أقلام حرة

استغلال المنابر الدينية لاغراض سياسية منافقة / جمعة عبد الله

في المعركة الانتخابية الساخنة والمضطربة بالغليان الشارع المصري، فقد استخدم فيها كل وسائل الدعاية والتحريض، ومعركة استحواذ على الجماهير والاوساط الشعبية والفقيرة، كلا لصالحه، فقد جند جماعة الاخوان المسلمين ومناصريهم من الجماعات السلفية طاقتهم وامكانياتهم من اجل حشد اكبر زخم من المصوتين بكلمة نعم او موافق على الدستور الجديد لحيازة الاغلبية المطلوبة لاقرار الدستور الجديد، واذا تحقق سيكون لطمة قوية للمعارضة بشتى صنوفها، وستكون خسارة كبيرة تتبعها عواقب وخيمة على التيارات الليبرالية والديموقراطية، لان الدستور المقترح هو مفصل على مقاييس التيارت الاسلامية والسلفية، ويضع الاسس الاولى لدولة المرشد العام،حكم الفرد الواحد او الحزب الواحد . لذا تحاول جماعة الاخوان وحلفائهم في استغلال التأثيرات والعواطف الدينية في اوساط الشعبية والفقيرة بخطب دينية على منابر الجوامع والمساجد باللغة المغلفة بالتزوير والخداع والدجل حتى تحقق اهدافها السياسية المغرضة والمنافقة مثل  : ان التصويت بنعم هي فريضة على كل مسلم ومرضاة للمولى عز وجل . وسيحضى المسلم برضى الله ورحمته وغفرانه، بهذا الدجل المنافق والاسفاف في عقول الاوساط الفقيرة والشعبية من اجل دعم الرئيس مرسي لانه مسلم مؤمن بالله وانه مع الحق والشريعة الاسلامية وغيره باطل وكافر وضد الشريعة الاسلامية والدين الاسلامي،بهذا الاسفاف المنافق يجند جماعة الاخوان خطباء الجوامع وائمة المساجد . رغم ان ممثل الازهر فند هذه الدعوات الباطلة واكد بشكل قاطع بان (الازهر لا يدعو الى التصويت بنعم او بلا على الدستور الجديد، وان الازهر ليس له دور سياسي يمارس في الحياة السياسية، ولم يجامل تيار على حساب اخر) لكن جماعة الاخوان ماشية الى ابعد شوط من التهريج السياسي المنافق، بعدما ادركوا بان المعارضة بشتى صنوفها يتصلب عودها في المدن والميادين وتتوحد على شعار اسقاط دولة المرشد العام واحتلال جماعة الاخوان مفاصل الدولة واحتكار القرار السياسي . وبعدما كشف عن المستور الذي تبجحت به جماعة الاخوان ولبست ثوب الديموقراطية والاصلاح والاعتدال السياسي، بان هدفها خدمة مصر الجديدة وبناء دولة تكون مفخرة للجميع دون استثناء، وهمهم الاصلاح والاعمار للبلاد ورفع الظلم والفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية ودولة القانون، بهذه الحجج والذرائع احتضنتهم الاوساط الشعبية والفقيرة ودعمت مسيرتهم الانتخابية حتى فازوا برئاسة الجمهورية حتى انقلبواعلى الثورة والديموقراطية وتنكروا لاقوالهم وافعالهم السابقة باصدار جملة قرارات تهدف الى تقوية وتعزيز سلطة الفرد الواحد وحكم الحزب الواحد، وابعاد المعارضة من مفاصل الدولة الحيوية، والانفراد بالاحتكار القرار السياسي الذي يتحكم في مصير المواطن والوطن، وشطبوا الاصلاح ودولة القانون واشاعة الحياة الديموقراطية وحق التعبير والتظاهر السلمي، ان المعركة التي يخوضون رحاها الان يستخدم فيها الطرق الشرعية واللا شرعية في استعمال وسائل الدعاية والتحريض، وحشد الجماهير في مظاهرات مضادة بما يعرف عنها مسيرات التائيد والمبايعة، وتشجيع اشكال العنف والارهاب لزعزعة استقرار البلاد . ان جماعة الاخوان وحلفائهم تهمشت سمعتهم ومكانتهم في الاوساط الشعبية بسبب تشنجهم السياسي وتسرعهم في احتلال الدولة، حتى لو فازوا في الاستفتاء على الدستور الجديد، باستخدام الوسائل الرخيصة من اجل تسيد كلمة نعم في التصويت، وحتى اذا ثبت الفوز او لم يثبت، فانهم دخلوا حلبة التنافس في وسائل غير نزيهة وغير عادلة وغير شريفة، وانها ستفتح جبهات جديدة ضدهم، وان المعارضة اذا نجحت او فشلت، فانها اكتسبت الشارع المصري وتسير بثقة واقتدار، وان الفترة القادمة ستشهد الكثير من المعارك السياسية في سبيل منع اقامة دولة المرشد العام

 

جمعة عبدالله 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2307 الأثنين 17 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم