أقلام حرة

صفقة الاسلحة الروسية .. أين السر؟ / غالب حسن الشابندر

مجموعة مقالات مسبقة تتحدث عن أوضاع العراق الصميمية، لعلاقة عضوية بين ما ساكتبه حول هذه الاوضاع من جهة وما سادونه من مذكرات أو استذكارات كما قلتُ مرّة من جهة أخرى، واعتقد أن قضية أو فضيحة الاسلحة الروسية في هذا السياق من أهم هذه القضايا التي يجب أن أكتب بها وعنها ....

فضيحة العمولات اصبحت حقيقة لا تقبل الشك، مهما حاول السيد رئيس الوزراء وبعض أعوانه وثلة المرتشين إخفائها على الناس (الغلابة) .

لقد صرح أحد أهم العناصر التي تخطط لعقل السيد المالكي بانه سلّم المالكي قائمة مفصَّلة باسماء سماسرة الصفقة، كان ذلك في لقاء له مع جريدة الشرق الاوسط، ولكن بعد يومين صرّح بانْ لا شبهة فساد في الصفقة !

لقد صرح السيد علي الدباغ ـ وستكون له حصة كبيرة من حلقات خسرت حياتي الآتية ـ بانه اول من أخبر السيد المالكي بانّ هناك شكوكا حول صفقة الاسلحة العراقية الروسية، ولكن الدباغ كان من أكثر الذين إُشير إليه في هذه القضية، وكان (عقل) المالكي المخطط قد لمّح إليه في لقائه في جريدة الشرق الاوسط !

المستشار الاعالمي قريب السيد رئيس الوزراء كان له دور ايضا هنا، وكان الدور يشوبه الغموض .

سعدون الدليمي ـ حبيب احد صناع القرار السياسي العراقي البائس وله حظه من حلقات خسرت حياتي المقبلة ـ صرح بانه هو المسؤول عن صفقة الاسلحة، وفيما كان هناك سؤال او تساؤل حول الصفقة يجب العودة إليه ! ولكن الرجل سكت منذ أن فاه بهذا التصريح الخطير .

 ترى لماذا هذا العزوف؟

هيئة النزاهة تقدم أكثر من خمس عشر متهما بالرشوة إياها وتتوعد باحالتهم الى التحقيق النيابي ...

القضية بقيت طي التناول العلني والسري بطبيعة الحال، والعجيب أن يسكت عنها بعض الاعلاميين المهرة، فلا إشارة ولا تحقيق ولا تشريح ولا تساؤل، منهم للاسف الشديد اعلامي بارز، نعرفه انه سباق في معالجة مثل هذه القضايا والقاء الاضواء عليها، ترى هل السبب لانه التحق أخيرا بالجوقة المتزلفة؟ ربما أكثر، نعم، احدس أنه ينظر للكبار الان كيفية التخلص من مأزق هذه الفضيحة الكبيرة، وهو أهل لها لان التاريخ يشهد له بذلك !!

كل هذا ليس مهما قياسا على تصريح رئيس الوزراء السيد نوري جواد المالكي امين حزب الدعوة الإ سلامية، فقد صرّح بانه حقق كثيرا بمجريات ومفراقات الصفقة وتبين له أنْ لا شبهة !

كيف؟ متى؟ مع من؟ وما هي المعطيات؟ وأين تذهب إذن تصريحات المسؤولين الكبار ومن ضمنهم محسوبين على السيد المالكي؟ وما هو خبر بوتين واعلامه للمالكي بذلك؟ وكيف ان المالكي اخر الصفقة بشرط إعلامه بالمرتشين؟ يا رب إلهذا الحد تبلغ الوقاحة ببعض السياسيين باستغفال الناس؟

اين السر؟

السر يكمن في شخص واحد، هو مربط الفرس، محز المحد كما يقولون، السر يكمن في (علي الدباغ) الخبير الكبير في شؤون المرجعية الدينية، هنا السر، فتشوا عن السر في جيوب علي الدباغ، عفوا في ملفات علي الدباغ ...

كيف؟

أنا أعلمكم، فانا بهم خبير، خبير بهم، واحدا ... واحدا .... علي الدباغ وفي سياق حرب المصالح والقوة والنفوذ بين فرقاء رئيس الوزراء حتما يملك طاقم تجسس على الآخرين، وهي ظاهرة مستشرية في المنطقة الخضراء، حتى بات معروفا ان لغة التهديد بالملفات السرية صارت إحدى أدوات الاحتراب بين افرقاء العملية السياسية الخائبة في العراق، خاصة في الوسط المؤمن جدا، وحتما إن لعلي الدباغ اتصالات بالسفارات ورجال الاعمال والنافذين سواء داخل العراق أو خارجه ...

هنا ...

علي الدباغ يملك من الاسرار ما لا يملكه المستشار الاعلامي للسيد رئيس الوزراء، ولا غيره ربما من طاقم مكتب السيد رئيس الوزراء وربما حتى أعوانه من خا رج المكتب وممن لهم أيضا علاقات مافيوية هنا وهناك !

هنا السر ....

علي الدباغ حتما اوصل الخبر للسيد المالكي، وحال لسانه يقول: أملك من الاسرار ليس باقل مما يملكه تاج المؤمنين عضو حزب الدعوة تنظيم العراق ـ حزب أو آلية؟ ـ فلاح السوداني ...

السر هنا ..

الحل ليس بيد علي الدباغ ....

الحل ليس بيد المالكي ...

الحل بيديهما معا ...

وفي مثل هذه الحالة ليس هناك غير الاتفاق بالتراضي، والضحية الاولى هو هذا الشعب المسكين، أمَّا مصير الذين خاضوا وما زالوا يخوضون في هذا المستنقع بين مدافع عن المالكي ومدافع عن الدباغ، بين متهم ومحام، بين مشهر ومتستر، فهم الضحية من الدرجة الثانية .

قال عارف بالامور: انت واهمٌ، هؤلاء حتى وإنْ القي عليهم القبض بالجرم المشهود، وامام الملا والناس اجمعين سوف لا يهتمون ولا يشعرون بالندم ...

لانهم فقدوا الحياء كله ...

والى اللقاء قبل خسرت حياتي مرة أخرى ...

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2291 السبت 01 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم