أقلام حرة

ثقافة الانصات والاصغاء .. المفقودة / اسامة حيدر

 

كل منا يتحدث، عن الحرية والديمقراطية  واهمية سماع الراي الاخر.. ونعتبر الانصات والاصغاء، جزء من حضارة نتغنى بها على الدوام.

لكن مجتمعاتنا  هي الابعد من اي مجتمع اخر يمارس الانصات والاصغاء شأنه شأن ديمقراطياتنا التي نعرف صفاتها وتعاريفها، رغم غربتها عنا، وغربتنا عنها ...

الصمت بهدف الانصات والاصغاء لفهم الاخر .. هو ممارسة نقدية منتجة لابداع متجدد، نحن بامس الحاجة اليها كجزء من الثقافة الحديثة.

العقل الحر المتجدد، ينصت ليتعلم  وليتأمل ويعيد انتاج ما استفاد منه من مهارة الاصغاء .. ويحاور بعقلانية المتفتح والمتسامح في ارائه .

العقل المحاجج هو من يسمع بلا انصات وان سمع، لايفهم مايقال لان مواقفه وقناعاته المسبقة ... هي الحقيقة، على مجمل الحوارات ان كانت تصنف بالحوارات فعلا !!، كونها احادية الجانب، مغلقة التقبل، اعمتها اليقينيات الزائفة وابهرتها شعاراتها المتهرئة. وهي اسلوب لقتل الابداع وتقزيم معاني الكلام.

وافضل الحوارت هي التي تتسم اطرافها بالاصغاء للراي الاخر كثقافة تربوية تفرضها اناقة الاحترام للاخر ... واينما يوجد الاخر  .. هنالك ضرورات لتفهمه ومحاورته التي تبدأ باهم خطوة  في الانصات، الاصغاء، والاستماع بتمعن، لتسهيل التعايش مع الاخر. وهو  من مقومات الجمال الانساني. فالحوار البناء هو اسمى وسيلة  لتبادل المعرفة... بينما الحوار العقيم وسيلة لاخفاء الجهل.

 

اسامة حيدر

15 كانون الاول 2012

 

.....................

ملاحظة: نوقش الموضوع من ضمن البرنامج الشهري لمنتدى الثقافة العراقية في البالتوك بادارة د. خير الله سعيد مشكورا.

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2306 الأحد 16 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم