تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

قراءة في الخطاب الديني الشيعي / بهاء الجبوري

هذه الضخامة من خلال ما حوت من أبعاد كالبعد الفقهي والكلامي وألأصولي والفلسفي بألأضافة الى مرتكزها العملاق المتمثل بألأرث الفكري بكل أتجاهتة وتفاصيله العلمية والمعرفية للأئمة الهدى ألأثنا عشر الذي خلفوا النبي ألأكرم (صلى الله عليه واله) وهذا ما جعل الطرح ألأسلامي الشيعي طرح ذو مواصفات ومميزات علمية بطراز خاص وهذه هي الحقيقة التي يذعن لها المتتبع للشأن الشيعي على المستوى العلمي والذي يتوخى ألأنصاف والتجرد في الوصول للحقيقة، ولكن مع كل هذا وذاك هناك أزمات طفت على الواقع الشيعي ومن المشاكل التي طفت على الواقع الشيعي والتي تحتاج الى وقفة جادة وبروحية تعتنق ألأصلاح والتقويم وبتجرد تام يبتعد عن ألأنحيازية التي تنبع من التعاطف وألأرتجال بالقراءة ..مشكلة الخطاب الديني..ولا نقصد بالخطاب الديني الفكري ذلك لأن الخطاب الفكري ضل محافظ على خصوصيته وماهيته العلمية ولكن المقصود هنا الخطاب الديني التعبوي والتربوي .

ففي وقت كان يجب على الخطاب ان يكون خطاب تربوي وتوجيهي يشكل بالتالي رافد من روافد صناعة العقل الجمعي للمسلم ومعه يكون رافد من روافد تشكيل وصناعة الروح المسلمة لتشكل بالتالي وجود له فاعليته على الساحة ألأنسانية ضمن المقاييس والمعايير ألأسلامية الكريمة وبالمنهجية الشيعية التي أوجدها عمالقة ورواد التجربة ألأنسانية على كل المستويات وعلى كافة الصعد على مسرح الحياة والمتمثلة بالنبي ألأكرم صلى الله عليه واله وسلم و عترته ألأطهار ألأخيار، ظهرت مشكلة بل أكثر من ذلك حيث وجود أزمة في الخطاب الديني التربوي.. التعبوي .

والحقيقة التي تقراء بكل دقة وبتجرد ومن منطلق نقد ذاتي أن الخطاب الديني الشيعي بداء يفقد الكثير من مواطن القوة التي يتظمنها ومن نقاط القوة التي فقدها.. الشمولية..، حيث انه في مساره وهدفه أصبح ينحصر بالدائرة الشيعية وكأن الرسالة السماوية ومنهجيتها في البناء ألأنساني لا تهم أي أحد سوى الشيعة وحدهم وهذا ما أفرز حالة لا تتناغم وأخلاقية ألأسلام العظيم الذي هو دين ألأنسانية كل ألأنسانية ولأنها لم يكن في حساباتها أن تكون شرقية أو غربية، عربية أوغير عربية ولم تجيء للأبيض دون ألأسود بل كانت وما زالت وستبقى عالمية بكل ما للكلمة من معنى من أجل ألأنسان وأنسانيته الكريمة السمحاء وبذلك أنفرزت حالة ألأنفكاك الشيعي عن الجسم ألأسلامي وبدا الشيعة وكأنهم حالة شاذة عن هذا الجسم أو الوجود الذي اسمه ألأسلام وهذا ما عزز حالة التنافر والتقاطع ومن ثم ألأصدام ألأيدلوجي بين الشيعة وغيرهم من المسلمين وما شكل بالتالي مشكلة أسمها (الطائفية) المقيتة التي طفا معها على السطح ألأسلامي المجتمعي الكثير من التقاطعات والتشابكات التي اتخذت أشكال وصور متعددة، وبذلك على كل من يوجد الخطاب أن يكون متوخي للدقة كل الدقة من خلال التركيز على البعد الشمولي الجامع الذي لا يتحدد بحدود الطائفة جغرافياً ومجتمعياً وأيدلوجياٌ، ومن نقاط القوة التي فقدها الخطاب الديني الشيعي ..العمق والتدقيق.. حيث ظهر الخطاب بمظهر السطحي الساذج الذي يبتعد كل ألأبتعاد عن العمق الذي تتسم به المدرسة الشيعية وعندما صار سطحي وساذج صار لا يستطيع أن ينهض بالفكر ألأسلامي الجمعي حتى يكون بالتالي فكر يختزل عملية التكامل التي تحقق بدورها الصيرورة والسيرورة التأريخية ومعهما صار الخطاب ألأسلامي الشيعي لا يستطيع أن يوجد العقل الجدلي الذي ينسف كل ما يجب نسفه من العادات والتقاليد التي أستشرت على الواقع ألأسلامي بأسم الدين وبذلك ظهر الخطاب ألأسلامي الشيعي ضعيف أمام الناقد الثقافي الذي يمارس عملية النقد الثقافي الُمرتكز على المنهج المنطقي في الوصول للحقيقة ، هذا ان كان هناك نقد ولكن الحقيقة التي تفرض نفسها أنها عملية في مساحتها ألأكبر تسقيط للمدرسة الشيعية برمتها من خلال المؤاخذات التي يتضمنها الخطاب الديني المأزوم في وقت لو أستثمر عنصر العمق   و وضِف التوضيف المطلوب سيكون بالتالي هناك خطاب يمتلك عنصر قوة غاية في ألأهمية لأن العمق سوف لن يجعل للمتربصين الدوائر على المستوى الثقافي وألأعلامي، لن يجعل لهم الفرصة بالتصيد بالماء العكر للتشنيع بالخطاب الشيعي بل بالمذهب الشيعي برمته ولم تقف المسائلة عند هذا الحد بل أن الخطاب الشيعي فقد ..الموضوعية.. في الطرح و أستشرت حالة ألا موضوعية فبداء الخطاب الديني يندك في المسائل التي ليس لها صلة بواقع ألأنسان المعاش من خلال التركيز على طروحات تشابه وتحاكي ألأساطير التي تعتمد على نسج الخيال ولا هدف منها سوى خلق مناخ للحزن الذي يقود بدوره الى البكاء أو التباكي لأن الخطيب قد ركز في ألأستهداف على حالة البكاء والتباكي وترك الجانب التربوي للنفوس ومعه صناعة العقل الجمعي ألأسلامي الذي يرتقي الى مستوى الطموح والتحدي الفكري المطلوب على الساحة ألأنسانية ضمن ألأسس والمعايير ألأسلامية المباركة التي لا تستطيع أي قوة تنظيرية على وجه ألأرض ألأتيان بمثلها على ألأطلاق .

وبهذا ومن خلال ما سلف يجب أن نسعى وبكل ما أوتينا ن قوة من اجل أيجاد الخطاب الديني بألأطار الشيعي يرتقي الى مستوى الطموح والتحدي المطلوبين وذلك من خلال تركيز مرتكزات الشمولية فيه حتى يكون خطاب أسلامي لا يتحدد بالمحدد الجغرافي والمجتمعي وألأيدلوجي للطائفة الشيعية وثانياً توخي العمق المطلوب والذي هو الميزة البارزة بالمدرسة الشيعية حتى يكون خطاب لا يوجد المؤاخذات التي يستثمرها من يستثمر من أجل تحقيق أهداف تندمج مع المشروع الخطير الذي يود أسقاط التجربة ألأسلامية على كل المستويات وعلى كافة الصعد من خلال أيجاد الثغرات في الوجود ألأسلامي وبعد ذلك توخي الموضوعية كل الموضوعية التي تظهر جمالية الشريعة السمحاء في معالجة كل القضايا ألأنسانية ولان ألأسلام أصلاً أوجد موضوعية من طراز وبمنهجية قمة بالرقي العلمي والعملي من أجل ألأنسان ووجوده الكريم.

 

بهاء الجبوري

8 كانون ألأول 2012

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2300 الأثنين 10 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم