أقلام حرة

بين دجلة وحمرين السهل العراقي يرتعد / حيدر فوزي الشكرجي

اشتهر الكرد بنزعتهم القومية ومحاولتهم لتشكيل دولة لهذا كانوا دائما في تصادم مع الحكومات المركزية في العراق والدول المتواجدين بها ولكن في العراق كان الكرد دائما في موقف الدفاع فقط ولم يكونوا في موقف هجوم قط و تشكيل قيادة  قوات دجلة ووضع ضابط من نظام هدام على قيادتها (عبد الامير الزيدي) والذي شارك سابقا في عمليات ضد الكرد قد ينظر اليه كموقف استفزازي للكرد على الرغم من ان هذا القائد دخل بطلب من الكرد انفسهم (مسعود البرزاني) عام 1996 لأسترجاع اربيل وفض الاشتباكات بين الكرد المتناحرين على السلطة وقتها.

وبدء الكرد بتشكيل قيادة قوات حمرين ردا على قوات دجلة هو استفزاز اكبر للحكومة المركزية وهذا ينذر ان الفريقين بدأوا بسياسة حافة الهاوية وان عليهم الحذر من الوقوع فيها.

 رغم تصاعد الخطاب الاعلامي الانفصالي للكرد الا انهم يعلمون جيدا انهم لا يستطيعون اقامة هذه الدولة حاليا وحتى ان استطاعوا اقامتها ففرص بقائها ضئيلة لاسباب امنية واقتصادية لا تتعلق بالعراق فقط بل تتعلق ايضا بالدول المجاورة وخاصة ايران وتركيا ومن ناحية اخرى حتى لو تشكلت هكذا دولة فستكون تحت رحمة جيرانها لعدم وجود منفذ حدودي مستقل لها لهذا فان وضعهم الآن افضل بكثير من حالهم في حال تشكيل دولتهم الموعودة

لهذ يحق للحكومة المركزية تأكيد سيادتها على كل الاراضي العراقية ومنها كردستان وخلط قواتها الامنية مع القوات العراقية ولكن لا يتم ذلك بالتلويح باستخدام القوة لأن هذا قد يؤدي الى نتائج عكسية كما يحدث الان وكان من الممكن استخدام الحلول السياسية لمثل هذه النزاعات من خلال المناقشات الثنائية واستخدام الوسطاء وحتى تدخل البرلمان ان لزم الامر


 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2283 الجمعة 23 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم