أقلام حرة

ثورتنا ستمضي في طريق الديمقراطية / ايمان محمد عبد الفتاح

كان شعارها الجوهري الكامن في عمقها هو: التغيير، لم تكن ثورة رصاص، ولا ثورة دماء، بل ثورة سواعد حرّة، وفكر حر، وإرادة حرّة  ..
لا  أريد لثورة مصر الكنانة أن تماهي الثورة الفرنسية حيث أنتجت للعالم طاغية مستبد، أقصد (نابليوين بونابرت) الذي حطم كل خيرات اوربا، لا أريد لثورة  مصر العظيمة أن تماهي ثورة أكتوبر الروسية، حيث أنتجت لنا فيما أنتجت طاغية قتل الملايين من أبناء شعبه، ذلك هو ستالين، الذي ما زال شبحه يخيف البشر حتى في قبورهم، لا أريد  لثورة النيل أن تتماهي مع الثورة الايرانية حيث انتجت لنا مبدا ولاية الفقيه الذي اساء لهذا الدين وحوله الى نسخة كارتونية من طعاة الدين باسم الدين .

الثورة المصرية  لا يمكن أن يختزلها  حزب، ولا شخص، ولا  طائفة، ولا مذهب، ولا اديولجية، لانها ثورة الجميع، فلم تكن هي ثورة الجياع ولا ثورة الطبقة الوسطى ولا ثورة البرجوازية الصغيرة أو الكبيرة، بل هي ثورة الشعب بكل أطيافه، بكل أحزابه، ثورة المسلمين والاقباط، ثورة العمال واصحاب العمل، ثورة الفلاحين، ثورة الطلاب، ثورة الشباب والشيوخ وحتى الاطفال، ثورة الرجل والمرأة جنبا إلى جنب  وتلك من سمات الثورة الجذرية، فهل يُعقل مع كل هذا أن يختزل حزب هذه الثورة الشعبية العملاقة؟

كمصرية من حقي أن أخاف على هذه الثورة، ومن حقي  أن اخرج  للاحتجاج على كل محاولة زائفة للالتفاف على هذه الثورة العملاقة، نحن شعب ولسنا رعايا، ولذلك ثورتنا ثورة تغيير، ثورة هدف اسمى .

الاعلان الدستوري كان ضربة موجعة، لا يمكن ان يمر، لانها يتناقض مع جوهر هذه الثورة، القضاء درّة الثورة المتالقة، يجب أن يكون وفيا للثورة، وهذا يستدعي استقلال القضاء بالمرة، لا يحق للرئيس أن يتدخل في عمل القضاء، لان الثورة جاءت من استقلال القضاء، كيف بمصير الثورة عندما يتحول القضاء الى لعبة بيد السلطة التنفيذية؟ ينتهي كل شي، كل شيء، ثورتنا قضائية، اي تستلهم عدالة القضاء، وترتكز على استقلال القضاء .

الناس هبت تهتف بسقوط الديكتاتورية، إنه ذات الهتاف الذي دوّى قبل سنة، هتاف الثورة الشعبية الشاملة، مما يعني أن الروح المصرية لم تفقد الامل، وما زالت روحا وثابة، تهدف حريتها بالدرجة الاولى .

الشعب المصري شعب ساحل، شعب مسالم، وثورته الاولى سلمية، ثورته الثانية ستكون سلمية  ايضا، الذين يراهنون على الدم، على الحرب الاهلية واهمون، لان الشعب المصري يكره الدم، يخا ف الله، فلا خوف على الثورة، ولا خوف على أهلها، وربنا عز وجل قال: (ادخلوا مصر آمنين)، نحن في آمان لان الشعب يخاف الله، فلا يخاف أحد ا ولكن يخاف الله، وبالتالي، على مرسي أن يعرف أنّ من يخاف الله لا يخاف السلطان، والنصر للثورة وقضائها المستقل

 

أيمان محمد عبد الفتاح / منصورة مصر

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2291 السبت 01 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم