أقلام حرة

القوة بين الهدم والبناء! / بهاء الجبوري

منها والقوة في حقيقتها سلاح ذو حدين مرة تكون عامل هدم في واقع الانسان وتارة اخرى تكون عامل بناء فيه.

ونود ألأشارة في هذه السطور الى القوة في العقل الجمعي للحكومات العربية وقد جاء هذا التأشير من خلال القراءة الى الحكومات العربية في أعمها ألأغلب بما يخص أستخدامها للقوة وتوضيفا لها.

أن الخطاء الشائع لدى الحكومات العربية بما يخص القوة ان هذه الحكومات توضف القوة في داخل المجتمع لا من أجل المجتمع وديمومته وأرتقائه بل تستثمر القوة من اجل بقائها وديمومتها هي، ضناً منها أن بقائها وديمومتها من خلال أستخدام القوة باتجاه الجماهير وهي بذلك تكون قد وضفت القوة بوصفها عامل هدم للمجتمع ولها في أن واحد لأن أستخدام القوة الغير مدروس والذي يفتقر للدقة بالتطبيق والتوضيف للقوة ينتج أول ما ينتج أنها سوف تدمر ألأصرة الرابطة بين الحكومة والشعب وأذا دمرت ألأصرة بين الحكومة والشعب يعني دُمر كل شي في داخل المجتمع وبهذا فَقدت الحكومة رصيدها الجماهيري وبعدها سوف تكون ملتجئة الى القوة ألأكثر للحفاظ على ما تبقى من كيانها ووجودها وهي بذلك سوف تكون على خط الخسارة الدائمة من غير أن تستحصل شيء من ما تبتغيه وحتى وان بقيت الحكومة فان بقائها قلق ومضطرب الى أقصى الحدود وسوف تكون دولة غير منتجة لأنها غير موجودة أصلاً في وجدان وقلب الشعب الذي تحكمه هذه الدولة أو تلك .

ولكن لو فكرت الدولة ملياً تفكير واقعي ودقيق متجرد الى الواقع والحقيقة ألأنسانية لوجدت هذه الحكومة أو تلك ان بقائها لا يتم ألأ من خلا القبول الذاتي الجماهيري لها وهذا لا يتم ألأمن خلال القوة التي توجد لحفظ النظام العام في داخل المجتمع وحفظ حقوق المواطنين وحماية أمنهم و أستقرارهم من خلال محاسبة المقصر والمتجاوز على الحقوق العامة المحاسبة الصارمة وتطبيق القوة اللازمة .

وبعدها توفير التحصين اللازم للمجموعة المجتمعية داخل الوطن من خلال القوة الرادعة لأيجاد المنعة والتجدير المطلوبين لحفظ امن وأستقرار المجموعة لتأمين البناء والنماء في كل وطن من ألأوطان ومن خلال هذه المسائلة بالتحديد، أي أيجاد (ألأمن الوجودي) سوف تنعكس معطيات القوة ألأنعكاس ألأيجابي على الدولة أو الحكومة الحاكمة ووجودها بصيغة مشرفة.

لكن مع  ألأسف ألأسيف  أن مسائلة القوة وأستخدامها وتوضيفها  في التركيبة العقلية السياسية العربية للأعم ألأغلب لم تكن بهذا المنحى بل كانت المسائلة معكوسة بالجملة والتفصيل عن ما يجب أن تكون  عليه القوة في أستخدامها وتوضيفها  وهذا ما انعكس بالتالي على الواقع السياسي العربي بكل تفاصيله بدئاً من الحقيقة المجتمعية مروراً بشكل الحكم وطريقته في تسيير الحالة السياسية وصولاً بألأواصر العربية العربية والروابط التي تربط العرب بالمحيط الدولي ككل .

لكن نبقى نقول ربما سيأتي اليوم الذيفي تدرك العقلية السياسية العربية حقيقة القوة المنتجة البناءة وتفهم أن القوة الهادمة الغير بناءة لا  تؤتي بألأكل المطلوب على الواقع العربي مجتمعياً بكل ألأتجاهات وعلى كافة الصعد فضلاً عن من يحكم ويتحكم بالقرار العربي داخلياً وخارجياً.

 

بهاء الجبوري

17 تشرين الثاني 2012 م

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2279 الأثنين 19 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم