أقلام حرة

الاكراد وملابس الامبراطورالجديدة / ابتسام يوسف الطاهر

والقصص لتوتير الاجواء العراقية. فالتفجيرات لم تتوقف في كركوك وغيرها من مدن العراق يقوم بها المتحالفون لإسقاط حكومة المالكي. لاسيما الذين قامت قائمتهم لشراء اسلحة من روسيا! بالرغم من انتقادهم لضعف الدولة، حتى الذي تباكى بالأمس وأدان الحكومة المركزية لانها "لم تدافع عنهم ضد ضربات تركيا او ايران". فالأكراد اليوم يملأ صراخهم الاجواء من انهم قادرين على حماية ابناء كركوك وغيرها، مع ان التفجيرات متواصلة!. ولابد من الوقوف بوجه كل من يعمل ضد العراق ويسعى لتقسيمه. فمن واجب الحكومة المركزية حماية ابناء العراق اينما كانوا.

حين جعلت امريكا شمال العراق (free zone) اشتعلت اسلحة الاكراد فيما بينهم على من يكون (الاغا). حتى تصالحوا من اجل الغنيمة الاكبر. بينما نحن سعدنا ان يكون شمال العراق مستقرا ليكون بوابة للخلاص من الطاغية. لكنهم بعد سقوط النظام، لم يكتفوا بالغنائم السلطوية والمالية بل طالبوا برئاسة الجمهورية والخارجية، وقلنا لا باس هم عراقيون ولهم ما لغيرهم. وسكتنا على نسبتهم الكبيرة من موارد العراق ككل، واستفرادهم بموارد مدن الشمال، ثم صاروا يرفضون تعبير شمال العراق "وهل هناك بلد بلا شمال؟"!.

وعقاب على سكوتنا، طالبوا بكركوك، وهناك من يدفعهم ليطالبوا بديالى وغيرها لان فيها أكراد! مع ان الاكراد كغيرهم من القوميات متواجدين في كل مدن العراق. وامام سكوت الشعب ورئيس العراق (الطالباني)! وجدت القيادات الكردية فرصتها. فسلكت طريق الصدريين في البصرة قبل (صولة الفرسان). فلم يكتفوا بخلخلة الوضع الامني في كركوك،مع مزاعمهم بحمايتها! فالاكراد حاولوا جهدهم لتشريد سكان كركوك وجلب عائلات كردية من دهوك وغيرها من مدن الشمال محلهم. بل هناك تقارير تؤكد على جلبها اكراد من سوريا وايران ومنحهم الجنسية العراقية وتوطينهم في كركوك لزيادة نسبتهم في تلك المدينة المنكوبة بهم. بالمقابل منعوا المغتربين من ابناء كركوك من العودة لها! وهذا مااكده بعض ابناء كركوك.

ضحى الكثير من العرب العراقيين بتضامنهم مع الاكراد لتحقيق مطالبهم. ووقفنا ضد تهجيرهم القسري من قراهم. بل البعض جعل من قضيتهم (ملابس الامبراطور) التي لا يراها الا الاذكياء! في رائعة الكاتب الدنماركي هانس أندرسون (ملابس الامبراطور الجديدة). . فمن يقول ان الاكراد ورقة رابحة بيد الغرب والأمريكان، او مطامعهم شوفينية إنفصالية، لاستلت سيوف الاتهام بالتعصب القومي، واللاديمقراطية. فاليسار العراقي اعتبر الاكراد قضيتهم الاولى، وربما خسروا الزعيم بسببهم. وطالتهم الاتهامات لان بعض اعضائهم من الاكراد ارتكبوا الجرائم لتلصق باليسار وليس بهم كقوميين!. فالمؤرخ اللبناني حنا بطاطو يقول مامعناه "الاكراد استغلوا التيار اليساري ليحققوا أهدافهم القومية، ولم يتصرفوا كديمقراطيين او شيوعيين، بل كقوميين متعصبين" نحن بحاجة لمن يصيح بهم كصيحة الطفل في قصة ملابس الامبراطور "انظروا ان الملك عاري".. الاكراد العراقيون بحاجة لمن يقول لهم كفى.

وناسف لأننا صمتنا حين ادعوا ان وضعهم مثل فلسطين.لم نقل انهم نزحوا كغيركم للعراق ولم يحتل العراقيون ارضهم. وصاروا جزء من ذلك القوس قزح الذي يشكل الوان العراق الجميلة. فلا وجود لشعب يعيش لوحده حتى سكان الغابات الأمزونية هناك اقوام وطوائف. واي دعوة لدولة قومية او طائفية كما فعل الأوربيون لليهود، هي دعوات عنصرية الغرض منها تفتيت البلد، ولا علاقة لها بحق تقرير المصير..فأي شعب يقرر ما ليس في صالحه، يسعى لحتفه. كفى حروب وقتل وتهجير. فالأكراد عانوا الكثير في العقود السابقة بسبب صدام وقادتهم الذين لا يختلفون عنه كثيرا! والشعب العراقي تعب من الحروب والقتل والتفجيرات، كفاكم تخريب للعراق  الذي احتضنكم كل الازمان.

  

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2307 الأثنين 17 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم