أقلام حرة

الوسائل من جنس الغايات / واثق الجابري

لدرجة الاستسلام والفتنة اليوم لم تعد نائمة في دهاليزها نخاف من الذي يوقضها انما تتحصنت في عقول البعض يحاول استغلالها دون ان يستفيد من دروس الماضي وحاضر مليء بالأخطار بل اشعال نقاط الضعف ومفاصل السياسة والمجتمع المتحركة للنفوذ منها بأدلجة للاعلام والرأي العام والتباكي وادعاء الدفاع عن حقوق مواطنين  مهددين بفقدان رغيف الخبز من استخدام خنادق وهويات مختلفة لعسكرتها وتقسيم المجتمع على اساسها ويكون المواطنين دروع بشرية لتلك الصراعات تتمترس خلفه قوى مستبدة بالتفكير حريصة على الالتفاف على القوانين لحساب منافعها واعلان الحرب دون حساب للنتائج للمخالف المذهبي والقومي والفكري بأساليب بعيدة كل البعد عن البحث عن حلول متطلعة للمستقبل بمتبنيات مشتركة، الحاضر لا يبشر بخير حينما تتحول الايادي الى اخطبوطات تلاحق بعضها لبعض مماطلة بالسعي الجاد للحوار الشفاف مخادعة للرأي العام بتهويل افعال الغير بنرجسية وأنانية فأما ان تكون معها فلك الامتيازات والاغراءات وأما لا فيكون مصيرك التهديد والتهميش وتحريك الملفات وكثير من يسيل لعابه لتلك الاغراءات والسعي بأساليب غير مشروعة دليل على ان الغايات غير مشروعة والغايات النبيلة وسائلها نبيلة لتجنب الانزلاق نحو هاوية الفرقة والانقسام والاطاحة بالتضحيات مجتمعة لمجتمع كان ضحية لسياسات عبثية عشوائية ظالمة لم تفرق بين العربي والكردي المسلم وغير المسلم فالوسائل دائماّ ما تكون من جنس الغايات والمجتمع العراقي بحاجة ماسة الى قادة يستطيعون النهوض بالواقع وملامسة حقيقة شعور المواطن بالبحث عن الاستقرار بشتى المجالات ونفض ركام ماضي أسود مبني على صراعات قومية وطائفية ليحلم بأنتاج ثقافة منفتحة مدنية سلمية عصرية تخطط للمستقبل من مؤوسسات بعقلية المسؤولية لإشعار الجميع بالأنتماء والشراكة وتوظيف روابط وتاريخ المجتمع للابتعاد عن الازمات وايجاد الحلول منها دون القاء اللوم والاسباب على الاخر الكابح لأفكار التلاقح والتخصيب المنتج للبناء وعدم نهج المماطلة والتسويف والانتقائية والتسيس والتعدي على الثوابت الوطنية والانسانية، ونحن هذه الايام لعشوراء في مدرسة الامام الحسين (ع) على الساسة تعلم الدروس في منهج الحياة والانسانية والسياسة وكل فعل كان درساّ وحينما إمتلك الامام الماء ورغم علمه بمصيره المحتوم ونوايا اعدائه الشريرة الاّ أنه اسقاهم الماء بيده الشريفة مناقض لأفعال الاعداء ومنع الماء عن الاطفال والنساء وفي حقيقة الأمر الماء والحياة جانب انساني وأحد وسائل النبلاء لتحقيق غاياتهم، والساسة اليوم نراهم في كل وقت ومن كل المنابر يهتفون ويحركون الرأي العام ومشاعر الغضب للأطاحة بالأخر وتخوينه للتغطية على كل فشل بفشل اكبر وكل ازمة بأزمة اسوء وبعضهم متورط في صفقات الاسلحة والاخر في البنك المركزي وغسيل الاموال واخرى في التصويت على قطع التمونية وجيوش غير منتهية من الفساد يديرون مافياتها ولكن ليس العجب من تلك الافعال التي اصبحت سمة واضحة وعلنية إنما الأخطر هو شق الصف الوطني وعسكرة المجتمع الى معسكرات متقاتلة واخطاء كردستان تتهم الحكومة بأفتعالها او عدم وجود الثقة بين الاطراف السياسية وعجز الحكومة من خدمة مواطنيها يؤول بأفعال كردستان وساسة متخبطين بالافعال تجدهم ساعات في منابر الاعلام يسقطون هذا ويتهمون ذاك وحينما يذكر اسمهم في فضائح البنك المركزي وقيامهم بتصريف عشرات المليارات لا يبالون معتقدين ان تلك الافعال مشروعة ومبررة لهم والاغلب اصبح ينهش في لحم الأخر الاّ ان الضحية هو المواطن حينما يستخدمه الساسة كوسيلة للوصول الى غاياتهم ..

 

واثق الجابري

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2279 الأثنين 19 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم