أقلام حرة

الأحزاب والائتلافات والقوي المصرية .. والدفاع عن وجودها ومصالحها / محمد أبو بطه

فالجميع لا يريد للرئيس الحالي - وهو أول رئيس منتخب في تاريخ مصر!- ولا للحكومة المصرية الحالية - وهي أول حكومة بعد انتخاب الرئيس الجديد ! - النجاح ! فالجميع يحاول ويسعي بكل قوة للوقوف في وجه التقدم الحقيقي للوطن !! فهل يكره الجميع الوطن؟!.

بالطبع لا !! بل هناك عوامل كثيرة تدفعهم دفعا لذلك منها علي سبيل المثال:-

* إن نجاح الرئيس الحالي في قيادة الدولة والنهوض بها من عثرتها سيكون له أكبر الأثر في حصوله علي أكبر نسبة تصويت في الانتخابات القادمة - حال ترشيح نفسه ثانية - وهو ما لا يريده الآخرون ممن يسعون لمنصب الرئيس!.

* إن نجاح الرئيس سيعني بكل بساطة قدرة التيار الديني علي قيادة الدولة والعبور بها إلي بر الأمان والنهضة الحقيقية مما يعني زيادة فرصة هذا التيار في الحصول علي أكبر عدد من المقاعد في المجالس النيابية في الانتخابات القادمة علي كل المستويات مما يشكل خطرا حقيقيا علي الأحزاب القائمة - القديمة منها مثل حزب الوفد والتجمع أو الجديد منها مثل حزب الدستور والمصريين الأحرار !- لذلك تحاول هذه الأحزاب إظهار الرئيس والحكومة بمظهر الفاشل أو العاجز! ولهذا الغرض تم إنشاء عشرات القنوات الفضائية التي تهاجم الرئيس والحكومة باستمرار وبلا هوادة!.

* إن نجاح الرئيس الحالي - بانتمائه الإخواني - يصعب من قدرة التيارات الدينية الأخري - الأكثر تشددا - مثل التيار السلفي والجماعة الإسلامية وأنصار حازم أبو اسماعيل من إقناع المواطن والناخب أنهم الأفضل فأصبح لزاما عليهم من منطلق المصلحة الخاصة مهاجمة الرئيس الحالي وانتمائه الإخواني!.

* إن عشرات القنوات الفضائية التي أنشاها أصحابها خصيصا في هذه المرحلة للهجوم علي الرئيس الحالي وحزبه وجماعته بل وعلي التيار الديني كله تثير كثيرا من التساؤل لدي رجل الشارع! فتكلفة القناة الواحدة تزيد عن  مليوني جنيه شهريا! ويلاحظ المشاهد أنها لا تذيع إعلانات بالقدر الذي يغطي تلك التكاليف أو حتي نصفها! مما يجعل المشاهد يتساءل:-

- هل هذه القنوات تتم في إطار عملية غسيل أموال؟! أم أن تمويلها يتم عن طريق أباطرة النظام السابق؟!.

و في الحالتين يجب البحث عن طريق الجهات الرسمية في تمويلها وأصحابها وهويتهم والكشف عن الحقائق المجردة من أي أهواء شخصية!.

* إن إصرار كل القوي المعادية للتيار الديني علي إيقاف كل شيء  يثير الكثير من التساؤل : لمصلحة من تريد تعطيل مسيرة الوطن؟! هل لمصلحة الوطن؟ أم لمصلحة أحزاب أو تيارات بعينها؟ أم لمصلحة شخصية بحتة؟ أم كراهية في كل ماله فكر ديني  أو مرجعية بعيدة عن مرجعيات ماركس وآدم سميث؟! أم أنها أصوات مأجورة من جهات خارجية معادية كانت أم عربية؟!.

* إن ما يجعل تلك القوي تحدث حالة من البلبلة تلك التصاريح التي أطلقتها الحكومة والرئاسة  قبل المعرفة التامة بشئون الدولة والموقف الاقتصادي علي أرض الواقع!! مما أعطي الأمل السريع للشعب بالخروج من الأزمة الحالية !! فمرت الأسابيع والشهور وشعر الشعب أن شيئا لم يتحقق فاستغلت القوي الأخري الأحداث لتضغط أكثر علي الرئيس والحكومة!.

* قد يكون حدث بعض الخطأ من الرئيس وتصريحاته وأيضا من الحكومة ولكنه الخطأ الذي لا يستحق الإعدام والهجوم المستمر علي كل قرار بل هو الخطأ الذي يأتي من باب التجربة !! نعم قد تكون الدولة في وضع سيء لا يحتمل التجربة ولكن هذا لا يعني الاستمرار علي نفس المنوال الذي ثار عليه الشعب من قبل!.

* الحكومة المصرية تحتاج إلي إعادة نظر من داخلها ومن رئيسها ومن الرئيس !! فنحن نلاحظ أن الرئيس سريع التأقلم مع المشكلات والمستجدات أي أنه سريع التعلم وله رد فعل سريع ومؤثر ويجاري الأحداث في الوقت الذي نري فيه الحكومة تسير مثل السلحفاة!.

* لم يحقق باراك أوباما كل ما صرح به قبل أربعة أعوام ومع ذلك أعاد الشعب الأمريكي إنتخابه ليكمل هذا البرنامج الذي قد لا يستطيع تنفيذه أيضا! ولكن الشعب الأمريكي أعطاه الفرصة ثانية!.

* هنا في مصر يريد الجميع أن يقطع رقبة الرئيس من أول يوم! لماذا ؟ لتلك المصالح التي تتنوع بين مصلحة حزبية أو شخصية أو ايدلوجية! ولكنها بالطبع ليست لمصلحة الوطن!.

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2285 الاحد 25 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم