أقلام حرة

الانتحار .. شعور بالفشل يترجم بالعدوان التعويضي على النفس / فاضل جبر علوان

فهناك عوامل أساسية تمنح الإنسان السعادة والطمأنينة وعلى رأسها الإيمان بالله  فعدمه يشعر النفس بالرعب والخوف ويحيط  ثقلاً على النفوس فتصير لا تحتمل أي هزة عصبيه لإنها تؤدي بها للإحباط والاكتئاب وهما أول خطوة للانتحار(قتل للنفس)، فقد تعدى الانسان هنا على نفسه بالقتل وهو محرم بالكتاب والسنه قال تعالى (ولاتقتلوا انفسكم)

تدل الدراسات والإحصائيات على أن الانتحار لايزال أقل انتشاراً في العالم العربي والإسلامي مقارنة مع الدول المتقدمة .. ولكن الانتحار موجود في مجتمعاتنا وكثيراً مايتم الهروب من تسميته كسبب للوفاة لأسباب اجتماعية وأخلاقية وقانونية، يلجأ للانتحارعندما يعجز عن إيجاد حلّ لمشكلته ومنها الندم على ما ارتكبه من جرم بحق أشخاص تربطهُ بهم علاقة حميمة أو الفشل في عدم استطاعة الفرد الحصول على مبتغاه أو العجز عن مواجهة صعاب الحياة أو بسبب مرض الكآبة الذي ألمّ به، نتيجة تراكم المشاكل وعدم حلّها آنياً، وهناك العديد من الأسباب التي تدفع الإنسان إلى الانتحار ولكن مهما كانت هذه الاسباب مُقنعة يجب أن تبقى الحياة في منأى عنها وأن يستمر التمسك بالحياة كضرورة تلقي بظلالها علينا واضعين نصب أعيننا ما أمر به الله وما أمرت به شرائع الإنسان في هذا الصدد، لذا يجب على الانسان إدراك ذلك والمحافظة على حياته مستعيناً بكل الوسائل الضرورية لحمايتها، حينما يرتكب الإنسان إثماً ذلك أمراً آخر فقد وضع الله له قصاصاً في كل كتبه السماوية كما أن القوانين الوضعية هي الأخرى قد حدّدت عقاباً لهُ وألزمت الجاني في دساتيرها في الحصول على العقاب الذي يستحقهُ بناءً على درجة جُرمه ورغم ذلك انحاز القصاص الإله والقوانين الأرضية إلى الرأفة عند الإدانة مهما كانت قسوتها، لأن الروح البشرية لها قدسيتها وهناك الكثير من القوانين حرّمت قتل الذات مهما كانت الأسباب، إذاً قتل النفس وتعذيبها محرّم تحت مختلف الظروف والمسمّيات , إنّها هبة من الله لمخلوقه، يحقّ للمرء التمتع بها فقط، أمّا ملكيتها فلخالقها وحين يأتي أجلها تنطفئ، غير ذلك مرفوض بتاتاً .

إنّ الصبر والمثابرة وحلّ الأزمات أولاً بأول وإيجاد عمل من الأولويات في هذا المجال . لا تنسَ أن تحب الحياة وتتمتع بها دائماً ومما لاشك فيه أن الحياة البشرية لاتستمر مع انعدام الأمل .. ولابد من بعث الأمل دائماً في مختلف المجالات وبشتى الطرق .. ولولا الأمل لما سقطت النملة ثمانين مرة في طلب حبة شعير !!!

ضع في حسابك كلّ ما سبق أن ذكرتهُ وتوكّل على الله..

 

فاضل جبر علوان

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2283 الجمعة 23 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم