أقلام حرة

مايكروفون رئيس الوزراء / محمد رشيد

في مجال الثقافة وحقوق الإنسان في القاهرة (قاعة فندق موفنبيك المطار) عام 2009 وكانت الدعوة موجهة لنا من قبل منظمة عربية محترمة جدا لثقافة حقوق الإنسان . كانت الجلسة قد خصصت لخمسة أشخاص يتحدثون عن ثقافة حقوق الإنسان في بلدانهم وأشار رئيس الجلسة أن لكل متحدث نصف ساعة على أن تكون النصف الساعة السادسة للتعقيبات ودعا بمودة ولطف ضرورة احترام الوقت حتى يتحدث الجميع ونستفيد من تجاربهم وبالفعل نادى رئيس الجلسة إلى المنصة  شخصية مهمة {وهذا ما دعاني صديقي الأستاذ (س ح)  ليعرِفُني عليه قبل يوم والتقطنا معه صورة تذكارية كونه شخصية معروفة ودائما يطل على شاشات الفضائيات} هو(؟؟؟؟؟) رئيس وزراء سابق وزعيم حزب حالي في احد البلدان العربية، وما إن مسك المايكروفون نسى نفسه وراح يتحدث غير آبه بالوقت الذي خصص له ولا حتى بالآخرين الذين راحوا يلوحون له بعد أن انتهى الوقت الذي خصص له من قبل إدارة الجلسة واخبره رئيس الجلسة في كل اللغات ان وقته انتهى ولم يكتف بما قيل له .... وزحف الوقت وتجاوز وقت المتحدث الثاني ولم تنته كلمته ومر على حديثه ساعة ونصف أي بمعنى اغتصب حق ثالث متحدث ولم يعر أي اهتمام كونه (رئيس وزراء) سابق و(زعيم حزب) حالي لذا عليه أن يفرغ ما في جعبته ومر من الوقت الكثير حتى المتحدث الرابع لم يحصل على وقته وظل الرئيس يتحدث عن بطولاته ومغامراته و..و.. حتى تجاوز على حق المتحدث الخامس ولم يكتف أبدا بهذا القدر من الوقت ...الزعيم أسهم في زرع التذمر في القاعة وبعض الحاضرين راحوا يخرجون من القاعة لاستيائهم من الذي حصل، أخيرا استحوذ رئيس الوزراء على  حصة النصف الساعة السادسة والتي خصصت للنقاش  ولم يهمه من الأمر شيئا  وبعد مرور ثلاث ساعات من الحديث راح يتحدث وهو واقف بعدما غادرا (رئيس الجلسة) و(مقررها) خارج القاعة امتعاضا واحتجاجا لتصرفه هذا أما أنا وبعض الحضور القليل جدا ومن باب الفضول أحببت أن أكون شاهدا على نهاية أحداث هذه الجلسة الفريدة من نوعها التي هي أشبه بمقالب (الكاميرا الخفية) علما أنا من المحبين والمؤسسين إلى احترام وقت الجلسات  وقوانينها حتى لا يكون المحاضر محط سخرية للآخرين ومصادرة حق الحضور في المشاركة، المهم  وبعد عناء طويل  جاء مسئول قاعة الفندق وقال: (إخوان ...إخوان  من فضلكم الوقت الذي تم الاتفاق عليه والمخصص لكم (3) ساعات انتهى لان بعد قليل سيتم تجهيز القاعة بشكل آخر لحفل زفاف) ولم يكتف الأخ المناضل رئيس الوزراء السابق بهذا الكلام وراح يكمل كلمته التي تحولت إلى (خطاب) شعرت بمفرداته ليس له نهاية على ما اعتقد،  ولكن وفي لحظة حسم شجاعة من قبل مسئول القاعة تم إطفاء النور في القاعة وجهاز مكبر الصوت . هنا ساد الصمت لحظات ولم نر شيئا أبدا وسمعنا  صوت رئيس الوزراء هذه المرة من جديد ولكن دون مايكروفون قائلا: سنكمل ما بدأناه في فرصة قادمة إن شاء الله .

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2303 الخميس 13 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم