أقلام حرة

نظرة في قراءة للتأريخ / بهاء الجبوري

جاءت من خلال أعتبارات علمية ومعرفية غاية في ألأهمية ..وألأنسان في دراسته للتاريخ يضع نصب عينه بداهة الشريط الزماني في ماضيه وحاظره ومستقبله فيبداءيستسقي الدروس والعبر من الماضي وما حواه التأريخ من حوادث وأفعال ليتم في النهاية تشخيص نقاط الضعف والقوة وعلى هذا ألأساس توضع منهجية تعالج مواطن الضعف بعد عملية التحليل وألأستقراء  للأسباب التي أدت الى الضعف وتقوية مواطن القوة أكثر فأكثر وألأبقاء عليها في الحراك التأريخي لضمان الصيرورة والتكامل التأريخي المطلوب وبعد كل هذا وذاك يتم النظر وبكل دقة الى ما الَ أليه الحال من أسقاطات تأريخية على الحاظر في الواقع المعاش على كافة الصعد والمستويات أما المشكلة العويصة تكمن في قراءة التأريخ من زاوية المستقبل وكيفية أستقراء المستقبل من وجهة نظر البناء المستقبلي للتأريخ وأن القارء التأريخي وصاحب النظرة ألتأريخية المستقبلية قد سقط في الكثير من ألأخطاء في نظرته للبناء التأريخي المستقبلي وذلك من خلال النظرة التأملية وألأنفعالية وألأرتجالية  هذه النظرات الثلاث في حقيقة ألأمر لا توجد بناء تأريخي مستقبلي حقيقي , يتأسس على أسس وقواعد البناء الرصينة المتزنة للبناء التأريخي .

وأن ما يفرض نفسه على الواقع التأريخي في بنائه المستقبلي هي حقيقة السنن وتحكمها بالوجود ألأنساني  والسنن بشقيها ألأيجابي والذي يمثل عوامل النهوض في الواقع ألأنساني والسلبي الذي يمثل عوامل أنحطاط فيه, وبالتالي يجب على الذي يقراء التأريخ من زاوية المستقبل أن يعتمد النظرة السننية في البناء التاريخي ليستحصل الصيرورة والتكامل التأريخي المطلوبين .

ولما كانت السنن بتعريفها البسيط بأنها علاقة السبب بالنتيجة أو قل علاقة العلة بالمعلول وهي مفصل مهم من مفاصل عالم المثال ولها ألأرتباط العضوي مع عالم الوجود المادي فأن السنن في مردودها تمثل النتيجة الحتمية للسبب المؤدي لها والسبب المؤدي لها يتمثل بمجموع أفعال ألأنسان على مسرح الوجود ألأنساني العام وبالتالي أما بالأيجاب أو السلب في الحركة ألتأريخية وعلى هذا ألأساس جائت شرائع السماء المباركة بالمنظومة ألأخلاقية من أجل أرتقاء ألأنسان ليحقق القفزات النوعية في بنائه ألأنساني المنشود وعندما حاربت الشرائع السماوية ألأنحطاط الخلقي لأن ألأنحطاط الخلقي يمثل بدوره ألأنحطاط والتعثر في البناء والحراك التأريخي للأنسان لان ألأنسان عندما لا يكون ملتزم بتطبيق القيم التطبيق اللازم هذا سوف ينعكس بدوره على أرتقائه وتكامله على كل المستويات وعلى كافة ألأصعدة وهذا بمجمله يمثل قاعدة أرتكاز في الوجود ألأنساني با يخص البناء التأريخي وكل من لا يعتمد هذه القاعدة ,قاعدة السنن في البناء التأريخي فأنه واهم كل الوهم في عملية البناء وستكون عملية الصيرورة والتكامل التأريخي متعثرة لديه ولا تؤتي بالأُكُل المطلوب .

ولذلك ومن خلال هذه الحقيقة عندما نقوم بمسح لكل ألأنظمة على وجه الكرة ألأرضية التي لجأت الى النظرة التأملية أو ألأنفعالية أو ألأرتجالية في البناء التأريخي المستقبلي نجدها وأن حققت شيء يذكر في مساحة أو مقدار ما  من ألأنجازفأنها في المساحة والمقدار ألأوسع نجدها لم تحقق ألأ التراجع والتقهقر في البناء ألأنساني وأهم ما في البناء هو أيجاد أنسان المثل والقيم والمبادء ألأنسانية الكريمة الذي ينطلق على مسرح الحياة ألأنسانية ضمن خط المثل والمبادء والقيم في عمليةالبناء ألأنساني ..ويجب أن لا يقتصر هذا البناء  على التكنلوجيا وأيجاد البيئة التكنلوجية في كل مناحي الحياة ضناً من بعض رواد التنظير أن مسائلة البناء هي أيجاد الواقع التكنلوجي وقصره على هذا الواقع.

ولو دققنا في القراءة مع التجرد نجد في هذه المجتمعات مقدار كبير من التفسخ وألأنحطاط وألأنحلال الخلقي في واقع تلك المجتمعات التي حققت قفزات نوعية في العلم والتكنلوجيا ولكنها مع ألأسف قد وضَفت القسم ألأكبر من العلم والتكنلوجيا لأمتهان كرامة ألأنسان وأستعباده وقهره على المستوى السياسي وألأقتصادي وألأجتماعي والثقافي وقبل كل هذا كانت التكنلوجيا وما حوت قد أثرت بالسلب في أوساط المجتمعات صاحبة العلم والتكنلوجيا ذلك لأنها حققت في مجال العلوم التجريبية ما حققت ولكنها في العلوم ألأنسانية فشلت الفشل الذريع والمقصود بالتحديد بناء ألأنسان من داخله ومحتواه.. ومن هنا بوجه خاص, يُبَرهن على أن القاعدة في البناء ألأنساني على أساس النضرة السننية  كانت مفتقرة لدى مجتمعات التكنلوجيا .

وبالتالي نختصر المسائلة ونقتضبها بأن ألأنسان لو اراد تحقيق البناء ألأنساني المطلوب يجب عليه ان يعتمد النضرة السننية ومع النضرة السننية  عليه أن يقوم بعملية التصحيح في الضمير الخلقي ألأنساني ذلك  لأن الضمير الخلقي ألأنساني هو المحرك للسنن أما بالمنحى ألأيجابي لتكون هناك عملية نهوض وأرتقاء في الواقع المعاش أو انه يترك الحبل على الغارب بما يخص الضمير الخلقي وهذا بدوره سوف يؤدي الى تحريك السنن بالمنحى السلبي ويؤدي بدوره الى تقهقر وأنحطاط في البناء التأريخي وهذه هي الحقيقة المعرفية التي يجب أن يُذعن لها .


       بهاء الجبوري

                               27  تشرين الثاني  2012

  

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2289 الخميس 29 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم