أقلام حرة

رسالة الأقليم الى العرب المقيمين فيه / قاسم حسين صالح

غصت بهم قاعة الاجتماعات في بارك سامي عبد الرحمن بينهم عدد كبير من أساتذة الجامعة، نقل فيه رئيس الديوان الأستاذ فؤاد حسين رسالة تطمين من السيد رئيس الأقليم الأستاذ مسعود البرزاني بأنهم أخوة للشعب الكردي يحظون بالاحترام والأمان.

 وقد القينا في هذا اللقاء كلمة جاء فيها:

 السلام عليكم.بياني باش.صباح الخير.

بداية ..شكرا لهذه المبادرة الذكية التي تعبّر عن صدق المشاعر التي يحملها القيادة والشعب الكردي نحو اخوانهم العرب الذين يبادلونهم نفس المشاعر.

لدينا اربع قضايا نوجزها بالآتي:

الأولى:لنفترض انه حصل صدام،لا سمح الله،ووصل البيشمركة الى مشارف بغداد بوصفهم مقاتلين أشدّاء توحدهم قضية واحدة.وان قوات دجلة التافت عن طريق آخر ووصلت الى مشارف أربيل..أيه؟...وماذا بعد؟ هل نعيد نفس الكوارث والفواجع..وتسفك الدماء حتى في الزمن الذي نصفه بأنه ديمقراطي؟!

الثانية:أخطر ما في ازمات من هذا النوع أنها تذكي مشاعر الكراهية بين الشعبين العربي والكردي..وهذه واردة بحكم خصائص الطبيعة البشرية .ففي مثل هذه الأزمات يظهر متطرفون ومتعصبون في كل طرف ،يعمدون الى اشاعة مشاعر الكراهية بين الشعبين .واذا ما جرى تصعيد لها تحولت الى عدوان يشحن الناس ويدفعهم نحو الانتقام او التهديد به.ولقد حصل ما يشبه هذا حين اشتدت الأزمة..اذ شعر اخواننا الكرد في بغداد بالخوف على أمنهم وحياتهم.وظهرت مشاعر الكره في اربيل ايضا..أذ عمد بعض الأفراد الى رفع كلمة العراق من ألواح السيارات.وما نحذر منه هنا انه اذا شحن الشارع بمشاعر الكراهية والعنف،وعمد السياسيون والاعلام الى التصعيد..عندها سينذر الوضع بحلول كارثة.

الثالثة:القضية الكردية هي قضية شعب من حقه تقرير مصيره..وأن قيام دولة كردية هو حقيقة مؤجلة سيأتي بها المستقبل حتما.وان على الناس ان يتقبلوا هذه الحقيقة ،وان يتعايش الشعبان كأخوين في بيت واحد او كشريكين يصلان الى الزمن المناسب لفض الشراكة بينهما بسلام دون ان يلحق احدهما الضرر بالآخر.

والرابعة:نسمع كلا الطرفين ان الحكم بينهما هو الدستور،ونرى ان الدستور هو (اختراع فتنة) لأنه حمّال أوجه..كل يفسره على ما يشتهي.وما نرجوه..ان دعوا الدستور وانطلقوا  من افتراض (حسن النوايا وسوء الفهم)اي ان يفترض كل طرف حسن النوايا في الآخر وان المشكلة تكمن في سوء الفهم..فأنتم وهم شركاء نضال ومظلومية..وليدخل بينكم علماء النفس والاجتماع والتاريخ وهم حاضرون لتسوية سوء الفهم هذا .

اخيرا:في ضوء ذلك نقترح انشاء مركز اعلامي عربي هنا في الأقليم يموّل من البرلمان لا من الحكومة ،كي لا تسلقهم ألسنةعوجاء بأنهم كذا وكذا..فبعض العراقيين لديهم شهية لقضم سمعة من يريد الخير للجميع.

  نكرر الشكر والتقدير للرعاية الكريمة التي يحظى بها العرب هنا بين اخوانهم الكرد..مع خالص تمنياتنا للشعبين الطيبين العربي والكردي بدوام المحبة والازدهار والسلام.

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2303 الخميس 13 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم