أقلام حرة

مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق (1) / امين يونس

هل إستطعتم مُحاسبة أيٍ من الذين قاموا بقتلنا نحن المسيحيين في بغداد وغيرها؟ هل تمكنتم من إيقاف المجاميع الارهابية التي تلاحقنا هنا وهناك ؟ حتى ابواب رزقنا وأعمالنا، عجزتُم عن مساعدتنا في حمايتها، وردع العصابات التي ما برحتْ تبتزنا وتهددنا . فلماذا أبتهجُ لمؤتمركم الذي تدّعون انه يدافع عن اتباع الديانات؟ أنا واثقٌ انكم لاتستطيعون عمل شئ سوى إصدار البيانات".

قالَ الآخر : " .. لن أتكلمَ بِقسوةٍ مثل صديقي المسيحي، لكنني أؤيده عموماً .. فنحنُ الإيزيديين أيضاً، نُلنا نصيبنا من العُنف الأهوج والقتل المجاني والتهجير .. وحصلنا على الكثير من الوعود والبيانات والتأييد اللفظي ! .. لكني أعتقد بأن هذه التجمعات مُفيدة وليسَ فيها ضَرر .. فهي على الأقل، مُناسَبة للتذكير بنا بين الحين والآخر ! " .

قالتْ السيدة : " .. مثل الذي يذهب الى مُستشفى الطوارئ، لمُعالجة جرح أليم .. فيكتشف بأن المكان يَعج بالعديد من المصابين .. وبجروح أشد من جرحه .. وبمعاناة أكثر إيلاماً .. فيخف أمرهُ على نفسه .. ولا يشعر بالغُربة في ذاك المكان ! .. أيها السادة .. نحنُ الصابئة المندائيين، ملح هذه الأرض الطيبة .. أجبرونا على الإبتعاد عن مياهنا المُقدسة، كما تعلمون .. وهنالك محاولات لتكريس، إهمالنا وتهميشنا .. لكن في مثل هذا المؤتمر .. نسعى ان نتكلم بصوتٍ عالٍ .. نأمل ان نقول لكم: اننا هنا .. اننا موجودون .. ولم ننقرض .. أعلمُ جيداً، ان ما سيتمخضُ عنه المؤتمر، لن يعدو ان يكون: [كلمات] ! .. لكن حتى الكلمات إذا كانتْ مُنصِفة وطيبة، فأنها تعني لنا الكثير".

صوتٌ من بعيد: ".. ونحنُ أيضاً أصحابٌ لهذهِ الدار أيها السادة، شُركائكم .. نحنُ المَنسيون عن قصد . نحن يهود العراق .. ألم يحن الوقت لإنصافنا قليلاً ؟ ماذا كان يضيركم لو دَعوتُم واحداً أو إثنَين مِنّا الى مؤتمركم؟ هل تخافونَ من أن تُنعَتوا من قِبَل البعض، بأنكم أصبحتُم عُملاء لإسرائيل ؟ .. صّدقوني بأنني وأمثالي، وعلى الرغم من اننا نحمل الجنسية الإسرائيلية، بعد ان حُرِمنا من جنسيتنا العراقية الاصلية .. لا علاقة لنا بالصهيونية .. وما زال وطننا العراق يسكن قلوبنا ! " .

صوتان : " .. وسط هذا الضجيج .. والتركيز على ما تُسمونهُ (أتباع الديانات والمذاهب في العراق) .. نخشى نحنُ الشيعةُ والسُنةُ، أن نُنسى وأن نوضَعَ على الرَف، رغم أننا الأغلبية ! . نخشى أن يدفعكم الحماس، أن تعتبروننا جّلادين، وكُل الآخرين ضحايا  ! " .

.............................

حَقاً .. هل يستحقُ الأمر .. كُل هذه الجهود والمصاريف والوقت، والتهيئة والإعداد لحدثٍ كبير، مثل مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق ؟ . أعتقد انه، كما في العديد من المؤتمرات والإجتماعات السابقة .. فأن الحاضرين، مَهما عَلتْ مكانتهم ومهما حملوا من النِيات الطيبة والغايات النبيلة، والأهداف الانسانية الرائعة .. فأنهم في النهاية، ليسوا " أصحاب سُلطة " فعلية ولا بيدهم القرار .. بل أن أقصى ما قد ينجحون، في تحقيقهِ، هو " ممارسة نوع من الضغط "، على السُلطة وعلى المجتمع في آن، على السُلطة من أجل سَنْ قوانين مناسبة تكفل حماية أتباع الديانات والمذاهب، والسهر على تطبيق هذه القوانين، والضغط على المجتمع، من خلال نشر ثقافة التسامح والتعايش والمحبة  .. وإذا حّققَ هذا الضغط، جزءاً من مراميهِ، فذلك إنجازٌ حقيقي .. وذلك ما يُؤمَل من هذا المؤتمر المُنعَقد في السليمانية في 21/11 و 22/11 .

يتبع ..

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2285 الاحد 25 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم