أقلام حرة

النائب سيد شوان محمد طه لا يثق بالجيش العراقي .. يا لحزن شعبنا!!! / حسين حامد

إن المنظومة الأمنية في العراق مسيسة بدرجة الامتياز، ولو كانت غير ذلك لكنا وثقنا بالجيش العراقي"، معتبرا أن "الجيش العراقي هو ليس عراقيا وإنما هو جيش لرئيس الوزراء" ."

ما الجديد يا سيد شوان محمد طه في مواقفكم من شعبنا ومن الحكومة الاتحادية التي لا تنظرون اليها الا من خلال شعوركم بالاستعلاء والتفوق الفارغ ؟ ما الجديد في عدم ثقتكم بجيشنا العراقي الذي نحن كعراقيين، نشعر بالفخر العظيم لشجاعته وانضباطه والتزاماته المهنية وطاعته وحبه لقائده العام السيد المالكي؟ ثم ما العيب في ان الجيش وكما تعتقدون، انه جيش رئيس الوزراء؟ ألستم كنواب وبيشمركة واشايس واستخبارات وامن واجهزة أمنية وحمايات ووووو، تدينون بالولاء لرئيس اقليمكم؟ فلم تستكثرون علينا ولائنا لقائد شعبنا والمنتخب وطنيا كرئيس للوزراء وقائد عام للقوات المسلحة؟ وهل تعتقدون أن لا فرقا بين من قد تم انتخابه من قبل الشعب، ومن لا يزال يحكمكم بالمنطق العشائري مع عشيرته  ولعشرين عاما؟!

وما الجديد في ان لا ثقة لكم في السيد رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه، ولا في حكومته المنتخبة،ولا بدولة القانون،ولا بكل عراقي وطني يحرص على ان يعاملكم بغير ما تعودتم عليه من استهتار، ويضعكم في المكان الذي تستحقونه فعلا، لا في المكان الذي وضعكم فيه دستور متهرئ مشوه، قمتم من خلاله باستغلال موارد شعبنا لجنيها بطرقكم غير المشروعة؟ وهل أن السبب في عدم ثقتكم بجيشنا العراقي لانكم شاهدتموه باعينكم كيف وقف على اهبة الاستعداد للدفاع عن شعبنا بسبب تعاملكم مع شعبنا كأعداء له؟ وهل لأن الجيش يثق بقيادة السيد المالكي، قائده العام، أصبح ذلك شيئا يغيضكم؟ ألم تعلموا بعد، أن التفاف جيشنا حول قائده العام، مدعاة لغبطة شعبنا؟ والسبب، أنه ولاول مرة في تاريخ العراق يصبح القائد العام للقوات المسلحة للعراق، واحدا من ابنائه الغيارى على شعبه؟

أم يا ترى يا سيد شوان، انكم تحبذون شخصا على شاكلة سمير جعجع أو طارق الهاشمي أو عزة الدوري، أو كهذه الحثالات المجرمة، ليكون قائدا عاما للقوات المسلحة العراقية بدلا من المالكي؟ هل تريدون هؤلاء وامثالهم، لانكم تعودتم من خلال طبيعة عدم توفر الثقة المتوارثة بينكم وبين الاخيار، ان تكونوا على وفاق دائم مع الخونة والقتلة والارهابيين، وأن الأخيار هم أعداؤكم؟ وهل كنتم توفروا الحماية لمجرم كطارق الهاشمي لولا حرصكم على استمرار وفاقكم مع الارهابيين، في توهمكم، أن عسى ان يكون بالامكان (عودته) لحكم العراق؟؟؟!!!، حينذاك، سيخلوا لكم الجو... وتكون الامور تسير على هواكم، وقد (خلا لك الجو فبيضي وأصفري)....كما قال الشاعر!!!! . انظروا الفرق في عقليتكم التي تستمرء الغدر والخيانة والمصالح الضيقة على حساب شعبنا، في طموحكم أن يكون ارهابيا كطارق الهاشمي هو من تريدونه قائدا؟ وبين من يريد يبني وطنا قائما على العدل والحرية ورفاه شعبه.

وهل نسيتم كيف كان سعيكم مستميتا قبل فترة وجيزة، من اجل سحب الثقة عن رجل وطني كرئيس الوزراء، بسبب انه شهر سيفه ضد ظلمكم وصلفكم وأنانياتكم وابتزازاتكم للحكومة الاتحادية ليصبح شوكة في أفواهكم ؟ فلماذا لا تسألوا أنفسكم عن سبب هذا الولاء من قبل جيشنا العراقي لقائده المالكي؟ وهل ان "الدكتاتورية" التي تدعونها عنه، هي وحدها كانت قادرة على ان تولد (محبة وولاء) هذا الجيش له؟ وهل ذلك عسير على فهمكم (وأنتم تدعون الفهم والاصول والمبادئ السياسة والاتكيت وفن ادارة الدبلوماسية الدولية) ؟ ولكن في النتيجة، أن دبلوماسيتكم هذه أوصلتكم الى (سرقة) نفط الشعب، وتوقيع العقود غير الشرعية مع شركات النفط، وتلوحون بالحرب؟

ألم تصرحوا من قبل، انكم لا تثقون بالدكتور حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون النفط ؟ لماذا؟ لان هذا الرجل الوطني الشجاع قطع عنكم (ارزاقكم الحرام) من خلال تهريبكم لنفط  شعبنا وتوقيعكم لعقود النفط غير القانونية؟  ثم ما الجديد في أنكم لا تمتلكون أي ثقة في أي من رجال دولة القانون، ألم تقيموا الدنيا ولا تقعدونها بسبب ان النائب عن دولة القانون السيد سامي العسكري صرح حقيقة ما يشعر به العراقيون عنكم؟ ولأنه كشف حقيقتكم التي أخجلت حتى الخيرين من الشعب الكردي المبتلي بكم؟

هل أنتم تحبون شعبنا؟ لا أعتقد ذلك. أنتم لا تحبون أي أحدا يقف في وجوهكم من اجل حماية شعبنا وثرواته الوطنية . وأنكم لا تحبون، يا سيد شوان محمد طه، سوى مصالحكم  القومية وتتعاملون مع شعبنا بعنصرية مخجلة . هذا الشعب الذي عشتم معه، والذي كان جاعلا من قضية نضالكم في الماضي، قضيته الاولى وماض من اجلها قبل كل شيئ ورغم كل شيئ. لكنكم، تتعاملون مع شعبنا ومنذ 2003، بعنصرية وتعالي، لم تصل في مستواها اللاانساني سوى عنصرية المانيا النازية وروديسيا سيئتا الصيت.عنصرية وانانية سوداء أعمت بصائركم عن كل حق يحلوا لكم سلبه من غيركم من اخوتكم العراقيين، حتى اصبحتم مصدرا للخبث والتأمر والتحالفات مع اكثر خلق الله نذالة، مع الاسراسيلين والبعثيين والارهابيين والقتلة.

قل لي بربك يا سيد شوان محمد طه، بمن تثقون؟ فألمالكي لا تثقون به وهو ابن العراق، ولا بجيشنا وهو جيش العراق، ولا بالخيرين من شعبنا وهم بناة العراق . كيف لا تثقون بهؤلاء وهم رمزالوطنية التي جاهد من اجلها شعبنا طويلا، ومن اجلها ضحى بالغالي والنفيس . هؤلاء خارج نطاق ثقتكم رغم كل شيئ، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

قد استطيع ان اجيب نيابة عنكم أيها النائب، وأقول لكم بمن أنتم تثقون، او ربما، أنكم لا تثقون حقيقة باحد سوى بانفسكم ومصالحكم. أن شعبنا الجريح لا يزال يعاني من سموم أنصالكم، وقد ادرك أن (طباع اخلاقكم) وحدها من سولت لكم ان تضعوا ثقتكم بكل من يقف معاديا لحكومة المالكي. فانتم تثقون بالقائمة العراقية ورئيسها الذي يعترف نفسه بعمالته. ثم علاقتكم باسرائيل وتسليحكم باسلحتهم قد اسقطت مصداقيتكم من قبل شعبنا والى الابد. فانتم تثقون بالموساد، وتفتحون لهم اذرعكم ومطاراتكم، وأفضالهم عليكم كثيرة.!!! كما وأنكم تثقون بحلفاؤكم من الصدريين، بسبب انهم ليسوا على وفاق مع المالكي بسبب أنه قام بتأديب ميليشياتهم التي اساءت لشعبنا في الكثير من المحافظات . وتثقون بسمير جعجع لانه قاتل منحرف وأجير. وتثقون بالطائفي النذل عزة الدوري، لانه امتداد لعمالتكم لصدام. تثقون بحكومات تركيا والسعودية وقطر، لان هذه الحكومات أثبتت خستها فأخزاهم الله تعالى وفضح زورهم وبهتانهم وجرائمهم ضد الشعوب ودجلهم على الدين وعلى الله الخالق تعالى.

وختاما، مشكلتكم، ألتي اصبح يدركها الجميع، هي أن رئيس الوزراء السيد المالكي، قد زرع رعبا في قلوبكم، وحرم عليكم ثروات شعبنا. فاصبحتم عندما تفشلون في ابتزاز ما تأملونه في الحصول على مكاسب جديدة، لا تجدوا شيئا سوى العودة للنغمة الاسهل، نغمة " دكتاتورية المالكي وسيطرته على الاوضاع"!!! أو التلويح بالحرب. لكن المهم ان تحترموا الدستور وتفهموا ان لا أحد يستطيع بعد الان ان يملي على شعبنا أضغاث أحلامه.

     

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2300 الأثنين 10 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم