أقلام حرة

للعراق رب يحميه / نوار جابر الحجامي

الدماء الطاهرة التي رطبت تربة العراق كما تضع الحسناء مرطب الشفاه على شفتيها

لا ازال متعجبا من قدر الدماء التي شربتها هذه الارض التي عمدت بالدم دماء روت تراب هذا الوطن الطاهر على مدى الحقب التاريخية منذ ان بدات عجلة الحروب تاخذ مسارها فوق الحياة المدنية  بدأت الجروح تتلألأ في جسد العراق منذ ان بدأت ملاحم كلكامش وعنترياته حتى عنتريات نبوخذنصر نزولا على كل نكرات التاريخ وصولا الى عنتريات القائد الهمام والبطل المقدام اخو هدلة صاحب نظرية النوم بالحفر ... لازال الدم العراقي اخر شيء يفكر به المجرمون وكأنها تطبيق عملي لنظرية التمايز الطبقي حينما يموت الفقير والمواطن البسيط و القادة ينامون محصنين بيوتهم تحميهم شرار القوم وارذالهم لا افهم لما على مدى التاريخ العراق لم يحضى ولو لمدة استتب بها الوضع من غير ان يكون هناك ارباك يتحول الى دماء تسفك هنا وهناك على عموم الرقعة الخغرافية لهذه البقعه المنكوبة جغرافيا وتاريخيا  بكل انواع الظلم

من يتصفح تاريخ النكبات العراقية لا يعرف كيف اننا لم ننقرض ولو قارنا العراقيين بالديناصورات فالديناصورات استسلمت امام نيزك واحد ولكن العراقي لم يستسلم اما نيازك التاريخ وهزاته. اصرار على الحياة لو قارناه يمنطق العقل لفهمنا ان اغلب العراقيين يحملون قلوبا (تعحمل من الظيم) ما لا يستطيع قلب (كلكامش الصغير) ان يتحمله

اعتقد ان القادة في العراق بحاجة الى اعادة هيكلة لعقلياتهم التي لا تضع ضمن اولوياتهم العراقي اولا والعراقي ثانيا وثالثا وعاشرا  حتى يفهم فخامته ان الدم العراقي وحقنه هي اولوية (غصبا ما على شاربه) هؤلاء القادة بحاجة لان يبرمجون من جديد على ان عملهم يضمن انهم الذين يعملون عند الشعب بصيغة عقود لا نجددها لهم ما لم يراعوا مصالحنا لا بل وحتى مشاعر اطفالنا التي اصابها الكثير من الضرر راء ضهور صورهم على التلفاز لو ان هذه الاحداث التاريخية الموغلة بالالم والقدم مرت على شعب اخر لما تحمل كل هذه الاحداث ولكن اعتقد ان الشعب اليوم فهم المعادلة ولن يقاتل مع القادة الذين يحاولون جرنا الى عصبيات الجاهلية والحروب القومية التي اندثرت مع قوميي عفلق

 

نوار جابر الحجامي

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2305 السبت 15 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم