تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

الدين بين التحريك والتجميد!! / بهاء الجبوري

وعلى كافة الصعد لضمان حالة ألارتقاء في الدائرة الوجودية للأنسان وهو بالتالي أي الدين يمثل برنامج عمل متكامل بالمتبنيات السماوية الكريمة .

وفي دائرة ما يجب أن يكون يعتبر الدين المعزز والمدعم للأنسان وحراكه على مسرح الحياة ألأنسانية لتحقيق حالة النماء والارتقاء الانساني من خلال ألأسس والقواعد التي تضمنها الدين ,وقد ثبت بالدليل العملي أن لا تفعيل للحراك ألأنساني بالمستوى والحجم المطلوبين ألا من خلال الدين لأنه الوحيد القادر على أيجاد التعبئة النفسية التي تعتبر القوة الدافعة والمحركة للأنسان من خلال عملية المحاكاة للفطرة البشرية وطبيعتها التي جبلت عليها الفطرة ..وبهذا فان تحريك الانسان التحريك المطلوب على مستوى البناء الداخلي والبناء الخارجي لتوفير المناخ الانساني المثالي يكون من خلال الدين.

والدين بطبيعته لا يفرق في دعمه للحراك الانساني بين الحالة الطبيعية بالنسبة للواقع والحالة الغير طبيعية أو قل الحالة الاستثنائية التي تنشئ لسبب و أخر فهو في الحالة الطبيعية يوفر ما يجب توفيره للتعامل مع الحالة الطبيعية وفي الظرف الغير طبيعي أو ألأستثنائي نجد أن التحريك للتعاطي المطلوب يجيء بالدرجة ألأساس من خلال الدين  الذي يوفر الدعم اللازم للأنسان  لوضع خطة عمل للوقوف بوجه كل المتغيرات التي تطراء على واقع الانسان خصوصاً أن للدين البعد القداسوي الذي يتزاوج مع الحالة ألألزامية لينتج الحالة الأستثنائية في الحراك ألأنساني لتحقيق كل ألأهداف ألأنسانية المرجوة , لكن هناك من أستغل الدين لتجميد الحراك ألأنساني المطلوب من خلال الدين نفسه وبأسم الدين بطريقة غاية بالخبث  لتحقيق ألأهداف وألأجندة التي يتبناها الذي يُسخر ويوضف الدين من اجل تسطيح العقول وأسرها لينتج ذلك في النهاية جمود في الحراك ألأنساني,والحقيقة أن المقولة التي تقول ..الدين أفيون الشعوب ..كانت صادقة ودقيقة لأنها رأت أن فيه التجميد للشعوب عندما يود من يريده أن يكون كذلك وبهذا على كل من يتبنى الدين أن يكون دقيق الدقة المتناهية متوخي الموضوعية اللازمة في أستثمار الدين من اجل التفاعل والحراك المطلوب مع الحياة بكل مفاصلها وعلى كل مستوياتها .

ولا يتم ذلك الا من خلال تحريك العقل البشري وتفعيل حالته ألأنتاجية و معه قتل حالة التكاسل في النفس ألأنسانية من خلال برنامج عمل أنساني بالمنحى الديني مع توخي الموضوعية والدقة التي يتضمنها الدين أصلاً ,بفهم للدين الفهم المطلوب من خلال عقلية تمتلك فن المزاوجة بين دائرة ما يجب أن يكون وما هو كائن وبعبارة أخرى ..فهم الطرح وأستيعاب واقع التطبيق للطرح من خلال تحديد المَديات وأيجاد المسارات المطلوبة ومعرفة مظمار ألأنطلاق في نقطتي  البداية والنهاية ليكون بالتالي الطرح الديني متناغماً مع حقيقته ألأنسانية المعطاءة الخلاقة في صناعة ألأنسان بالمعايير والمقاييس التي أرادها الله لعباده على وجه الخليقة أو قل في عالم الدنيا بلغة أهل الدين .

 

بهاء الجبوري

3 كانون ألأول 2012

  

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2296 الخميس 06 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم