أقلام حرة

المرجعية ومواجهة الزيف المرجعي / حسن شدود

الذي يترجمه الى بحوث استدلالية وادلة اصولية دامغة وفقهية محيرة، اما ان يكون فقط اسمه مرجع لا ترى منه الا صورة او خيال فهذا خرط القتاد وقد انحسرت المرجعية في هذا الزمان بعلمي الاصول والفقه وما خلاهما ليس بدليل على اعلمية المرجع لأن علم الاصول هو الذهنية والمنطق الفقهي الذي به يمكن ان نستنبط الحكم الشرعي من الادلة، وكما يعرف البعض ان الحكم الشرعي هو روح الحياة ودستورها وهو التشريع الصادر من الله تعالى لتنظيم حياة الانسان، فلا حياة كريمة ذات انسيابية انسانية حقيقية بلا حكم شرعي سواء تكليفي او وضعي كي يرتقي الانسان بعقله الذي اودعه الله تعالى اساسا لخلقه الامثل ولا فهم للحكم الشرعي في عصر الغيبة الا بالمجتهد ولا مجتهد الا بعلم الاصول .

والحكم الشرعي الدستور الخالد للإنسان لابد له من مطبق وقبل التطبيق من فهم واسع فلا تطبيق امثل دون الفهم الاكمل، ومن هنا تجسدت رسالات السماء وانحسرت الانبياء والاوصياء بالمرجعيات ولا مرجعيات الا مرجع واحد جامع للشرائط وعلى رأس هذه الشرائط هي الاعلمية، الاعلمية بالأصول هذا العلم الاسلامي الفذ الي هو بمثابة شرك لكل مغرض ومفسد يريد ان يدخل المذهب كي يتقمص دور المرجعية ويتحكم بأرواح ونفوس ومقدرات الناس ومصيرهم

هذا الدور المرجعي الخطير لا يمكن لمن هب ودب ان يتقمصه ما لم يمر بحالات التحميص والغربلة والعلم الحقيقي والايثار والتضحية وبذل الغالي والنفيس من اجل مصلحة العامة لا من اجل مصالح سياسية ومخابراتية واستكبارية، هنا كان لعلم الاصول الدور العالي في اصطياد مزوري المرجعية وكشف زيفهم، واي علم هذا ؟ هذا العلم الذي يزود المجتهد بالذهنية الواسعة في فهم متطلبات ذلك الحكم الشرعي الصادر من الله تعالى اي ان المجتهد سيتعامل مع السماء وشريعتها تعاملا مندكا وعميقا، سنجد ان المرجع سيذوب في حب الله ومن يمثل الله تعالى ومن هنا اتصفت المرجعية بالنيابة العامة للإمام المعصوم عليه السلام . وما اروع ما خطه المرجع الصرخي بهذا الصدد في كتاب الفكر المتين الجزء الاول حيث يقول (ولذا نقول و?و الحق ان علم الأصول ?و أرقى العلوم وأوسع العلوم وأن نظرياته  انضج وأعمق وأدق فالعالم في الاصول هو عالم بباقي العلوم بالقوة أو بالفعل فالأصولي فق?ه وعالم تفسير وحديث ورجالي وفيلسوف وعالم كلام وعالم رياضيات وفلكي وغيرها من العلوم ولا عكس )

ولهذا سار المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني على هذا النحو، بسيرة علمية وتاريخية وشرعية حيث وجدناه متفان في علم الاصول ومبدع فيه ايما ابداع مما سكتت تلك الافوه المزيفة التي هي اصلا فارغة من كل علم واخلاق، بل ولو اجتمعوا كلهم لما قدروا ان يتحدوا المرجع الصرخي، لأنه اخلص لله تعالى بل ودفع ضريبة اخلاصه وتفانيه وحبه لأحكام الله تعالى وسنة نبيه والائمة عليهم السلام جميعا بالسجون وقرارات الاعدام والتصفيات والتهميش والاقصاء والافتراءات .

ان المرجع الصرخي في اول وهلة لمرجعيته حاول تفهيم المجتمع والامة ما معنى المرجعية وكيف الشخص يكون مرجعا، بل وكشف الكثير من العناوين البارزة انها ليست مرجعيات بل هي فارغة ولا يمكنها ان ترتقي في علمها لأصول المظفر، فمثلا في بحث صمت القبور  http://www.al-hasany.net/CMS.php?CMS_P=11  يقول المرجع الصرخي في خطورة المرجعية عندما ادعى الشيخ اليعقوبي المرجعية (أليس دعوى المرجعية من اهم الدعاوى واهم القضايا في المجتمع، أليس في المرجعية النيابة والولاية العامة عن المعصوم عليه السلام ؟ اذن كيف سكت على هذا الامر الخطير حيث تنقاد الناس لشخص (يكتم) اجتهاده فضلا عن اعلميته، أليس هذا الفعل فتح باب واسع بل ابواب للمفسدة حيث سيدعي من يدعي وسيتصدى ويحكي بأسم الاجتهاد والاعلمية) ولاحظوا مفهم المرجع الصرخي لمشروع المرجعية وكيف هو يوبخ اليعقوبي علميا على ما فعله عقب استشهاد السيد الصدر قدس سره !! فالأمر ليس مجرد ادعاء وانتهى انما الامر هو عمل الراعي المسؤول عن رعيته لا المسؤول عن مصالحه الشخصية والنفسية .

ويثرينا المرجع الصرخي بذات البحث حيث يقول (العجب العجب ممن يدعي زعامة وقيادة الحوزة الناطقة وهو صامت وساكت في اهم المسائل والقضايا بل في المسألة الرئيسة الاولى التي يعتمد عليها تحديد الزعامة والقيادة الروحية والسلوكية) وهذا الكلام له ابعاد كثيرة جدا، فأهم المسائل والقضايا هي الدليل على كون الشخص مجتهدا بل يشمل ذلك الادعاءات الواهية والفارغة من الدليل فلم نر من اية تلك العناوين هذا السلوك الشرعي في مواجهة المدعين والمزورين والمغرضين بل هو امضاء وسكوت وصمت مطبق ولذا هم بعيدون عن مشروع اهل البيت عليهم السلام الاصلاحي فهذا الامام الصادق عليه السلام يقول (ذا ظهرت البدع فعلى العالمان يظهر علمه فان لم يفعل سلب منه نور الايمان) وهذا المرجع الصرخي يرشدنا الى فضح المزورين والكاذبين ممن ادعى المرجعية حيث يقول في كتاب نجاسة الخمر (ومثل هؤلاء يصدق على أحدهم أنه يطرح رسالة عملية (لمجتهد آخر) باسمه مع التغيير ببعض الأحكام التي سمعها من عالم آخر أو قرأها في رسالته أو غيرها دون أن يبذل وسعه في الاستنباط لأنه ليس من أهله، فمثل هؤلاء يجب فضحهم وعزلهم عن المجتمع لكن ليس بالوسائل الهمجية البعيدة عن الدين والعلم والأخلاق بل بالطرق الشرعية العلمية الصحيحة والمناسبة بما يحقق الغرض الشرعي والمصلحة العامة وليس المصالح الدنيوية الشخصية مع الأخذ بنظر الاعتبار الزمان والمكان والمورد والبديل الأعلم والأصلح)

اذن مواجهة الزيف المرجعي هو فضح الكاذبين والمزورين بالدليل العلمي وبالطرق الشرعية كي يعي المجتمع خطورة المرجعية وقيادتها للامة وانها محل صراع اعداء الاسلام عليها كي يتحكموا بمصير الناس ويحققوا مآربهم .

اذن لنجعل المرجعية مقياسها العلم والمعرفة وخصوصا علم الاصول فمن لا يملك الاصول فلابد عزله فورا ونفيه عن الساحة الاجتماعية والسلطوية ونحن نرى الان ماذا حل بالعراق بسبب المتقمصين للمرجعية حيث يبدأ حراكهم قبيل الانتخابات ليحشدوا الناس لإنتخاب قوائم معينة تتمتع بالفساد والسرقات والعمالة وما ان تتحقق المآرب الخارجية حتى يتقهقروا في صمت وسكوت ويتركوا الناس في تيه وظلمات .

ولنضع نصب اعيننا هذا الكلام الجوهري من لدن المرجع الصرخي (عدم الغرور بالأسماء والعناوين الرنانة سواء العربية أو الأعجمية وعدم الغرور بعمر الشخص أو عمره الحوزوي وإلا لما صر حت الأخبار المتواترة عن فلان بأنه حصل على الاجتهاد وهو في سن السابعة عشرة وفلان في سن الصبا وفلان في العشرينات وغيرهم فلتكن ضالتك ومقياسك الساحة العلمية وما ينتجه العالم في هذه الساحة من بحوث وتأليفات فقهية وأصولية ).

 

2 – 12 - 2012

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2295 الاربعاء 05 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم