أقلام حرة

الاتفاق على الازمة / مالك المالكي

واستشعار نتائج اي موقف يتخذ من خلال دراسته من كل جوانبه، وهذا يتطلب حكمة وحنكة وحسن تقدير وبعد نظر، لكي تكون النتائج حسب الطموح اوبأقل الخسائر، في الازمة التي تعاني منه العملية السياسية منذ تشكيل الحكومة الى الان غابت  الحكمة او الحنكة السياسية بين المتخاصمين، فكل طرف منح الاخر موقع بين البسطاء من جمهورة يأس من الوصول اليه بسبب افعاله واعماله وادائه في موقعة، فالسيد البارزاني المتهم من اغلبية الشعب الكوردي بدكتاتورية عائلته في حكم الاقليم وايضا يتهم ابناء كردستان الرئيس البارزاني وبعض اعضاء اسرته بالفساد المالي والاداري الذي وصل الى اغتيال مناوئية، وايضا تحتفظ الذاكرة الكوردية للرئيس البارزاني شخصيا علاقته مع رأس النظام السابق وايضا مساهمة  الرئيس نفسه بعمليات اجتياح الاقليم من جهة اربيل واختطاف عدد من رموز المعارضة لنظام البعث انذاك بالاتفاق مع نظام البعث الصدامي، واشد مايزعج الكورد من الرئيس البارزاني تسببه في الاقتتال الداخلي بين الكورد في التسعينيات، الا ان غياب الحكمة والحنكة في معالجة الامور من قبل الحكومة الاتحادية منحت الرئيس البارزاني موقع البطل القومي الذي فعل حلم الكورد بالدولة الكوردية التي تجمع كل الكورد في المنطقة، وبالتالي قتل كل الامل لدى الكورد في اقامة ربيعهم بالتخلص من ال البارزاني وايضا قتل شارع المعارضة الكوردية وكذا افقد الاعتدال والوطنية في المكون الكوردي وبالخصوص لدى الرئيس الطالباني الذي وجد نفسه في موقف لايحسد عليها فالقوات تتحشد على حدود الاقليم والتهديدات تصدر تترى من بعض المقربين من القائد العام وتملاء نشرات الاخبار وعناوين الصحف، والرئيس الطالباني يقوم بدور يشبه دور الوسيط بين شعبه وجمهوره وبين  قوات تريد ان تجتاح مدنهم وقراهم في حرب شبهها البارزاني ووسائل اعلامه بانها انفال جديدة، وبهذا ارتفعت اسهم البارزاني في اوساط الشعب الكوردي على حساب المعتدلين والمعارضين، وايضا نجح تخطيط قوى الشر في المنطقة كأل سعود وقطر، والقوى الطائفيه واذناب البعث الصدامي في الداخل،  ممن وقف التحالف الكوردي الشيعي كحجر عثر في طريق تحقيق اهدافها بمنع تصدر الاغلبية للحكم في العراق وبهذا قبض البارزاني ثمن نجاحه باداء دوره في هدم التحالف الاستراتيجي بين الشيعة والكورد، وايضا في الجانب الاخر استطاعت الحكومة الاتحادية ان تغطي فشلها في تقديم اي خدمة تذكر للشعب والتغطية على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة الذي عجزت الحكومة عن تبريره وخاصة في صفقة الاسلحة الروسية والبنك المركزي، لذا فان الازمة بين الاقليم والمركز هي عملية تخادم لكلا الطرفين، والضحية تحالف عبدته الدماء واستغفال البسطاء من الشعب العراقي من العرب والكورد وشعبية فارغة لاتعبر عن حقيقة المتخاصمين، ومن هذا قد يكون هناك احتمال وارد ان الامر برمته هو عبارة عن اتفاق بين رأسي حكومتي الاقليم والمركز لغرض الاستفادة الشخصية لهما وهذه تعد خيانة كبرى لتاريخ جهاد ونضال مرير لشعب عاش كل انواع المعاناة، ولانظن ان اخفاء هكذا امر بالشيء اليسير وعندما تتكشف اوراق هكذا اتفاق سيكون ثمنه كبير على الطرفين، اما اذا كان الشد الذي حصل هوخلاف حقيقي بين الطرفين فهذا يؤشر على غياب اي خبرة وقدرة سياسية لدى الطرفين لايؤهلهما للموقع الذي هم فيه وابقائهما بهذه المواقع نوع من المغامرة بمصير الشعب العراقي ووحدته، ومايقوما به هو تهور يتناقض كليا مع العمل السياسي، وهذا ماعانى منه الشعب من رأس البعث الصدامي الذي كان التهور سمته البارزة في ادارة البلد، لذا كان يدخله بازمة قبل ان يخرج من ازمته السابقة، والثمن في كل مرة دماء وارقام جديدة من الفقراء والايتام والارامل...

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2295 الاربعاء 05 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم