أقلام حرة

نسوان .. ونساء / ابراهيم الخياط

وأطلقن عليه اسم (منتدى الابداع)، ومن المحتمل أن تكون التسمية هذه قد أتت طمعا بقطف مكافأة الادباء والفنانين والصحفيين البالغة ألف دولار سنويا، وذلك غيرة من العدادات واللطامات اللواتي أسسن ـ أيضا ـ تجمعا وتم شمولهن بالمنحة الابداعية اياها.

وقالت مديرة المنتدى "نحن مجموعة من زوجات المسؤولين أسسنا هذا التجمع للحد من الفراغ الذي نشعر به"، وأشارت ان منتداها يضم 7500 امرأة، وان ضجرهن من مشاهدة التلفزيون ومن تصفح الانترنيت دفعهن لهذه الفكرة، لاسيما ـ حسب تصريحها ـ بعد الغاء دروس الفنية والرياضة في مدارس المنطقة الخضراء، فضلا عن انشغال ازواجهن بمهام المصلحة العليا للوطن مع صعوبة تنقلهن داخل بغداد لدواع أمنية.

والطريف ان احدى البرلمانيات لم تكتف بتأييد هذه الخطوة الجبارة! بل ادعت ان مجتمعنا بحاجة لمثل هذه المنتديات الابداعية بسبب التخلف المنتشر،، لكن الناشطات المدنيات عدّن الخطوة "غير منطقية" وان تأسيس هذا النادي شكـّل صدمة لهن، لان نساء العراق ينتظرن أن تؤسس الحكومة منتديات لاعانة العوائل المعدمة والنساء الفقيرات وبخاصة الارامل والمطلقات، وأن تبادر زوجات الحكومة الى القيام بنشاطات اجتماعية تساعد المرأة العراقية في الحصول الكريم على رغيف الخبز، لان الرفاهية المفرطة والمعلنة لنساء الحكومة تزيد من التفاوت الطبقي وتمدد الهوة الاجتماعية وتنذر بقرب الانفجار الساخط.

ولكن ـ حسب اعتقادي ـ يمكن لهذا التجمع أن ينجح اذا ما اقتدت المنتميات اليه بنساء ليبيريا اللائي لجأن عام 2003 الى الاضراب عن النوم في اسرة الزوجية داعيات لنشر السلام في ربوع البلاد، ثم تبعتهن نساء توغو في هذا العام للاحتجاج على رئيسهن المؤبد، فبعد أن صار الفساد عندنا يطارد البطاقة التموينية، وبعد أن صار الارهاب يقتحم سجوننا ويطلق سراح عصاباته، وبعد أن استفحلت الازمة السياسية فغدت لاعرف لديها ولانكر، وبعد أن صار المسؤولون يصوتون في الاجتماعات المغلقة ويعارضون في الإعلام المفتوح في أكبر عملية نفاق سياسي يشهدها الشرق والغرب، وبعد كل هذا الضيم الذي أنزلته المحاصصة على رأس العراق ما ألطف أن يبادر هذا المنتدى (المبدع) الى اعلان الاضراب عن النوم في أسرة الزوجية الى حين ايقاف الفساد المالي والاداري ـ مثلا ـ، أو الى حين احياء علاقات المركز بالاقليم، أو الى حين الإسراع في سن قوانين الانتخابات والاحزاب والمحكمة الاتحادية والنفط والغاز، وأنا متأكد أن ازواجهن سيتعاملون معهن بمنتهى الاوربية، ولكن.. اذا استخدمن هذا الاضراب للدعوة الى تقديم تنازلات متبادلة بين الكتل المتنفذة فأنا على يقين أنهن سيدخلن في تعداد مليونية المطلقات ولا ينزل أزواجهن الاباة من على بغلاتهم المطنكرة.

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2278 الأحد 18 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم