أقلام حرة

عذراً يا عراق لن أنتخب أحداً ... ولن أشارك في الظلم

التكتلات السياسية والائتلافات والاحزاب هي بنفس الشخصيات ولكن بمسميات جديدة هذا يعني غياب فقرة (تداول السلطة) صحيح ان هذا الشخصيات تمتلك أدوات الخطاب الثوري كما يحلوا لهم تسميته وهي بالطبع (تتمنطق وتتفلسف) وكأنها تمتلك الحقيقة المطلقة او انها توزع صك الغفران على ابناء الشعب الطيب الذين سئموا هذه الخطابات الفارغة والتي لم تجلب لهم سوى ضياع الموازنات وآلامال .

والغريب من امرهولاء الساسة انهم وعند سماعهم اي نقد او رأي معارض فانهم يسارعون الى أتهام هذا الشخص او ذاك بانه عدو العملية السياسية وانه يريد ارجاع العراق الى عصر الديكتاتوريات وانه من فلول البعث وانا متاكد ان اغلب منتقدي الحكومة هم بالحقيقة اكثر من عانوا من الطاغية وانهم اكثر من ضحوا من اجل الحرية للوطن وانهم قدموا أبائهم وابنائهم واخوانهم شهداء لتراب العراق وانهم بالنتيجة قد ترحموا على ايام الطاغية ومنهم من (يعض على اصبعه) ندما ً طبعا ليس الندم على ما قدمه للعراق ولكن الندم على من ياخذ اكثر بكثير مما يستحق .

صناديق الاقتراع هي جزء من النظام الديمقراطي وليس الديمقراطية كلها وعليه ومن خلال ما أفرزته المرحلة الاهم في تاريخ العراق وهي مرحلة ما بعد السقوط ومحاولة بناء عراق ديمقراطي ان هذه المرحلة افرزت نوع من التشبت المنطقي المرفوض بالكرسي طبعا بأساليب ومسميات منطقية ومبررة والدليل على هذا الكلام ان اغلب الشخصيات السياسية التي تصول وتجول هي بالحقيقة قد صالت وجالت في مجلس الحكم وهي نفسها في حكومة علاوي وهي نفسها في حكومة الجعفري ومع المالكي وسيبقون في الحكومات العراقية المتعاقبة (ما بقي زين العابدين بن علي )...وعند الحديث عن تداول السلطة فأنهم يقولون من يريد الترشيح فاليرشح نفسه وصناديق الاقتراع هي الفيصل بيننا ! طبعا هذا العجب العجاب لانهم سوف يلتهمون اي كيان سياسي لان هذه الكيانات الصغير مهما كبرت فانها لا تعدون نقطة في بحر الامكانيات الهائلة التي تراكمت منذ أدخال رامسفيلد 130 مليار دولار واعلانهم أحتلال العراق ولحد الان ... طبعا من لم يفز بالانتخابات فان حصته التموينية لن تنقطع عنه وانه سوف يحصل عليها هذا جزء من( أتفاق أحزاب تحرير العراق) وللشهادة امام التاريخ انهم ملتزمون بهذا الاتفاق ! الجميع وبعد ان ياخذوا حصتهم (ويبوسون ايدهم وجه ظهر) .

أذاً نحن امام لعبة الاسماء وان هذه الاسماء لا همّ لها سوى جمع الاصوات والفوز بالكرسي ولا احد يكترث للفقراء والمعوزين والمرضى وعليه فان انتخاب من لا يعمل للعراق فقط هو بالحقيقة مشارك في الظلم... وان انتخاب من لا يعمل على بناء جهاز شرطي يتصدى للارهاب فانه مشارك في قتل ابناء العراق... وان أنتخاب من لا يعمل على المحافظة على المال العام فهو بالحقيقة مشارك في الفساد ... وغيرها الكثير وكلنا نعرف هذا .

وانا شخصيا لم اجد من هو يحمل هذه المواصفات 100 % وعليه فانني مع الاعتذار الشديد للعراق لن اشارك في ظلم ابناء بلدي ولاني قد جربت انواع الظلم فلا قدرة لي على المشاركة في ظلم ابناء جلدتي .. ونصيحتي لمن يريد ان يشارك في الانتخابات وانه مقتنع بهذا الشخص او تلك القائمة اقول انها مسؤولية كبيرة امام العراق وامام نفسه وعليه ان يراقب من انتخبهم كذلك عليه ان يحاسبهم على ادائهم وان يقف على ابوابهم اذا تطلب الامر وان يسقطهم اذا لم يقدموا ما وعدوا به هذا ابسط ما يقدمه للعراق من يريد ان يشارك في الانتخابات .

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1211 الاربعاء 28/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم