أقلام حرة

عبود لا يغني / حسن الشرع

الذي اجهز عليه ماضي العربات ..لقد كان عربنجيا؛ عالمه نقرات حوافر خيل تشبّع بها سمعه .لم يجرب شراب الليمون لكنه يحب طعام بيوض الاسماك النهرية، سيمفونيته من هذا العالم حلم يقظة لطرقة باب فلعلها حبيبته.

انه كائن بشري وحسب..اخبروه عندما كان يغنى ان ذلك من الكبائر والخطايا العشر ولم يشغل باله كثيرا لأنه لا يحسن عد الذنوب فلم يتعود على عد غير الخردة ...اي غناء قاد عبود للانصياع الى الفتوى قيل هيجان الذات كفر بواح وتهييج النفس يلزمه الحد ..حد الجلد،  فهو لا يقوى على الجلد فليترك بكاءه امام الناس وليبكى نفسه لنفسه وليتكلم مع نفسه وليكتم غضبه وليخمد مشاعره وليلجم ذاته بذاته وليخنق كل عبراته ..وماذا بعد غير انه مخبول لكنه مازال حالما ...لكن حلمه سرعان ما تحول الى موت ..موت الاحلام هو ذاته احلام الموت لقد خنقته حبيبته في حلم فعاد الى ادراجه يبحث عن نغمة حائرة لا يطالها التحريم...

عبود غنى اذ زعموا في حانة فقر شرقية

في حفلة صيف نسمة صيف كذابة

 صوت يمتد الى اعلى يرتاب السامع من صوته

مدخنة النعم الجنسية

 ها قد علمت الرجل الوحشي..  افعال امرأة  غجرية

لم يزل الكاهن يبحث عن..  موسيقى الخيل الوثابة

عن شبق مات ولم ينهض.. في عين رموش نواحة

غنى عبود بلا وتر..  اغنية باطنها الحاضر

لكن النغمة ماضية مقطوعة حبر اوروكي

انهى عبود مناحته

 فانطفأت اصوات المعبد انطلقت الوان شتى  

اعطوني ماءا مبيضا اعطيكم بعضا من همي

انغاما يحضنها رأسي احلاما بالحب الاوحد

انفاس الحب الوردية

حب الرمان حبيبته غزل الاسنان قصيدته

تسبيه الفرحة من حلم.. يا ليل الضب متى غده

خلّصنى من هم الكفر خلصني من قبر الفقر

أنقذني من هاذي الدنيا ..هذا العالم بيت واهن

..ربي لا امثل للفتوى ان جاءت دبرا مروية

اقطن في وطن قسمته ..بيت من طين اسن

احمل اضغانا للماضي من ثورة زنج البصرة

بغداد لاحت كافرة تشرب من عهر القاتل

تأكل من زيف العبرة

فتوى صخب ..نار نار ليل حالك 

صاح المفتي ويل ويل صوت هالك

عبود في الصف الاول

عبود يدفعه الكاهن في قلب النار

فالفتوى مطلقة اذ نصت يا لليل الضب متى غده عبود ضب كافر

انقطعت احلام الصوت.. انكسرت انغام الحضن

تستنطق شهوة عيش ..نزوة حزن معطوبة

بقيام الساعة نجلده

حدا حدا  

حتى يبرأ حتى يسخن ..صوت اشهب

حتى يبرد قبرا أجرد

  

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2296 الخميس 06 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم