أقلام حرة

الحرب ... / فاضل جبر علوان

ويحدّد نطاق الحرب المجتمع الذي يقوم بها وتعتمد في الغالب التنظيم العسكري ولها قوات على الأرض والبحر هذا في الماضي القديم أو قوات على الأرض والبحر والجو في الوقت المعاصر وتكون مصحوبة بقوات استخبارات ووسائل دعاية أو إعلام وغيرها من الأمور. ويمكن أن تشمل بحوث الأسلحة والاعتقالات والاغتيالات والاحتلال أو عدمه وتكون مرتبطة بصراع شديد يستمر إلى فترة قد تطول أو تقصر، فأي معركة مرهون أن ينطفئ أوارها عند انتصار أحد طرفي الصراع على الآخر، وقد تقع الإبادة الجماعية بين المتصارعين في المعركة.

إنّ الأمور المتعلقة بالحرب غالباً ما يتم إعدادها قبل أو إبان الحرب، كما أن لكل عصر شكلهُ الخاص من الحروب وبتجهيزاتها والظروف المسبّبة لها. أنّ الحرب لا تقصر على البشر فقط بل تتعدى ذلك إلى الحيوانات أيضاً والتي تشن الحرب ضد بعض فصائلها فمثلاً النمل ومردة الشمبانزي وهناك حيوانات أخرى تقوم بحروب تؤدي إلى هلاك الآلاف أو الملايين من جنسها.

 

فوائد الحرب في الماضي والحاضر للمعتدي:

1- تقوم القوى الكبرى الطامعة باحتلال بلد أو أكثر ونهب ثرواته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة واستبعاد شعبه، هذا ما كان يحدث في الماضي ولكن في الوقت الراهن تغيير أسلوب وصورة الاعتداء بسبب وجود قانون الأمم المتحدة كعائق، فصارت الدول الكبرى الطامعة تستخدم ذرائع متعددة لشن الحرب على مختلف الدول العاجزة عن حماية نفسها من عدو معين أو بحجة نشر الديمقراطية فيها، وما إلى ذلك من أساليب.

ولمّا يتحقق ما سعت إليه هذه الدول الغازية، تشرع مباشرةً باستعمار البلد المحتل اقتصادياً، ناهيك عن شراء ثرواته بأبخس الأثمان وسرقة بعضها أحياناً بطرق ملتوية، أو الحصول على تسهيلات بقاء جزء من قواتها الجوّية أو البرّية أو البحرية في البلد الذي احتلته لأغراض متعددّة الغايات والنوايا.

2- كانت الإمبراطوريات في الماضي تفرض جزية مالية وعينيّة على الشعوب التي وضعتها تحت هيمنتها أو وصايتها، إضافة إلى تسخير مواطني هذه الشعوب في احتلال البلدان الأخرى.

3- كأمر واقع لا مناص منه تضطر الدول المحتلة في الماضي أو الحاضر إلى تعلّم لغة الدول الغازية ومحاكات ثقافتها.

 

فوائد الدول المغلوبة على أمرها في الحرب في الماضي والحاضر:

1- تعلّم لغة المستعمر وتقليد ثقافته واكتساب خبرات جديدة في شتى المجالات إمّا طوعياً أو بحدّ السيف، أو ما تفرضه عليها واقع الحال.

2- الاستفادة من بعض ثروات بلادها.

أمّا الحرب التي تقوم بين السلطة الحاكمة والشعب والتي تؤدي إلى ثورة شعبية، ففوائدها لا تُعدّ ولا تحصى منها:

1- يصبح الشعب مصدر جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والإعلامية المقتدرة.

2- تتمتع الأمّة بثروات بلدها بطريقة نزيهة وتسعى إلى تطويرها وتنميتها وإيجاد بدائل لها.

3- تكرّس كل الجهود في مجال السكن من أجل توفيره لعامة الناس بكلفة بسيطة وإعداده مجاناً لفئة المعوّقين.

4- يحصل التعليم على حصة الأسر فكل الطاقات تُسخّر لنشره على مختلف الصُعد وتسهيله وتطويره بحيث يكون في متناول الجميع، ليسهم في تقدّم البلد في شتى المجالات.

5- خلق دولة قوية لا تستطيع الأزمات المالية والسياسية والاجتماعية والمذهبية والعنصرية أن تفتّ في عضدها وتتمسك بالعلاقات السلمية مع الدول الأخرى وتتجنب التحالفات المشبوهة.

6- تأسيس جيش قوي وإلزامي يتمتع بالقدرة العسكرية الفائقة متعددة الإمكانيات ويستطيع أن يحمي البلد من أي اعتداء خارجي أو داخلي وكذلك جهاز شرطة متمكّن ومسلّح بأحدث المعدات المتطورة إضافة إلى جهاز دفاع مدني متكامل ومهيأ لوقت الأزمات.

7- خلق الصناعة المتطورة في مختلف القطاعات لتوفير العمل من جهة والمساهمة في تقدّم البلد في شتى المضامير من جهة أخرى، من أجل الوصول بالبلد إلى الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى تكوين رافد اقتصادي ومالي للأمة.

8- الاهتمام بالقطاع الزراعي وكل ما يتعلق به وتجهيزه بالمكننة الزراعية الحديثة والمواد التي تساهم في تطويره وإعداد الكوادر المختصة التي تتولى أمور قيادته لما في ذلك من أهمية بالغة في تطوير البلد وأسباب أمنه الغذائي.

9- الالتفات إلى المجال الصحي وكل ما يتعلّق بأموره وتخصصاته وبناء مؤسساته في كل مكان من البلد لأن طاقات الجسم السليم هي لبنات قوية في صرح الحضارة والتقدّم والازدهار في أيّ بلد في العالم.

10- الاستفادة من الاستثمارات الأجنبية والمحلية إلى أقصى حدّ وتسهيل كافة الإجراءات التي تؤدي إلى جلبها ومنح الفرص المغرية في هذا الصدد لأن الاستثمار أحد أبرز الأعمدة الاقتصادية في التطوّر، إضافة إلى كل ما تقدّم هناك فوائد أخرى لا تعد ولا تحصى ينتظرها الشعب عند قيام الثورة.

مضار الحرب في الماضي والزمن المعاصر للشعوب الخاسرة التي تبنّت الحرب خياراً أو فُرض عليها:

1- تتكبّد الكثير من الأمم خسائر مادّية وبشرية هائلة إضافة إلى أن الكثير من الأنظمة في هذه البلدان الخاسرة تستطيع أن تمررّ قرارات وصفقات مشبوهة في الداخل والخارج بسبب انشغال الناس بأخبار الحرب.

2- تُستعبد وتذل وتُستغل أبشع استغلال وتُسخّر طاقات شعوبها أحياناً لاحتلال بلدان أخرى، هكذا تفعل الدول الغازية بالدول التي خسرت الحرب، خدمة لأغراضها وتنفيذاً لمخططاتها.

3- تتعلم الشعوب لغة المحتل وثقافته شاءت أم أبت بسبب ما يفرضه عليها واقع الأمور.

تحقيق بعض الدول المشاركة في الحرب والمنتصرة بعض المكاسب الاقتصادية والسمعة العسكرية على حساب الدولة التي أجبرت على خوض الحرب تحت ظروف قاهرة وإمكانيات غير متكافئة وخسرت.

 

 فاضل جبر علوان

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2294 الثلاثاء 04 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم