لكن للأسف كل ما يحدث لنا الآن هو كتابة سيناريو، ثم البحث عن مُخرج، ثم نحن نأتي كممثلين، فتطبق هذا السيناريو. يحتج الممثل بأن جماعته لا يقبلوا فيقولون له:" نعطيك نسبة أحسن". شخص يقول:" إننا نوافق على تشكيل حكومة، لكنها تكلفكم 500 مليون دولار".

 

ضمانات حول العلاقة مع إسرائيل

- عندما طلبنا الاجتماع مع هيلاري كلينتون قالت: "أمامكم طريقان: إما الإنتساب إلى المجلس الوطني, وإما أن تقدموا [كهيئة تنسيق] تقولون ماذا تريدون؟ ومع من لكم علاقة؟ ومع من ليس لكم علاقة؟". قلنا لها:" هذا إملاء". هذا الإملاء قبلَ به المجلس الوطني ورأينا كيف قـُدِّمت ضمانات حول كيف ستكون العلاقة مع حزب الله؟ وكيف تكون العلاقة مع إسرائيل؟ قـُدِّمتْ هذه الضمانات حتى قبل أن تلتقي كلينتون بأي واحد منهم. وقد قدم برهان غليون هذه الضمانات قبل أن توافق كلينتون على اللقاء. بينما انقطعت علاقتنا مع أميركا بسبب رفضنا تقديم ضمانات، لأن عندنا فلسطين محتلة وعندنا جولان محتل، ولسنا مكلفين بتقديم ضمانات لأحد

 

الغرب يقود المعارضة السورية

-  أوّل من تحدث في "الحكومة المؤقتة" فرنسي وليس سوري! أوّل من تحدث في "المجلس الوطني" أمريكي وأوربي وليس سوري! ثم بعد ذلك دُعِيتْ عدة أطراف للجلوس لكي يعملوا معارضة!

- السكرتير الأول للسفارة الأمريكية [في باريس] دعاني للذهاب معه إلى قطر لحضور المؤتمر لكني رفضت فقال: "إذا لم تشارك فسوف تهمشون" وهو نفس المعنى الذي قالته بسمة قضماني لسمير عطية: إذا لم تأتوا إلى اسطنبول ستكونون أول معارضة لأول نظام ديمقراطي في دمشق، ونفس الجملة قيلت لي قبل مؤتمر الدوحة: "إذا أحببتم أن تهمشوا أنفسكم فلا تحضروا مؤتمر الدوحة"

- الحكومة المؤقتة المطروحة هي مشروع "سيف فورد" [فورد هو السفير الأمريكي في دمشق، وسيف هو المعارض السوري رياض سيف]. لو تشكلت حكومة مؤقتة فستؤدي إلى وجود حكومتين تتقاتلان في سورية في معركة عبثية ومدمرة للمجتمع السوري

 

الخارجية البريطانية والخارجية الأمريكية

- التقارير التي قدمت للخارجية البريطانية جعلت الخارجية البريطانية تضع من الاحتمالات أمام المستقبل السوري أن نعيش حالة الانتفاضة الشعبانية في العراق بمعنى أنها وضعت أمامنا احتمال الفشل، وهذا الاحتمال قوي، وعليكم الاستعداد لهذا لمعركة طويلة، في حين أن التقارير التي قدمت للخارجية الأمريكية هي تقارير متفائلة جداً...الرصاص أصبح في القصرالجمهوري بين لحظة وأخرى النظام سيسقط. لذا عندما قابلت المسؤول الأمريكي قبل ثمانية أيام قال لي إن عندنا مشكلة، فالنظام سيسقط وسيحدث فراغ كبير وأنتم غير جاهزين.

- لا أتوقع أن سيناريو الدوحة سينجح لذا أتوقع أن تعود أميركا إلى سيناريو جنيف-2 ونتمنى ذلك.

 

من يدعم الأسد؟

- بقاء النظام السوري مرتبط بالدعم الروسي الصيني الإيراني.

- لدينا ثلاثة أطراف تعتبر سقوط النظام السوري يعني خسارتها لكل شيء، ولن تقبل بذلك إلا بالوصول إلى تسوية وهم: الأقليات الدينية، والخارجية الروسية التي تخاف من الدور الإسلامي الذي سوف لن يكون معتدلاً وسوف تدفع الأقليات الدينية ثمناً غالياً.

 

الرمادي قاعدة التكفيريين

- اليوم تجري عمليات انتقام فردية .. أحياناً لعالِم وأحياناً لأستاذ جامعي، لدينا أعضاء من هيئة التنسيق قتلوا [هيئة التنسيق تعارض العمل المسلح] .. هناك شخص في حلب قتل فقط لأنه اسماعيلي، بالرغم من أنه لم يكن معادياً للجيش الحر

- المجموعات التكفيرية التي تمارس القتل تشكل 30% من مجموع المسلحين وفقاً للتقديرات الغربية، وهذا ما قاله الغربيون لنا وقالوا عندنا مخاوف جدية لذا يجب أن تستعجلوا كأطراف غير دينية لتكوين هياكل مناسبة لكي تملؤوا الفراغ وإلا فالرمادي (العراقية) قريبة منكم. الرمادي الآن في سورية [يقصد أن الرمادي تمد المعارضة المسلحة في سورية]

- هناك العديد من القرى السورية يسكنها أيزديون أُرسِلـَتْ لهم تهديدات: إما أن تسلموا، وإما النفي أوالقتل

 

قطر نصبت رئيس المجلس الوطني

- جورج صبرا [الذي أصبح رئيساً للمجلس الوطني أخيراً في اجتماع الدوحة] لم ينتخب رئيساً للمجلس الوطني، وإنما نصبوه تنصيباً [يقصد القطريون] ليقولوا له أنت رئيس بفضلنا لا بالإنتخاب

 

المعارضة طائفية

- يحاولون [المعارضة التي تحتضنها قطر] أن يقولوا إننا لسنا طائفيين، لكنهم للأسف ملوثون بالطائفية، ويلعبون على الوتر الطائفي

 

مصلحة إسرائيل

- ما يحدث اليوم هو معركة عبثية....عندما تضرب المعارضة المسلحة قواعد الدفاع الجوي، لصالح من تفعل ذلك؟ هذه قواعد ليس فيها أفراد مقاتلون، فلصالح من تـُضرب؟

- هناك عناصر قامت بجرائم اقتصادية بحق الشعب السوري .. لدينا 600 مصنع في حلب مدمرة، لدينا 30% من البنية التحتية الطبية مدمرة. هل سيارة الإسعاف نصيرية [علوية]؟ هل سيارة الإسعاف إرهابية؟)

- هناك شخصيات تعتز سورية بحكمتهم مثل الأستاذ عصام العطار الذي رفض التدخل الخارجي والقتل الأعمى لكنهم الآن مهمشون

 

وضع الأكراد

- لقد عانى الشعب الكردي في سورية معاناة قاسية على الأقل منذ عام 1962 عندما حرم 80 ألف إنسان من الجنسية السورية .. وهم محرومون من استخدام اللغة الكردية

- نعتقد أن إدخال السلاح إلى المنطقة الكردية سيكون مصيبة ويمكن أن يعمم عليها الهدم والعنف .. من يفتعل المشاكل فيها عناصر مرتبطة بالطرف التركي لأنهم [الأتراك] يظنون أن هؤلاء [الأكراد] يمكن أن يوسعوا جبهة الصراع مع حزب العمال الكردستاني.

 

الفلسطينون في سورية

- أتمنى على الطرف الفلسطيني أن يلتزم بمبدأ النأي بالنفس وأقول لخالد المشعل ولأحمد جبريل: قفوا جانباً، لا تكرروا مأساة عرفات وصدام عام 1990. رأينا النتيجة في الكويت وفي بلدان أخرى وحتى في العراق اليوم

- الشعب الفلسطيني في سورية له من الحقوق ما ليس له في أي بلد آخر. نحن نسجل هذه النقطة للنظام السوري. يجب أن نجنب الضيف الفلسطيني من أي رد فعل سوري

- حالة الإغداق المالي الخليجي خلق حالة فساد في صفوف المعارضة

 

خطف الصحفيين من قبل المعارضة

- الذين يفعلون ذلك ليسوا ثواراً ولا معارضين، نحن ناضلنا من أجل حرية الصحافة وحرية التعبير فما معنى أن نخطف صحفيين؟


 

النص الكامل للمقابلة على الرابط التالي:

http://almayadeen.net/ar/Programs/Episode/CqjgRkcADEezjqEEAP

,5lA/2012-11-09-%D9%85%D8%B9-%D8%AF%D9%8

7%D9%8A%D8%AB%D9%85-%D9%85%D9%

86%D8%A7%D8%B9-%D9%80-%D8%B1%D8%A6%D9%8

A%D8%B3-%D9%87%D9%8A%D8%A6%D8%

A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B3%D9%8A%

D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9

%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%

D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%

D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%

D9%84%D9%85%D9%87%D8%AC%D8%B1#!/part_2

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2277 السبت 17 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم