أقلام حرة

وضع المسؤولين .. على "الصامتْ" / امين يونس

أنك تستطيع ان تضع الهاتف او الموبايل، على (الصامت ".

أعتقد، ان أياً مِنا، لا بُدَ ان يكون قد صادفَ إمرأةً او رجُلاً من هذا النوع، المُحِب للكلام .. الذي يتوقف فقط، للتنفُس او إزدراد لقمة أو شُربة ماء. هذا الصنف من البشر .. يعيش ليتكلم، وليسَ ضرورياً، عن ماذا او متى وكيف ؟ المُهم ان يسترسل ويُثرثر .. وإذا مُنِعَ من الكلام، لأي سببٍ من الأسباب .. فسُرعان ما يذبل وينكمش.

العديد من الذين أصبحوا "وجوهاً" في العملية السياسية في العراق .. وفرضوا أنفسهم على وسائل الإعلام .. وأدمنوا الظهور اليومي .. هُم من ذاك النوع أعلاه . ففي حين هو عضو في مجلس النواب وتحوم الشُبهات أصلاً حول مصداقية شهادته الدراسية .. تراهُ يعقد مؤتمراً صحفياً في الصباح، يتهجم فيه على المحاكم والقضاء ويتهمها بأنها لاتعرف شيئاً عن القانون ! .. وفي الظُهر قبل موعد الصلاة .. يتحدث أمام كومةٍ من المايكروفونات، حول خطأ الطريقة التي يعمل بها وزير الأشغال .. ويُسهب في شرح أحسن الوسائل الهندسية في رصف الطرق والأرصفة، ويعرج على أهمية الجسور والعمارات العالية . أما بعد القيلولة مباشرةً .. فيعقد مؤتمراً آخر .. يتحدث فيه عن تفاصيل الزراعة والصناعة وعلاقاتها مع السياحة ولا سيما السياحة الدينية .. وفي المغرب، يكون الضيف الرئيسي، في برنامجٍ حواري .. لايكاد يسمح للآخرين بالكلام ! .. فيبحرُ في عالم السياسة بجوانبها الداخلية والخارجية وما بينهُما .. فيًثرثر عن الفساد " الذي هو نفسه جزء منه " .. ويُغّرِد حول الديمقراطية وتداول السلطة سلمياً " وهو وحزبه متمسكان بتلابيب المنصب " .. اما في المساء .. فهنالك برنامج تلفزيوني آخر سوف يشارك فيه .. وهذه المرة .. عن الإقتصاد والمال والبنوك ..

بِكُل بساطة .. يتدخل في شؤون السلطة القضائية بِكُل صفاقة .. وينتهك السلطة التنفيذية بفظاظة .. ويهرف بما لايعرف، عن كُل شئ .. المُهم ان لا يتوقف عن الثرثرة .

وصاحبنا هذا، يتصِل بزوجتهِ بعد إنتهاءهِ من كُل هذه اللقاءات والبرامج والندوات .. التي أتحفَ بها المشاهدين والمستمعين حول العالم .. ليقول لها : إنتظروني أنتِ والأولاد .. سأصل بعد نصف ساعة .. لأحدثكم قليلاً عن ما قمتُ به اليوم !! .

 

....................

أتمنى من كُل قلبي .. ان يخترع اليابانيون الكَفرة .. جهازاً صغيراً ورخيصاً .. يتمكن المواطن العادي، بواسطتهِ .. من وضع هؤلاء المسؤولين الثرثارين، على  الصامت ] .. مثل الموبايل ! .

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2298 السبت 08 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم