أقلام حرة

ياحريمة سنينك العشرين / ابراهيم الخياط

من الخلفاء العباسيين هما المأمون والمعتصم، وتصدى لمهمة الامامة لعدة سنوات بعد مقتل والده الامام علي الرضا في حادثة السمّ الشهيرة، وتوفي ببغداد عام 220 هـ وهو في الخامسة والعشرين من عمره.

حسن البنا، ولد بمحمودية مصر عام 1906، أخذ التصوف عن شيخ الطريقة الشاذلية وهو في الـ 17 من عمره، ثم تخرج في دار العلوم ليعين مدرسا في الإسماعيلية بعد بلوغه العشرين بسنة واحدة، وأسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 وهو في الثانية والعشرين من عمره ليصبح المرشد الاول للجماعة.

 ليلى قاسم، مناضلة كردية ولدت في خانقين عام 1952 ونشطت في الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ مطلع سبعينات القرن الماضي ـ ونالت شهادتها الجامعية في كلية الاداب ـ جامعة بغداد عام 1971، وألقي القبض عليها وأعدمت في 12 آيار عام 1974 وهي في الثانية والعشرين من عمرها.

بهاء الدين نوري، ولد في السليمانية عام 1927، هو يساري عريق، وكان اسمه الحركي (باسم) أشهر من اسمه المدوي حتى نظمت عليه الاهازيج، ولأربع سنوات قاد الحزب الشيوعي العراقي وأصبح سكرتيرا عاما له من 1949 حتى نيسان 1953 حيث أعتقل، فصار قائدا مهما في الحركة الوطنية والديمقراطية وهو في الثانية والعشرين من عمره.

وفي الثقافة، فان الشاعر أبو القاسم الشابي ولد في بلدة الشابية بتونس عام 1909، ونال اجازة كلية الحقوق في الحادية والعشرين من عمره، الا ان الادب زاحم القانون في قلبه، فتأثر بالمَهاجرة لاسيما جبران، ونظم الشعر بل أبدع فيه فأصدر ديوانه الشائع "أغاني الحياة" وكتب قصيدته (اذا الشعب يوما أراد الحياة) التي أصبحت نشيد بلده وأيقونة الشعوب الثائرة، ورحل خالدا عام 1934 وهو في الخامسة والعشرين من عمره.

وأيضا، السياب الذي ولد بالبصرة عام 1926، وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد ليصبح مدرسا للغة الانكليزية، فانه لم يكتب الشعر فحسب بل ثار في ميدان الشعر، وحوّله من نظام العروض الخليلي إلى النظام الحرّ، وأخرج الأوزان القديمة من قواعدها لتتواءم مع شدو قلبه ووجدانه ومع عالم مابعد الحرب، لان الحداثة عنده لم تكن مجرد نظرة الى قصيدته انها بديل شكلي للقصيدة العمودية بل باعتبارها حداثة في الرؤية الشعرية وفي فهم حديث للشعر، فرأى جديده النور عام 1947 في ديوان "أزهار ذابلة" أي وهو في السنة الاولى بعد بلوغه العشرين.

وطبعا لا يقف ذكر الامثلة على هذه الاشراقات المتلألئة حصرا، لان العنفوان والطوفان والخلق والابداع والتغيير والتجديد يبدأ ويتألق ويزهو في العشرين من عمر الانسان، ولكن تشريعاتنا الانتخابية تفرض على المرشح لمقعد مجلس الناحية والقضاء والمحافظة أو النواب أن لا يقل عمره عن ثلاثين سنة، وكأن ما قبل الثلاثين من الأعمار هي وقف على المراجيح والدعابل والفرارات.

  

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2299 الأحد 09 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم