أقلام حرة

ضحايا غزة .. وحقوق الإنسان / بشرى البستاني

ومن عاصر ما جرى ويجري في العراق المنكوب بالحروب والحصارات  والجهل والظلامية يدرك إلى أي هوة سحيقة ينحدر هذا العالم بتسارع ..

وما يجري من عدوان وإبادة لشعوب لا تريد غير حقها في وطنها وأن تعيش على أرضها بسلام، يدرك بشاعة العنجهية التي تحرك طغاة العالم من صهاينة وسياسات أمريكية متغطرسة وآلة دمار مريع ..

وحين يدين العالم كله ضرب اسرائيل للمدن الفلسطينية بالصواريخ جوا وبرا وتصمت أمريكا فتلك الجريمة بعينها .

وحين يدين العالم كله تلك الصور اللا إنسانية البشعة التي يعرضها  الإعلام على القنوات الفضائية لأطفال تمزقت أجسادهم وشباب يعملون في مؤسساتهم ونساء في بيوتهم أو دوائرهم واعلاميين يقومون بواجباتهم، وتصمت امريكا على كل هذه الانتهاكات فذلك يعني أن المكاييل الأمريكية ستؤدي بالعالم المعاصر الى الهلاك لا محالة ما دامت القرارات قائمة على منطق الحديد والنار وليس لمنطق العقل ومنظومات القيم أي مجال فيها ..

أجساد الطفولة البريئة ملطخة بالدم ... لا يتجاوز عمر الطفل بضعة أشهر ..

أجساد الصبية غارقة ببرك الدم وسط الشوارع وعلى الأرصفة ..

أجساد الشباب، أجساد النساء والرجال ..

أكثر من مئة وعشرين طفلا في السجون الاسرائيلية

الابنية والمؤسسات المدنية وبيوت الفلسطينيين الأبرياء دُكت عن بكرة أبيها ..

أين هي منظمات حقوق الإنسان في الوطن العربي وفي العالم كله وما هي مهماتها ..؟

غزة ..المدينة العربية تحولت إلى أنقاض، فماذا بقي من حجة لأدعياء السلام مع إسرائيل ..؟

هذه الدويلة الوظيفة الصهيونية التي وجدت لخدمة الامبريالية الأمريكية لا تعرف للسلام معنى ولا مضامين ما دامت قائمة على الاغتصاب والانتزاع والجريمة وقتل الإنسان ..

إسرائيل ومن يؤازرها سرا وعلنا تعمل على إرساء مخططات الصهيونية والماسونية العالمية والامبريالية عدوة شعوب العالم اجمعه  ..

إسرائيل ومن يقف معها سرا وعلنا تشعل النار في أقطار الوطن العربي من المحيط الى الخليج، وتعمل بالطائرات الأمريكية وصواريخها ودباباتها على اجتياح المنطقة وتكريس حالة الحرب فيها منعا لأي استقرار مأمول ..

إسرائيل بصهيونيتها ومخططاتها العدوانية تمنع أي مشروع يعمل على نمو اقتصادي أو حضاري أو إنساني في المنطقة العربية وما جرى ويجري اليوم في مصر والاردن ليس الا من فعل أصابع الشر الموغلة في هذا الوطن المغدور بقياداته ..

إسرائيل هي الشر المقيم الذي يهدد قيم الإنسان يا هيئة الأمم المتحدة التي أوجدت الفيتو من أجل أن تستفرد أمريكا ومن معها من طغاة الكون  بأمم الارض، وتصادر أصوات الحق الرافضة للظلم والمكيدة..

إسرائيل هي الفتنة يا حكام الوطن العربي الكبير ..

إسرائيل هي بؤرة الشر أيتها الجامعة العربية التي يتمنى العرب لو كانت عربية حقا، قوية وصانعة قرار حقيقي وتمتلك رؤى صائبة تعمل على تطبيقها وتصر عليها ..

إسرائيل ... إسرائيل، أيها النفط العربي الذي تذهب كنوزه للأعداء كي يذبحون به شعبنا ويبيدون طفولتنا ويهدمون بيوتنا في وضح النهار ..

إسرائيل أيها الأشقاء الفلسطينيون الذي يقتتلون فيما بينهم كل حين، ولا أدري لماذا ..؟ بينما العدو أمام أعينهم يقف لهم بالمرصاد ... ولا يصوبون له كل أسلحتهم جميعا موحدين ...!

إسرائيل وحلفاؤها وعملاؤها وخدمها أيها الزعماء العرب، يصولون ويجولون بعلماء العراق وأكاديمييه ومبدعيه وعقوله وآثاره الحضارية وقيمه النبيلة قتلا وذبحا وحرقا، دون أن يعترض أحد ..

وإذا كانت القضية قضية وعي واستجابة، فمتى الوعي يا أمة العرب، وكيف تكون استجابة بغياب الوعي .. ؟!

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2282 الخميس 22 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم