أقلام حرة

ملائكة النور .. إلى كتّاب (المثقف) الأفاضل / فاطمة الزهراء بولعراس

فألقى فيها شيئا منها بل تمضي في سيرها وهي تقذف بها على جوانبها كما تفعل مع الطمي الذي يدوسه المارة إلا أن المارة سيأنفون من تلك القذارات ولا يدوسونها حتى بأقدامهم ولو كانت نعالهم من مطاط سميك.... أما تلك الأنهار الطافحة بالحياة فلن تلتفت كثيرا لمجراها مادامت مصباتها رائقة وشفافة وتشبه اللّجين المصفى.....

وحين تبتسم شمس الصباح وهي تحيي الكون الجميل بأشعتها الذهبية فهي بالتأكيد لن تلقي بالا إلى عاشق للظلام قد يلجأ إلى الجحور والمغارات حتى لا يستنير بضوئها لأنه أنس العتمة واستأنست بها روحه وأصبح كالخفافيش لا يظهر إلا تحت ستائر الليل الحالكة بالسواد وحين تستمع المخلوقات للكون وهو غارق في التسبيح للملكوت الأعلى بنغمة ملائكية عذبة فلن يهتم أحد بالكفّار والعصاة لأن أصوات الذِّكْر ستطغى على كل نشاز وسيندمج الجميع في صلاة كونية تخشع فيها القلوب وتسجد لها الأشجار وحينذاك تُسلسَل الشياطين والمردة....ولن تسمع سوى رفيف أجنحة الملائكة الأطهار يضعونها لعباد الله المتقين فرحا بما يصنعون.....

الحياة لا يوقفها السواد ولا ينهيها الفساد..لأنها سر الخالق الذي يبديْ ويعيد الفعال لما يريد ذي الإنتقام الشديد .....

النور لا تطفئه حرقة الغيورين وحسرة الحاقدين وإفراط الجاهلين...الذين يريدون الاحتفاظ بالشمس في بيوتهم والقمر في جيوبهم أولئك المتطفلون الذين يحرسون الأنفاس والخلجات ويحاكمون المشاعر والخفقات أولئك الصدئون الذين ران على قلوبهم الحسد وعشّشت العناكب في زوايا نفوسهم المليئة بالخرابات هؤلاء الذين قد نحيّيهم بالرغم من كل مانقول عنهم لأنهم جعلوا للنور معنى من انغماسهم في الظلام أفردوا للجمال أشرعة سوداء يريدون المغامرة في قوارب مثقوبة باليأس ليس هدفهم الإبحار ولا المغامرة ولكن أن يتفرجوا على العواصف الهوجاء وهي تعبث بالقوارب الخفيفة والزوارق الورقية لأنهم لا يدركون أن السفن المرتفعة التي اختارها البحارة الحقيقيون عصية على الغرق منيعة على الاختراق....وتعرف كيف ترسو على مرافئ الأمان.....

هؤلاء الذين جعلوا للروعة ألقا... لما يفيضون به من الجهل والرداءة أو ليس بضدها تعرف الأشياء.....ولولا الشر لما عرفنا فضل الأخيار لولا السوء لما أدركنا للإحسان قيمة.....

هنيئا لعشاق النور بالخفافيش والبوم الذين يحومون في الظلام فيلهمون النفوس الحالمة بقصائد باذخة العطاء.....سامقة البهاء....ساطعة النور....

هنيئا للحياة بأعدائها الذين جعلوها تحدّيا وبأسا متجددا وتستحق أن نقارع من أجلها....

 

يا أعداء الحياة والنور

أنهار الحياة لن تتوقف عن الجريان لأنها صديقة للغيوم الممطرة وفية لسرها الذي جعل منها كل شئ يضج بالروعة والبهاء ويعبق بالنور والألق يضج بالحياة يا أعداء الحياة أوفوا بعهدكم فإنها بكم تستمر وتبقى ويصبح لها معنى

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2297 الجمعة 07 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم