أقلام حرة

مُجّرَد دعايات مُغرِضة / امين يونس

في مدينة أربيل، والبالغة مساحتها 600 متر مربع، في شارع الوزراء .. بتسعمئة ألف دولار فقط لاغيرها ! .. ويُقال ان "نيجيرفان البارزاني" كان قد قّدمَ هذه القطعة، هدية الى نوري المالكي في عام 2005 . طبعاً من المُمكن ان تكون هذه كُلها إشاعات مُغرِضة ودعايات لا أساسَ لها من الصِحة .. ومن الممكن ايضاً ان تكون صحيحة .

ولندعو ونتمنى، ان تكون هذه الأقاويل، مُلّفقة وكاذبة ولا تعدو ان تكون إلا جُزءاً من الحرب الإعلامية الشاملة بين المالكي والاقليم . ولكن من باب الإحتياط، يجب ان لانهمُل [إحتمال ان تكون هذه الاخبار صحيحة وذات مصداقية] .. وحينها أرى ان نُلاحظ ما يلي:

- قطعة الأرض المزعومة تلك، تقع في أرقى منطقة في أربيل .. وقد يُفّكَر بعض المُشككين ان السعر الذي بيعتْ به غير معقول وعالٍ جداً .. فأقول لهم ان المتر المُربع بيعَ ب "1500" دولار .. وهذا شئ طبيعي، وهي أسعار شائعة كذلك في السليمانية ودهوك ! .

- في 2005، كان نوري المالكي، مُجرد احد قيادات حزب الدعوة ولم يكُن الرجُل الاول لا في الحزب ولا في الحكومة .. ومع هذا بادرَ القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس الوزراء المخضرم " نيجيرفان بارزاني " .. بتكريم المالكي، بقطعة أرض ممتازة في وسط أربيل ! . ترى كم قطعة أرض اُخرى، قّدمها السيد نيجيرفان وغيره من مسؤولي وقياديي الحزبَين الحاكِمَين، الى العديد من الشخصيات العراقية ؟ . فمن المُتوقع ان يكون الرئيس طالباني، قد أثبتَ انه كريم ومعطاء أيضاً .. فأهدى قطع أراضي وقصوراً، الى العديد من المسؤولين السابقين او الحاليين في بغداد .. ومن المتوقع أيضاً، ان يكون السيد مسعود البارزاني، قد فعلَ ذلك أيضاً .

- يُقال [ومعظم الأخبار عندنا، تشبه الأقاويل والدعايات، التي لاتعتمد على وثائق وإثباتات] .. ان أياد علاوي / ومحمود المشهداني / وطارق الهاشمي / وميسون الدملوجي / وصفية السهيل وعادل عبد المهدي / واسامة النجيفي وأثيل النجيفي / وبهاء الأعرجي / واياد السامرائي / وباقر جبر صولاغ / والعديد من أعضاء مجلس النواب العراقي من الأحزاب غير الكردية، والكثير من الكُتاب والصحفيين العراقيين والعرب ... الخ . كُل هؤلاء قد حصلوا على قصور أو قُطع أراضي في اربيل والسليمانية، وفي مواقع ممتازة او جيدة، حسب أهمية الشخصية المعنِية . ويُقال أيضاً، ان الحجة او الذريعة، التي يستند عليها قادة أقليم كردستان، في هذه الإهداءات : " ان الأقليم يستفيد كثيراً من الخدمات التي تُقدمها هذه الشخصيات من خلال مواقعها الرسمية او الحزبية، ومواقفها المُساندة للكُرد! " .

- ويُقال كذلك، ان قادة أقليم كردستان أنفسهم، وحسب درجة أهميتهم ونفوذهم وتسلسلهم في هرم السلطة .. في أربيل والسليمانية .. قد إستحوذوا على مساحات شاسعة، من احسن الأراضي وأغلاها، في كافة مُدن الاقليم .. وأقاموا عليها قصوراً فخمة ضخمة .

فلو إفترضنا جدلاً، ان " مصلحة الأقليم " تقتضي ان تُهدى بعض القصور والأراضي، الى شخصيات عربية متنفذة في بغداد والموصل وغيرها .. فما هي الحجة التي يستندون عليها، في إستحواذهم، أي مسؤولي الأقليم، على كُل هذه الاراضي لأنفُسِهم ؟!

....................................

[إذا] كانتْ معلومة، ان المالكي باع قطعة الأرض المُعطاة له في اربيل، صحيحة .. فذلك يُشير الى أمرَين : الأول، هو بُطلان إدعاءات المالكي بأنه نزيه وعفيف .. والثاني، هو التصّرُف غير القانوني لقادة الأقليم بالممتلكات العامة .

و [إذا] كانتْ معلومة، ان مسؤولي الأقليم يحصلون على أراضي ذات مساحات كبيرة، في أفضل المواقع في طول الأقليم وعرضه، بأساليب مُلتوية .. فذلك مؤشرٌ خطير، على حنثهم بالقَسَم، حول محافظتهم وسهرهم على الممتلكات العامة .. ودليلٌ على وجود فسادٍ كبير .. حيث ان الأرض وما تحتها وما عليها، ليستْ مُلكاً للمسؤولين والأحزاب الحاكمة .. وليستْ مُلكاً للناس الموجودين حالياً فقط .. بل هي مُلك الاجيال القادمة أيضاً .. فليسَ من حَق أحد التصرُف بها، بِهذهِ الخِفة !.

...............................

حّبذا لو كانتْ كُل هذه " الأقاويل " مُجرَد أكاذيب وإفتراءات ومُبالغات .

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2303 الخميس 13 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم